«الخنازير الثؤلولية» تودع سماء كوريا الجنوبية.. نهاية حقبة
أعلنت القوات الجوية الأمريكية أنها تخطط لسحب طائرات الهجوم من طراز "إيه-10" من الخدمة في كوريا الجنوبية.
وقالت القوات الجوية الأمريكية أمس الثلاثاء، إنها ستسحب أسطولها القديم من طائرات الهجوم من طراز "إيه-10 ثاندر بولت الثانية" المتمركز في كوريا الجنوبية بحلول السنة المالية 2025.
ووصفت واشنطن سحب الطائرات بأنه بمثابة تقاعد مخطط يهدف إلى الانتقال إلى ترقيات متطورة.
ويأتي إيقاف تشغيل الطائرات التي يبلغ عمرها عقودًا من الزمن، والمعروفة باسم "الخنازير الثؤلولية"، في الوقت الذي تسعى فيه القوات الجوية الأمريكية إلى تنفيذ مبادرة تحديث عسكري في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة من الخصوم المحتملين.
وتمتلك القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية حاليًا 24 طائرة من طراز "إيه-10" مصممة لعمليات الدعم الجوي القريب.
ومن المتوقع أن تبدأ في سحب هذه الطائرات من الخدمة في يناير/كانون الثاني، وفقً ما نقلته وكالة كوريا الجنوبية الرسمية (يونهاب) عن مسؤول لم تسمه.
القوات الجوية الأمريكية قالت في بيان: "من المقرر أن تستكمل القوات الجوية الأمريكية مرحلة مهمة من استراتيجيتها للتحديث في السنة المالية 2025".
وأضافت: "في المناطق الرئيسية، بما في ذلك كوريا الجنوبية، ستتخلى القوات الجوية الأمريكية عن طائراتها من طراز "إيه-10 ثاندر بولت الثانية" لصالح تعزيز ترقيات مقاتلات الجيل الرابع وتحسين تكامل طائرات الجيلين الرابع والخامس".
التحالف الثنائي
وفي السياق، أعلنت سول أن الحكومة ستعمل على التواصل الوثيق مع المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتعميق العلاقات مع واشنطن.
وأدلى وزير الخارجية في كوريا الجنوبية جو تيه-يول بتصريحات بعد فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في انتصار يثير توقعات سول بحدوث تحولات سياسية رئيسية مقارنة بإدارة بايدن، بطريقة قد تتسبب في هز التحالف الثنائي.
وقال جو في جلسة برلمانية: "نخطط لتنقيح رسالتنا حول القضايا الأمنية والاقتصادية وإيصالها إلى مساعدي ترامب من خلال الأفراد وغير ذلك من قنوات التواصل، حتى إطلاق الإدارة الأمريكية الجديدة".
وأضاف أن المحادثة الهاتفية بين الرئيس يون سوك-يول وترامب في وقت سابق تعكس الأهمية التي يوليها ترامب للتحالف مع كوريا الجنوبية.
وتابع: "هذا مثال رمزي على مدى تفكير الرئيس المنتخب في أهمية التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
وكان يون من أوائل الرؤساء الذين تحدث معهم ترامب عبر الهاتف بعد إعادة انتخابه.
تقاسم تكاليف الدفاع
وردا على أسئلة المشرعين حول الشكوك الناجمة بخصوص قضايا الأمن والتحالف الرئيسية مع الإدارة الأمريكية المقبلة، أعرب جو عن ثقته في أن كوريا ستواصل تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية على أساس متين من التعاون في كل المجالات.
وفيما يتعلق باتفاقية تقاسم تكاليف الدفاع، أكد الوزير أن الحكومة ستتشاور مع واشنطن على أساس نتائج الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي.
وقال: "حتى لو طالبت الولايات المتحدة بإعادة التفاوض، أعتقد أنه من المفيد لنا أن نناقش الأمر على أساس نتائج الاتفاق الذي تم الانتهاء منه".
ومنذ ظهور ترامب كمرشح رئاسي، كان من المتوقع على نطاق واسع أنه سيطالب بإعادة التفاوض على الحصة التي تدفعها سيئول في تكاليف تمركز القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
وعندما سئل عن استدامة "الردع الموسع الأمريكي" ضد التهديدات الكورية الشمالية، قال إنها "الاستراتيجية الأكثر ملاءمة في الوقت الحالي".
ويشير الردع الموسع إلى التزام الولايات المتحدة باستخدام كافة قدراتها العسكرية، بما في ذلك النووية، للدفاع عن حليفتها.
الردع الموسع لكوريا الجنوبية
وأثار فوز ترامب شكوكًا حول مستقبل التزام واشنطن بتوفير الردع الموسع لكوريا الجنوبية، حيث أصر الرئيس الأمريكي المنتخب على أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تتحمل نفقات ضخمة لحماية البلدان الأخرى.
وقال جو في هذا الشأن إنه من السابق لأوانه التعليق على السيناريوهات المتعلقة بحرب موسكو في أوكرانيا ونشر كوريا الشمالية لقواتها في روسيا، إذ لم يقدم ترامب بعد الخطوط العريضة الواضحة لكيفية تعامله مع الحرب.
وقال ترامب خلال الحملة الانتخابية إنه إذا انتخب فإنه سينهي الصراع "في يوم واحد".
وأشار الوزير أيضًا إلى أن إدارة ترامب الأولى أشادت بالقدرة التكنولوجية لكوريا الجنوبية، كما أبدت اهتمامًا كبيرًا بتوسيع التعاون الاقتصادي مع سول.
جو تحدث أيضا أن التنسيق مع الحلفاء الرئيسيين مثل كوريا الجنوبية سيكون ضروريًا لواشنطن، حيث إن التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لكوريا الشمالية وعلاقاتها المتنامية مع روسيا تمثل تحديات أمنية متعددة للعالم.