تلافي "زلة اللسان".. دفاع أمريكي لصد تسديدة بايدن في مرمى بوتين
بقفازه الدبلوماسي حاول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التصدي لكرة اللهب التي ركلها الرئيس جو بايدن صوب ملعب الكرملين وأحدثت ضجة.
فبعد تصريحات توضيحية للبيت الأبيض حول "زلة لسان" الرئيس الأمريكي، انتهز الوزير بلينكن فرصة لقائه مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد في إسرائيل ليؤكد أن "واشنطن ليست لديها استراتيجية لتغيير النظام في روسيا أو في أي مكان آخر".
البداية كانت من داخل أسوار القلعة الملكية في العاصمة البولندية وارسو، حيث أطلق منها بايدن دعوته لعدم إبقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة.
وعبر رسائل تحذيرية، قال بايدن: "روسيا لن تكون ضمن الدول العشرين الأقوى اقتصاديًا في المستقبل بسبب الحرب في أوكرانيا، كلفة العقوبات هي السبيل الوحيد الذي سيدفع الروس لتغيير نهجهم".
واسترسل الرئيس الأمريكي، السبت، في حديثه: "لا شكّ في أن هذه الحرب أصبحت فشلًا استراتيجيًا لروسيا".
ثم توجه بكلمة إلى الشعب الروسي، قائلا: "أرفض تصديق فكرة أنكم تقبلون بقتل أطفال وأجداد أبرياء أو أنكم تقبلون بقصف روسي لمستشفيات ومدارس ومستشفيات توليد".
ونبه إلى أن بوتين لا يمكن أن يظل في السلطة، وحربه على أوكرانيا بمثابة فشل استراتيجي لموسكو.
لم تمر ساعات على تصريحات بايدن حتى سارع البيت الأبيض إلى محاولة "تصحيح" كلمات الرئيس عن بوتين، خاصة تلك المرتبطة ببقائه في السلطة.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض، في محاولة لتدارك "خطأ بايدن"، إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يكن يدعو لتغيير النظام في روسيا، قصد الرئيس أن بوتين لا يمكن السماح له بالاستقواء على جيرانه في المنطقة".
وتمسك المسؤول الأمريكي بأن " بايدن لم يكن يناقش سلطة بوتين في روسيا أو تغيير النظام".
سخرية روسية
عقب تداول واسع لتصريحات بايدن، خرج المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، مؤكدا رفض بلاده تعليق الرئيس الأمريكي، قائلا: إن "الروس هم من يختارون الشخص الذي يريدونه زعيما لهم".
كما وصف رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين تصريحات الرئيس الأمريكي بـ"هستيريا العاجزين"، مؤكدا ضرورة خضوعه لفحص طبي، وفقا لموقع روسيا اليوم.
وقال فولودين: "لقد سمح رئيس الولايات المتحدة لنفسه مرة أخرى بإصدار بيان غير دبلوماسي ضد رئيسنا"، واضعا عنوانا يلخص رده: "بايدن ضعيف ومريض وغير سعيد".
وتابع: "لقد تحدثت عن هذا من قبل وسأكرره الآن: أي شخص ضعيف أو مريض يمكن أن يتصرف على هذا النحو.. سيتم شرح دوافع هذا السلوك بشكل أكثر احترافا من قبل الأطباء النفسيين".
ومضى في كلماته اللاذعة: "من وجهة نظر الذكور، فإن الضعيف يتصرف بهذه الطريقة.. وعلى مواطني الولايات المتحدة أن يخجلوا من رئيسهم، ربما يكون مريضا، والأجدى أن يخضع لفحص طبي.. إنه رجل غير سعيد".
وأضاف: "نحن نفتخر برئيسنا فلاديمير بوتين وبسلوكه، وقدرته على التحمل تستحق الاحترام".
وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة ما أسمتهم "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.
كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عنها واعترفت موسكو بهما مؤخرا.
بوتين أعلن في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير".
الرئيس الروسي شدد كذلك على أن "تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".
aXA6IDEwMC4yOC4yMzEuODUg جزيرة ام اند امز