مستشفى أمريكي بغزة.. يقسم الفلسطينيين بتنسيق حماس وقطر
سلطة الأراضي في غزة التابعة لحماس سلمت اللجنة القطرية لإعمار غزة في يوليو/تموز الجاري 40 دونما في بيت حانون لإقامة المشروع
وسط حالة من الغموض بدأت في الأيام الأخيرة تجهيزات إقامة مستشفى أمريكي شمال قطاع غزة بمتابعة قطرية ضمن تفاهمات التهدئة الإسرائيلية مع حركة حماس.
- بدء بناء أول مستشفى لعلاج السرطان في غزة
- الصليب الأحمر لـ"العين الإخبارية": صعوبة الأوضاع في غزة غير مسبوقة
الحكومة الفلسطينية أعلنت بوضوح في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي، الإثنين، أن المستشفى الذي تسعى إسرائيل وأمريكا لإقامته على الحدود الشمالية لغزة يأتي في إطار المحاولات المستمرة لتكريس الفصل بين قطاع والضفة الغربية تحت ذرائع إنسانية.
وشددت على أن إقامة المستشفى خارج عن منظومة العمل الوطني والحكومي، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا المشروع.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" طلبت عدم الكشف عن اسمها أن سلطة الأراضي في غزة التابعة لحماس سلمت اللجنة القطرية لإعمار غزة في 3 يوليو/ تموز الجاري، 40 دونما في بيت حانون على مقربة من المنطقة الحدودية ومعبر بيت حانون/إيرز التي شرعت بدورها في تهيئة الأرض وتجهيزها لإقامة المستشفى.
دور قطري مشبوه!
الكشف عن إقامة المستشفى جاء لأول مرة في 14 مايو/أيار الماضي على لسان سفير تنظيم الحمدين محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، ضمن الحديث عن تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل بعد جولة التصعيد في 5 و6 مايو/أيار.
وحينها قال العمادي: "إن اللجنة القطرية ستبدأ أعمال البنية التحتية لإقامة مستشفى ميداني بالتنسيق مع المؤسسة الأمريكية الدولية على مساحة 40 دونما قرب الحدود شمال غزة، في إطار دعم قطاع الصحة، وفق ادعائه".
وقد سلمت الأرض بالفعل للجنة قبل 5 أيام وشرعت في عملية تسويتها تمهيدا لإقامة المستشفى، بعيدا عن التنسيق مع السلطة الفلسطينية حتى وزارة الصحة بغزة.
وزارة الصحة بغزة نفت لـ"العين الإخبارية" وجود أي تنسيق معهم في إقامة المستشفى، وقال يوسف أبو الريش، وكيل الوزارة لـ"العين الإخبارية": "لم يتصل بنا أحد حول المستشفى وماهيته والخدمات التي سيقدمها نحن نسمع عنه من الإعلام".
وأضاف "عندما يتم عرض المستشفى بخدماته وتخصصاته وإجراءاته سيكون لنا موقف واضح، متسائلا "هل سيقدم خدماته لأهلنا بمقابل أم ماذا؟".
مصادر مطلعة أوضحت لـ"العين الإخبارية" أن الحديث يدور عن إقامة مستشفى ميداني بتجهيزات متنقلة وليست ثابتة (خيام وغرف متنقلة) على أن يتضمن أجهزة طبية حديثة ويعمل بها أطباء من جنسيات أجنبية يحضرون عبر معبر بيت حانون/إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وتواصلت "العين الإخبارية" مع العديد من الشخصيات الفلسطينية وضمنها وزير الصحة الأسبق الدكتور أحمد الشيبي وقيادات في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة نفت وجود أي معلومات عن المستشفى أو عن سبب إقامته في هذه المنطقة بالتحديد.
تعميق الانقسام
عمر الغول الكاتب وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية حذر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من المستشفى هدفه تعميق الانقسام داخل الشعب الفلسطيني فهو مشروع تآمري خبيث لا يمت بصلة للحرص على الشعب الفلسطيني.
وقال: "إذا كان من طرف فلسطيني يتعامل مع هذا المشروع فهو بالتأكيد حماس لا سيما أن قطر ستقوم بتغطية نفقات المستشفى".
وطالب حماس بأن يكون لهم موقف واضح من هذا المشروع خاصة إذا كانت تريد التصدي لصفقة القرن كما تقول.
وتابع "على حماس الإسراع لإنهاء الانقلاب بتنفيذ الاتفاقات ليتحد الشعب الفلسطيني ويتصدى للمخاطر التي تواجهه".
محمود الزق، عضو المكتب السياسي في جبهة النضال الشعبي، حذر بدوره من مخطط مطروح على شعبنا في جوهره غزة كيان سياسي وهناك سعي لفتح خطوط مباشرة مع غزة.
وقال لـ"العين الإخبارية": "أي تحرك تجاه غزة بحجة إنسانية دون مرور من خلال السلطة يشكل خطرا على القضية الفلسطينية".
ورأى أن الخطورة في المستشفى أنه سيتم التعامل مباشرة مع حكومة حماس بخلاف كل المشاريع الخارجية التي كانت تأتي لغزة كما الضفة من خلال السلطة ومنظمة التحرير، مشددا على أن أي تعامل من غزة مع واشنطن يشكل خطرا في هذه الظروف السياسية.
تساؤلات
الباحث المختص في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية خالد عبدالعزيز، أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة المستشفى وسبب إقامته ولماذا يجري تنفيذه وسط حالة من الغموض؟
وتساءل عبد العزيز في حديثه لـ"العين الإخبارية": "لماذا يقام مستشفى في منطقة حدودية وفي الشمال تحديدا التي يوجد بها 4 مستشفيات حكومية خاصة في شمال قطاع غزة، في حين هناك حملة شعبية واسعة تنادي بإقامة مستشفى في رفح منذ سنوات دون إجابة؟!".
وأضاف "من هي المؤسسة الأمريكية الدولية التي يجري تنسيق قطري إسرائيلي معها لإقامة وتمويل المستشفى الذي يقال إنها سيضم تخصصات نوعيات؟، وكيف تمول مؤسسة أمريكية مشاريع في غزة في وقت تعلن فيه إدارة ترامب وقف المساعدات للشعب الفلسطيني وهو الأمر الذي نفذته الوكالة الأمريكية للتنمية التي أوقفت مشاريعها ومساعداتها؟".
وتابع "هل توجد علاقة بين إقامة هذا المشروع والمشاريع التي تضمنتها الخطة الاقتصادية الأمريكية التي أعلنها البيت الأبيض وذكر أنها جزء مما وصفها فرصة القرن ويصفها كل الفلسطينيين صفقة القرن؟".
وعبر عن استغرابه من موافقة حماس على المشروع ودفاعها عنه في الوقت الذي تعلن فيه رفضها صفقة القرن.
كان فوزي برهوم الناطق باسم حماس هاجم في بيان الإثنين ما وصفها "محاولات الحكومة الفلسطينية التشويش على إقامة مستشفى دولي شمال قطاع غزة لحل الأزمة الصحية المتفاقمة التي صنعها الاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر موقف الحكومة الرافض لإقامة المستشفى بأنه "يأتي في إطار محاولاتهم المستمرة للتضييق على أهلنا في غزة ومفاقمة أزماتهم وضرب مقومات وعوامل صمودهم"، دون أن يقدم إجابات شافية حول أهداف المستشفى ومموليه.