مسؤول أمريكي يكشف لـ«العين الإخبارية» أبعاد صفقة مايكروسوفت مع G42
في 16 أبريل/نيسان 2024، أعلنت عملاق التكنولوجيا الأمريكية «مايكروسوفت» عن استثمار 1.5 مليار دولار في G42 بأبوظبي.
وذلك لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي وإدخال أحدث تقنيات مايكروسوفت الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومبادرات تطوير المهارات إلى دولة الإمارات وبقية دول العالم.
تعاون موسع سيمكّن المؤسسات من جميع الأحجام في الأسواق الجديدة من استغلال فوائد الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية، كان للسفير الأمريكي المتجول للفضاء السيبراني والسياسة الرقمية، ناثانيال فيك، آراء هامة بشأنه خلال لقاء موسع مع "العين الإخبارية".
السفير ناثانيال فيك، الذي يُعد مسؤولاً رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأمريكية، كشف لـ"العين الإخبارية"، أن الحكومة الأمريكية كانت على اتصال وثيق مع الحكومة الإماراتية لضمان أن الشراكة والتعاون بين شركة مايكروسوفت وشركة G42 الإماراتية سوف يعزز أهداف البلدين المشتركة، قائلا: نهدف إلى التطوير المسؤول ونشر استخدام الذكاء الاصطناعي حول العالم، وليس فقط في الولايات المتحدة ودولة الإمارات.
وتابع السفير فيك، وهو أول سفير أمريكي متجول للفضاء السيبراني والسياسة الرقمية، والذي سبق وتولى مهام منصبه في سبتمبر/أيلول 2022، لـ "العيـن الإخباريـة" من العاصمة الأمريكية واشنطن، قائلاً: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي اقتصاد تقني قوي، وهي أول دولة في العالم تعين وزيرًا للذكاء الاصطناعي".
- «جي42» ومايكروسوفت تستثمران مليار دولار لبناء مركز بيانات في كينيا
- 1.5 مليار دولار استثماراً جديداً لـ«مايكروسوفت» في «G42» بأبوظبي
وفي النقاط التالية تستعرض "العين الإخبارية" ما جاء في الحوار المثمر والشيق مع السفير الأمريكي للفضاء السيبراني والسياسة الرقمية ناثانيال فيك:
تعاون تكنولوجي عميق بين أمريكا ودولة الإمارات
كيف تصف التعاون الأمريكي – الإماراتي في علوم صناعة وريادة المستقبل؟
الولايات المتحدة والإمارات لديهما تعاون عميق عبر العديد من جوانب التكنولوجيا، بما في ذلك الأمن السيبراني؛ هكذا علق السفير الأمريكي ناثانيال فيك.
وقد شاركت أبوظبي بنشاط، في قيادة مبادرة مكافحة برامج الفدية، التي تعتبر برامج ضارة إلكترونياً، وهي المبادرة التي سبق وأطلقها البيت الأبيض في الولايات المتحدة على مدى السنوات القليلة الماضية.
وأضاف فيك، أنه كان في دبي العام الماضي، للمشاركة في الاجتماع الأخير للمؤتمر العالمي للاتصالات، وهو التجمع الذي يُعقد كل أربع سنوات؛ حيث يناقش المجتمع الدولي قضايا الطيف اللاسلكي ويتفقون عليها بين جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
فيما يرى أن الشراكة بين مايكروسوفت وG42 ستسهم في تأهيل قوى عاملة ماهرة ومتنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير مواهب تعزز من الابتكار والقدرة التنافسية لدولة الإمارات والمنطقة بأسرها، وذلك من خلال استثمار مليار دولار في صندوق خاص للمطورين.
وكان رئيس "مايكروسوفت"، براد سميث، قال في مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة G42، بينغ شياو: "لقد حصلت مايكروسوفت على تشجيع قوي من الحكومة الأمريكية للمضي قدما في هذه العملية، مضيفاً أن هذه الصفقة تعكس إقراراً من حكومة الولايات المتحدة بأهمية العلاقة بين البلدين".
وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت في وقت سابق من هذا شهر مايو/أيار الجاري في مؤتمر RSA للأمن السيبراني في سان فرانسيسكو، استراتيجية الولايات المتحدة الدولية للفضاء الإلكتروني والسياسة الرقمية، والتي دشنها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث تم تكليف مكتب السياسة الإلكترونية والرقمية (CDP)بوزارة الخارجية في تولي مسؤولية الملف، في قانون تفويض الدفاع الوطني العام الماضي.
ماذا عن الاستراتيجية الأمريكية للفضاء الإلكتروني؟ وهل ستكون فارقة للمستقبل الآمن؟
الاستراتيجية بالفعل توفر خريطة طريق، وإطارًا فكريًا، تتعلق بجيل كامل في مجال التكنولوجيا، كما أوضح السفير فيك.
وقال: "إذا أردنا بناء مستقبل تقني حيوي وآمن، فلا يمكن لأي منا –سواء أقوى أو أكبر الدول في العالم، أو أكبر وأقوى شركات التكنولوجيا– أن يفعل ذلك بمفرده. الوقوف جنبًا إلى جنب مع الشركاء والحلفاء أمر أساسي. وفقط معًا يمكننا حقًا تعزيز رؤية مشتركة لنظام تكنولوجي يحترم الحقوق، ومبتكر وآمن".
وأشار فيك، إلى أن الاستراتيجية الأمريكية سوف تتبنى مبدأ "التضامن الرقمي" كاستعداد للعمل معًا على أهداف مشتركة، واستعداد للوقوف معًا لمساعدة الشركاء على بناء القدرات لتقديم الدعم المتبادل، موضحاً أن التضامن الرقمي يعترف بأن كل من يسعى لاستخدام التكنولوجيا الرقمية بطريقة تحترم الحقوق يكون أكثر أمانًا، وأكثر مرونة، وأكثر ازدهارًا، قائلا: "في الوقت الراهن نعمل معًا لتشكيل البيئة الدولية من أجل الابتكار، والتعاون في كل شيء من المعايير إلى اللوائح إلى المعايير التقنية".
التضامن الرقمي
ما تعريفك لمفهوم التضامن الرقمي؟ وكيف تسهم الاستراتيجية الأمريكية في تحقيقه؟
التضامن الرقمي يعتبر مفهوماً واسعاً، والاستراتيجية الأمريكية وضعت 3 مبادئ توجيهية لتنظيمه وبلوغ أهدافه، وهي:
الأول، يتمثل في وضع رؤية إيجابية لفضاء إلكتروني آمن وشامل، حيث من المهم للولايات المتحدة ألا تفرض خيارًا بين نظم تكنولوجية مختلفة، بل بالأحرى تقديم خيار أكثر إقناعًا للآخرين للاختيار.
ثانياً، دمج الأمن السيبراني والتنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي واستخدام سياسة شاملة في هذا المجال، بحيث تشمل جميع الأدوات المناسبة للدبلوماسية والفن السياسي عبر النظام الرقمي الكامل.
وثالثًا، النظام الرقمي الكامل، وليس فقط الأمن السيبراني كما هو معرّف تقليديًا، هو كل شيء من السحاب إلى الكابلات، بحيث تشمل كل جانب من تلك البنية التحتية للإنترنت.
ونبه فيك، إلى أن واشنطن ستعمل مع الحلفاء والشركاء وأصحاب المصلحة، والمجتمع المدني، وغيرهم في جميع أنحاء العالم لتشكيل تصميم وتطوير وإدارة واستخدام البنية التحتية الإلكترونية والرقمية من أجل تعزيز الازدهار الاقتصادي، وتعزيز الشمولية لجميع الناس، ولتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة في المجال الرقمي، ولتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ولمعالجة التحديات العابرة للحدود معًا.
الذكاء الاصطناعي حائط صد للتهديدات السيبرانية
في السنوات الأخيرة تحولت التهديدات السيبرانية إلى هاجس يؤرق دول وحكومات العالم، كيف يسهم صناع القرار في تأسيس بنية رقمية مرنة وآمنة وسط التحديات؟
الجميع أصبح الآن أكثر عرضة للهجمات السيبرانية، لا سيما مع تحول كل جوانب الحياة إلى الحياة الرقمية.
ومع تحول الأنظمة التعليمية وأنظمة الطاقة وأنظمة الرعاية الصحية والأنظمة المالية بشكل متزايد من خلال الابتكار الرقمي، فإن هذا يجلب تقدماً هائلاً في كل هذه المجالات من حيث جودة الخدمات والمنتجات للمستهلكين، وسرعة أداء الخدمة، والأمان كذلك، لكن كل هذا التقدم يجلب معه أيضًا بعض الضعف وبعض التكاليف وبعض التهديدات، حيث نشهد بيئة رقمية تتمثل في زيادة السطح الذي يمكن مهاجمته مع تحول المزيد والمزيد من الخدمات الحكومية، إلى الجانب الرقمي.
اليوم، يتم سماع الكثير عن ادعاءات مخيفة حول ما سيفعله الذكاء الاصطناعي لتعزيز الهجمات السيبرانية، لكنني أشير إلى أنه سيعزز أيضًا الدفاع السيبراني، حيث ستعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال، على بناء برامج أفضل؛ لمطوري البرمجيات الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي من أجل تقليل عدد الأخطاء في برامجهم بشكل كبير، مضيفا، هذا النوع من الأشياء مع مرور الوقت سيعزز الأمان السيبراني بشكل كبير أيضًا.
ومن الضروري عندما نفكر في الأمن السيبراني، أن نفكر في أمان الطبقة الرقمية الكاملة، لذلك؛ نحن بحاجة للتفكير في أمان الكابلات، مراكز البيانات، الشبكات اللاسلكية.
حوار أمريكي-صيني بشأن الذكاء الاصطناعي.. خير للبشرية والكوكب
في ضوء تسارع ابتكار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، هل تؤيد الحوار الأمريكي الصيني؟ وكيف ترى أهميته للعالم؟
مؤخرا، خلال رحلة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأخيرة، للصين، أثار بلينكن عدة نقاط حول الأمان الرقمي مع الحكومة الصينية هناك.
وقد عقد فريق بوزارة الخارجية الأمريكية لقاء مع نظرائهم الصينيين في جنيف قبل حوالي 10 أيام لمتابعة التزام سابق بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني للانخراط في حوار حول سلامة الذكاء الاصطناعي.
السفير الأمريكي فيك، قال: "جميعنا على هذا الكوكب يواجه تحديات كبيرة حول أشياء مثل تغير المناخ والتنبؤ بالطقس والإنتاجية الزراعية، وضمان أننا نستطيع إطعام الجميع على الأرض، والعديد من هذه التحديات يمكن الحد منها باستخدام التطبيقات التكنولوجية الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، ولذلك ينبغي علينا جميعا التعاون لأقصى درجة ممكنة".
وفي ختام الحوار، شدد السفير الأمريكي المتجول للفضاء السيبراني والسياسة الرقمية، ناثانيال فيك، على أهمية التعاون بين الولايات المتحدة والصين في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الخير المشترك للإنسانية حول العالم، معرباً عن أمله في أن يكون الحوار مع الجانب الصيني حول استخدامات الذكاء الاصطناعي هو بداية قناة تواصل لدعم هذا الهدف وللتعاون والعمل معًا، حتى مع تنافس واشنطن وبكين في مجالات أخرى.