غزة في المزاج الأمريكي.. دعم إسرائيل يتراجع والمخاوف الإنسانية تتصاعد

تتصاعد المخاوف الإنسانية في غزة، في وقت يزداد فيه الجدل حول رد إسرائيل العسكري على الفلسطينيين وتأثيره على الرأي العام الأمريكي.
ففي ظل تزايد القلق الدولي إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، يرى عدد أكبر من البالغين الأمريكيين أن العمل العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية مبالغ فيه مقارنة ببداية الحرب، وفقا لاستطلاع رأي جديد.
واستطلاع الرأي أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز نورك لأبحاث الشؤون العامة، على 1183 بالغا في الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر/أيلول.
ارتفاع شعور الأمريكيين بأن إسرائيل "تجاوزت الحد"
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وكالة "أسوشيتد برس"، يقول نحو نصف الأمريكيين إن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة "تجاوز الحد".
وتعبتر هذه النسبة أعلى من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عندما قال 40% إن العمل العسكري الإسرائيلي تجاوز الحد. بحسب المصدر نفسه.
ولكن في الوقت نفسه، فإن الأمريكيين عموما، وخاصة الجمهوريين، أقل ميلا للقول إن التفاوض على وقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية قصوى للحكومة الأمريكية مما كانوا عليه قبل بضعة أشهر فقط عندما كانت الولايات المتحدة تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع حماس.
ويقول نحو 7 من كل 10 ديمقراطيين إن الرد الإسرائيلي في عزة "تجاوز الحد" بزيادة على 58% في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ويتفق معه نحو نصف المستقلين، مقارنة بنحو 4 من كل 10 في الاستطلاع السابق. كما ارتفعت نسبة الجمهوريين بشكل طفيف، من 18% إلى 24%.
وكان القلق بشأن تجاوزات إسرائيل مرتفعا في يناير/كانون الثاني 2024، عندما قال 50% من البالغين الأمريكيين إن إسرائيل "تجاوزت الحدود"، لكن هذه النسبة انخفضت قليلا مع استمرار الحرب.
ويشير 45% من البالغين الأمريكيين الآن، إلى أنه من الضروري أن تقدم الولايات المتحدة الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين في غزة، وهي نسبة مماثلة لآراء الأمريكيين في بداية الحرب، ولكنها أعلى قليلا من نسبة 41% في مارس/آذار.
وقال ميغيل مارتينيز، 55 عاما، من ميامي، إنه لا يزال من الضروري لإدارة الرئيس دونالد ترامب الجمهورية إعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية حتى مع دعمها لجهود الجيش الإسرائيلي لهزيمة حماس.
ويدعم مارتينيز هدف إسرائيل في هزيمة حماس، لكنه قلق من استمرار الصراع.
وأضاف مارتينيز، وهو جمهوري يعرب عن تأييده الواسع لطريقة تعامل ترامب مع الصراع: "ليس كل من هناك عدوا. هؤلاء الناس بحاجة إلى المساعدة".
توقيت
يأتي هذا التحول في المواقف الأمريكية تجاه أفعال إسرائيل في الوقت الذي تبدأ فيه إسرائيل هجوما بريا موسعا على مدينة غزة.
وتواجه إسرائيل تدقيقا دوليا متزايدا بشأن سلوكها في غزة، حيث أعلن فريق من الخبراء المستقلين، بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، هذا الأسبوع، أنه خلص إلى أن تل أبيب ترتكب إبادة جماعية.
ودمرت إسرائيل بالفعل مساحات شاسعة من غزة، وشرّدت حوالي 90% من سكانها، وتسببت في أزمة إنسانية كارثية، حيث أعلن الخبراء عن مجاعة في مدينة غزة.
وقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية 65 ألفا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وقالت رينيه هولير، من لافاييت، لويزيانا، التي وصفت نفسها بأنها مستقلة سياسيا وأم لطفل رضيع: "هذا هو مستوى معاناة النساء والأطفال الأبرياء. لا يوجد مبرر لاستمرار هذا النوع من المعاناة".
ماذا عن التفاوض؟
وعلى الرغم من الرأي المتنامي بأن إسرائيل قد تجاوزت حدودها، فإن الأمريكيين أقل ميلا لاعتبار التفاوض على وقف إطلاق نار دائم أولوية قصوى.
ويرى عدد أقل أن التفاوض على وقف إطلاق النار يجب أن يكون أولوية قصوى للولايات المتحدة.
الدولة الفلسطينية
وأظهر الاستطلاع أن حوالي 30% من الأمريكيين يرون أنه من المهم التفاوض على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، مع تركيز واضح بين الديمقراطيين الذين ارتفعت نسبتهم إلى حوالي 50%، مقارنة بـ19% من المستقلين و14% من الجمهوريين.
الدعم العسكري
كما وجد الاستطلاع انخفاضا طفيفا في دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وأكد حوالي 2 من كل 10 بالغين أمريكيين أنه من "الضروري" أو "الضروري جدا" للولايات المتحدة تقديم المساعدة للجيش الإسرائيلي لمحاربة حماس، بانخفاض من 36% في بداية الحرب.
وكان الانخفاض ملحوظا بشكل خاص بين الديمقراطيين، من 30% في بداية الحرب إلى 15% الآن.
وقال ليكس رايت، 50 عاما، من ألباني بجورجيا، وهو مستقل، إنه من الصعب تبرير إنفاق مليارات الدولارات لدعم الجيش الإسرائيلي في حين تدعو إدارة ترامب إلى تخفيضات شاملة في الإنفاق الفيدرالي على الرعاية الصحية وغيرها من البرامج الاجتماعية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTM4IA== جزيرة ام اند امز