الخطوط الجوية الأمريكية تعاقب القطرية بإنهاء الشراكة
الخلاف بين الخطوط الجوية الأمريكية ونظيرتها القطرية يستمر في التصاعد حيث أعلنت أمريكان إيرلاينز إنهاء شراكتها مع الخطوط القطرية
الخلاف بين شركة الخطوط الجوية الأمريكية ونظيرتها القطرية يستمر في التصاعد، رغم اعتذار الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية عن تصريحات مهينة وتمييزية ضد المضيفات الأمريكيات، حسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
في البداية سخرت الخطوط الجوية الأمريكية من اهتمام شركة طيران الشرق الأوسطية بشراء ما يصل إلى 10% من الشركة الأمريكية، ما دفع الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر إلى القول بأن نظيره الأمريكي دوج باركر كان "خائفا" من الاستثمار المقترح.
وبعد أن وجد الباكر نفسه في مأزق وموقف حرج هذا الأسبوع، بعد إهانة المضيفات الأمريكيات ووصفهن بـ"الجدات"، وتفاخر بأن مضيفات طواقم طائراته متوسط عمرهن 26 عاما، اعتذر الأربعاء بعد توبيخ من النقابات العمالية والخطوط الجوية الأمريكية، التي وصفت تصريحاته بأنها "متحيزة ضد المرأة وتمييزية على أساس السن".
ولكن آخر خسائر الخلاف المتصاعد، هو صفقة تسويقية بين الشركتين، تعرف باسم "كودشير" (الشراكة بالرمز)، حيث أعلنت الولايات المتحدة إنهاء شراكتها مع "الخطوط الجوية القطرية" إثر الخلاف المستمر بسبب تلقيها بحسب الشركة الأمريكية إعانات حكومية غير مشروعة بشكل غير عادل.
وذكرت "بلومبرج" أن الشركة الأمريكية أبلغت الخطوط الجوية القطرية بقرارها إنهاء الشراكة في 29 يونيو/حزيران بشكل غير معلن، بعد أسبوع من الإفصاح عن مساعيها لتصبح واحدة من أكبر المساهمين الأمريكيين.
من جانبه، قال جورج هاملين، رئيس شركة "هاملين لاستشارات النقل"، إنهم "بالتأكيد يحاولون إرسال رسالة إلى قطر لا يريدون أن تشارك قطر في الشركة الأمريكية".
ويأتي هذا القرار بعد أقل من شهر واحد على إعلان "الخطوط الجوية القطرية" عزمها على الاستحواذ على حوالي 10% من رأسمال "أمريكان إيرلاينز" في وقت تمر فيه الدوحة بأخطر ازمة دبلوماسية بينها وبين 4 دول عربية هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
اعتذار الرئيس التنفيذي
قبل ساعات من إعلان الخطوط الجوية الأمريكية إنهاء الشراكة بالرمز، اعتذر الباكر "دون تحفظ" عن وصفه غير الملائم للمضيفات الأمريكيات، وقال إن تصريحاته جاءت في "وقت منافسة قوية" مع شركات الطيران الأمريكية.
وأضاف في بيان بالبريد الإلكتروني، أن "طاقم الطائرة هو الواجهة العامة لكافة شركات الطيران، وإنني احترم كثيرًا عملهم الجاد وكفاءتهم المهنية"، وأشار إلى أنهم "يلعبون دورًا كبيرًا في سلامة وراحة الركاب، بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم أو وضعهم الأسري".
كما كتب اعتذارًا شخصيًا إلى سارة نيلسون، رئيسة رابطة مضيفات الطيران، التي تمثل 50 ألف عامل في 20 شركة طيران أمريكية، وأثناء قبول اعتذاره، ردت نيلسون بأن "التعليقات المهينة والإعانات التي تتلقاها شركتكم ربما تشير إلى الاعتقاد بأنك تستطيع العمل خارج القواعد والمعايير".
ويتهم تحالف شركات طيران أميركية يضم خصوصا "أمريكان إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" و"يونايتد" الخطوط الجوية القطرية بتلقي إعانات مالية حكومية غير مشروعة منذ 2004 بلغت قيمتها 42 مليار دولار، الأمر الذي أتاح للشركة بيع تذاكر بأسعار زهيدة لا يمكن للشركات الأمريكية منافستها.
وتعني "الشراكة بالرمز" بين شركتي طيران أن تضع الواحدة منهما رمزها على رحلات تشغّلها الشركة الأخرى، ما يتيح لعملائهما السفر على متن رحلات للشركتين من دون تحمّل مصاريف إضافية أي كما لو كانت شركة واحدة تشغّل هذه الرحلات.