مشروع الإمارات لاستعمار المريخ في ميزان العلم.. باحث أمريكي يرصد الفوائد (حوار)
عثرت مركبات المريخ التابعة لوكالة ناسا الأمريكية على أكاسيد المنغنيز في الصخور في فوهات "غيل" و"إنديفور" على المريخ في عام 2014.
دفع هذا الاكتشاف بعض العلماء للاقتراح بأن الكوكب الأحمر، ربما كان يحتوي على أكسجين أكثر في غلافه الجوي منذ مليارات السنين.
وقال العلماء وقتها إن المعادن ربما تتطلب مياها وفيرة وظروف مؤكسدة بشدة لتكوينها، باستخدام الدروس المستفادة من السجل الجيولوجي للأرض، خلص العلماء إلى أن وجود أكاسيد المنغنيز يشير إلى أن المريخ قد شهد زيادات دورية في الأكسجين الجوي في الماضي، قبل أن ينخفض إلى المستويات القليلة اليوم.
لكن دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة واشنطن في سانت لويس تقلب هذا الرأي رأساً على عقب، إذ اكتشف العلماء أنه في ظل ظروف شبيهة بالمريخ، يمكن أن تتشكل أكاسيد المنغنيز بسهولة بدون الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي، وباستخدام النمذجة الحركية.
وأظهر العلماء أيضًا أن أكسدة المنغنيز غير ممكنة في الغلاف الجوي الغني بثاني أكسيد الكربون المتوقع على المريخ القديم.
فهل يعني ذلك أن جهود استعمار المريخ غير ممكنة.. وهل يمكن أن تكون البيانات التي يوفرها مسبار الأمل الإماراتي مفيدة في هذا الإطار.
هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها د. كوشيك ميترا، الباحث الرئيسي بالدراسة التي نشرتها قبل أيام دورية "نيتشر جيوساينس".
*بداية: كيف تؤثر نتائج البحث على جهود استعمار المريخ؟
**يرجى ملاحظة أن بحثي مرتبط بوقت مبكر من كوكب المريخ وليس المريخ الحالي، ويحتوي الغلاف الجوي الحالي للمريخ على كمية أقل من الأكسجين ولا يوجد نقاش حول ذلك.
وتختبر أداة (MOXIE) على العربة الجوالة بالمريخ "مارس روفر"، ما إذا كان يمكن توليد الأكسجين على المريخ أم لا.
*ولكن ألا تبعث نتائج دراستك برسائل بأن استعمار المريخ قد يكون صعبا؟
**كما ذكرت سابقًا، تتعلق نتائج بحثي بالمريخ المبكر وليس المريخ الحالي أو المستقبلي، ويجب أن يعالج استعمار المريخ مجموعة كاملة من المشكلات وأعتقد أن بحثي لا يؤثر بشكل مباشر على خطط جهود استعمار المريخ المستقبلية.
* كيف يمكن أن تكون نتائج دراستك مفيدة لمشروع الإمارات الذي يهدف إلى بناء مستعمرة على المريخ بحلول عام 2117؟
** أعتقد أن مشروعي يوفر معلومات مهمة حول كيف كان كوكب المريخ في الماضي، وبمجرد أن نعرف ما كان عليه الغلاف الجوي في الماضي، قد نتمكن من فهم كيفية تطوره إلى حالته الحالية، وسيساعدنا فهم هذا التطور على فهم المشكلات أو المخاوف التي قد يطرحها المريخ أمامنا إذا أردنا استعماره.
*وما هي المشكلات ذات الأولوية التي يجب حلها إذا أراد البشر استعمار المريخ؟
**هذا سؤال مفتوح للغاية وسؤال كبير، وهناك كثير من الدراسات التي ذكرت الأمور المشجعة على استعمار المريخ، وتلك التي تحتاج إلى حلول حتى يمكن أن تكون الحياة ممكنة على المريخ.
*مثل ماذا؟
** من العوامل المشجعة أن طول النهار على كوكب المريخ مشابه لطول الأرض، ولكن المريخ في المقابل أكثر برودة بكثير، ولكن هذه المشكلة يمكن حلها عبر أنظمة لإدارة درجة الحرارة، وبالنسبة لسطح المريخ الجاف، فإنه توجد كميات وفيرة من المياه المجمدة تحت الأرض يمكن الاستفادة منها، لذلك فإن مشكلة إمدادات المياه ليست مشكلة كبيرة.
*وماذا عن الأمور غير المشجعة؟
**الأرض يوجد بها طبقة أوزون تحميها من الإشعاع، ولكن سطح المريخ يتعرض لمستويات خطيرة من الأشعة فوق البنفسجية المؤينة، ولابد من العثور على حل لتلك المشكلة إذا أردنا استعمار المريخ.. وهذه بعض العناصر التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة، ولكن بالطبع توجد تفاصيل أخرى كثيرة.
*هناك قلة ترى أن الإنفاق على مثل هذه المشروعات ليس له أهمية.. فما ردك؟
** كبشر، نحن مغامرون ونقوم بأشياء خطيرة وصعبة، والذهاب إلى المريخ هو أحد هذه المساعي، ولا يوجد سبب لعدم النظر إلى ما وراء كوكبنا للعثور على مكان جديد للعيش فيه، والأموال التي تُنفق على أبحاث الفضاء لها فائدة كبيرة، حيث يتقدم العلم بشكل عام من خلال استكشاف الفضاء، ويمكن أن يفيد البشرية بشكل مباشر.
*وأخيرا.. هل يمكن لبيانات مشروع مسبار الأمل الإماراتي أن تساعد في تأكيد أو نفي نتائج بحثك الأخير؟
** ستساعدنا الأدوات الموجودة على مسبار الأمل الإماراتي في فهم سطح وجو المريخ، فمع المزيد من البيانات القادمة من سطح الكوكب الأحمر، سنكون قادرين على فهم الجيولوجيا والكيمياء الجيولوجية والجغرافيا بمزيد من التفصيل، ومن الصعب للغاية التنبؤ بما ستخبرنا به نتائج المسبار وكيف ستغير الحقائق المعروفة عن المريخ، لكنني آمل أن تساعدنا النتائج في فهم المريخ بتفاصيل أكبر من ذي قبل.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز