الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت تكرم سفير دولة الإمارات
بطرس حرب، رئيس مجلس أمناء الجامعة، يشير إلى العلاقة الاستثنائية التي تربط لبنان بدولة الإمارات، وما قدمته الإمارات إلى لبنان في أزماته.
كرمت الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت، حمد سعيد سلطان الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية اللبنانية، تقديراً لمسيرته الدبلوماسية، وعطائه الإنساني والاجتماعي.
جاء ذلك في احتفال ضخم أقامته رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر، على شرفه، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة، الوزير والنائب السابق بطرس حرب، ونائب الرئيس الدكتور رياض صقر، وعميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري، وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية.
وقالت رئيسة الجامعة في كلمة خلال الحفل، الذي شهد فعاليات أكاديمية واجتماعية وإعلامية: "ليس من قبيل المجاملة ولا المصادفة أن نكرّم اليوم السفير الشامسي، وليست مهمته الدبلوماسية فقط هي التي دفعتنا إلى هذا التكريم، لكنها العلاقة الشخصية بينه وبين لبنان، يستحق التكريم عن جدارة بعدما جاء إلى لبنان حاملا معه إرث دولته الإمارات العربية المتحدة، وما فيها من نبل محتدٍ وأصل وقيم، فينعكس هذا الأصل على مهمته الدبلوماسية في بيروت".
وأضافت أن السفير الإماراتي دائم الحضور في احتفالات دبلوماسية وسياسية وثقافية وفنية وفكرية، مقدّرا سطوع الحضور اللبناني في مجالات مختلفة، وعاملا على التشجيع والدعم والمساهمة فيما يمكن أن تكون به الإمارات حاضرة في الشأن اللبناني الثقافي.
وأكدت أنه بتكريم السفير الشامسي، نكرّم الإنسان في حمد الشامسي، نكرّم من جعل سفارته مرجعاً إنسانياً يعكس اهتمام الإمارات وقيادتها ليس فقط بدولة لبنان بل بشعب لبنان وبالمواطن اللبناني، الذي يئن اليوم تحت ضغوط لم يألفها من قبل.
وقالت: "تكريم لنا أن نستضيفك في جامعتنا وأن نشهد لبلادك ذات القيم العربية الناصعة، فبين لبنان والإمارات العربية المتحدة وشائج قربى وعلاقات مودة واحترام، وكم في لبنان من مشاريع وأنشطة تجلَّت فيها الإمارات العربية المتحدة داعمةً مشجعةً وعاملةً على الإسهام في نهضة لبنان، مثلما آلاف اللبنانيين في دولة الإمارات يسهمون في مسيرتها اليومية نحو استشراف الغد الأفضل حتى باتت الإمارات اليوم تباهي بنهضة عمرانية وحضارية تنافس الغرب في أزهى معالمه العصرية، ولنا في الشارقة ودبي وأبوظبي وأخوتها الإمارات نجوم ساطعة في سماء العرب والعالم".
وتحدثت عن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسية الكاثوليكية، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للمشاركة في لقاء حوار الأَديان تحت عنوان "الأُخُوَّة الإِنسانية"، واصفة إياه بـ"البادرة الاستثنائية التي تُسَجَّل للإمارات، في سعيها إلى إنشاء صفحة جديدة في العلاقات بين الأديان. ولم يكن عاديّا أن يصف البابا دولة الإمارات بـ"أرض الازدهار والسلام، دار التعايش واللقاء، التي فيها يجد الكثيرون مكاناً آمناً للعمل والعيش بحرية تحترم الاختلاف".
واختتمت: "ما شهده العالم كله من ترحاب أخوي رائع وحسن الضيافة، دلّ على ما في دولة الإمارات من نُبل وتسامح، وعلى شجاعة وعزم في التأكيد أن الإيمان بالله يَجمع ولا يفرّق، ويقرّب في الاختلاف ويُبعدُ عن العداء والجفاء، ويقيم المودة عبر تأمين فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب، وتحقيق السلام بالتآلف وتقبُّل اﻵخر، وهذه خصيصة عرفت بها دولة الإمارات وتسير على نهجها المتواصل".
من جانبه، نوه بطرس حرب، رئيس مجلس أمناء الجامعة بـ"العلاقة الاستثنائية التي تربط لبنان بدولة الإمارات، ويكفي ما قدمته الإمارات إلى لبنان في أزماته ومحنه من دعم ومساندة ليؤكد عمق وقوة علاقة بلدينا".
وقال: "السفير يمثل دولة الإمارات الشقيقة الوفية للبنان، دولة الإمارات المتسامحة المنفتحة التي ترجمت انفتاحها الفكري بدعوة رئيس الكنيسة الكاثوليكية في العالم قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لزيارة الإمارات، وإقامة قداس حضره أكثر من 180 ألف مسيحي على أرض الإسلام الحقيقي المتطور الرافض لمن يحاول تشويه الإسلام كدين سماوي، إنه يمثل دولة الجوامع والكنائس التي تتعانق وتتعاون لخير الإنسان ولنشر الفضائل والقيم".
وأضاف: "نرى في دولة الإمارات العربية المتحدة جسر تواصل بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام والتآلف والإخاء ونبذ التطرف وتقبّل الآخر، ولأنه على أرضها تمّ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر".
وبعدها تم عرض فيديو يوثق نهضة الإمارات، ونشاط سفيرها ودوره في لبنان، ورعايته للمشاريع الإنمائية، وقد منحت رئيسة الجامعة السفير الشامسي دكتوراه فخرية تقديراً لمسيرته المتميزة وعطاءاته، وتقديراً لخدماته الجلّية للبنان واللبنانيين على اختلافهم، كما تم تقديم درع تكريمية وعدد من الهدايا.
من جانبه، شكر السفير الشامسي الجامعة وأعضائها على هذا التكريم والاحتفاء، وقدم موسوعة كتب هامة وقيّمة تروي "يوميات" الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال: "الدور الذي تضطلع به جامعاتكم العامرة هو خير معبّر وأعمق رسالة على أن مسؤولية الغد تبدأ من معرفة واجباتنا اليوم، فالتطرف والإرهاب اللذان يقضمان مجتمعاتنا يمكن القضاء عليهما عبر تغذية الفكر لأن الثقافة والمعرفة والعلم هي الأدوات اللازمة لمواجهة التطرف الذي يتغذى من الجهل والأمية ويتغلغل في البؤر المهمشة والفقيرة".
وأضاف: "دولة الإمارات أدركت منذ بداية تأسيس الاتحاد في عام 1971 أهمية الاستثمار في الإنسان وتعزيز مهاراته وقدراته، فكانت المقولة العظيمة التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ قال: (إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره)".
وشدد على أن "القيادة الإماراتية تسير على خطى الأب المؤسس، حيث بلغت في زمن قياسي ما لم تبلغه دول أخرى في عقود طويلة، ويعود ذلك بالتحديد إلى رصيدها من الثروة البشرية المتعلمة التي تحمل لواء التطوير والتقدم في مختلف المجالات"، مشيراً إلى إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" بأيد إماراتية لفريق عمل من "مركز محمد بن راشد للفضاء"، ودخول دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي عبر إنشاء وكالة الإمارات للفضاء وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ أطلق عليه اسم "مسبار الأمل".
واختتم: "هذه هي رؤيتنا ونظرتنا، نظرة ملؤها أمل وثقة بأهمية تمكين الشباب ودعمهم وتعزيز الروح القيادية، لأن من دون هؤلاء لا يمكن استشراف المستقبل الذي نتمنى أن يكون على قدر آمال أبناء الإمارات ولبنان والعالم أجمع".
وكان السفير الشامسي عقد مع طلاب قسم العلاقات الدولية في الجامعة جلسة حوار مفتوح تحدث فيها عن خطط الإمارات ورؤيتها المستقبلية، والدور الذي تسعى لأن تقوم به من خلال المؤتمرات والقمم والمنتديات التي تنظمها على مدار العام وآخرها القمة العالمية للحكومات.
وتطرق إلى الزيارة الجليلة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى أبوظبي، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية باعتبارها أول وثيقة من نوعها وتشكل مرجعية واضحة بأن جوهر الأديان يقوم على التسامح والعطاء والمحبة، وعدد الخطوات الجادة التي قامت بها دولة الإمارات من أجل ترسيخ فكر الانفتاح والتقارب وفق النواة التي أرساها مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ولفت إلى النقلة النوعية التي حققتها الحكومة، من خلال استحداث وزارات جديدة، وأهمها وزارة التسامح ووزارة دولة للسعادة وجودة الحياة، ووزارات الدولة للذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة والأمن الغذائي المستقبلي، بما يؤكد خطط الإمارات في مجال استشراف المستقبل، ومحاكاة التطور التكنولوجي الحاصل، والاستفادة منه إلى أقصى الحدود.
كما تحدث عن مشاركة المرأة ودورها البناء والمناصب المهمة التي تتبوأها في الإمارات، بفضل جهود القيادة التي تحاول إشراك النساء في مركز القرارات، وأبرز دليل على ذلك ترؤس السيدة أمل القبيسي المجلس الوطني الاتحادي.
كذلك تحدث عن الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات في لبنان، من خلال دعم النشاطات الخيرية والإنسانية والتنموية دون تفريق أو تمييز، بل وفق خطة تقوم على توفير مقومات حياة أفضل للأفراد، مشيراً إلى المشاريع التي تم تمويلها ورعايتها، والتي تخطت الـ100 مشروع، ناهيك عن حملات موسمية مستمرة.
aXA6IDMuMTQwLjE5NS4yMDUg جزيرة ام اند امز