أمريكيون يشنون ثورة مناخية بجهود ذاتية
عالم المناخ الأمريكي بيتر كالموس يؤكد أن استهلاكه للطاقة الكهربائية ليس بالمهم مقارنة بالانبعاثات الناجمة عن رحلاته الجوية.
توقف عالم المناخ الأمريكي بيتر كالموس عن استقلال الطائرة منذ عام 2012 بعدما شعر بأنه "يسلب" مستقبل أطفاله، وعلى غراره يشن مواطنون أمريكيون ثورتهم الخاصة لخفض أثرهم الكربوني.
وبدأ بيتر كالموس يدرك، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه، التدهور الكبير في وضع المناخ مع ذوبان الجليد واحترار الأرض.
ويروي في مقابلة بمنزله في ضاحية لوس أنجلوس: "كنت أحث الجميع على التحرك، كنت أكتب على الدوام عبر فيسبوك من دون أي نتيجة تذكر، ثم قلت لنفسي إنه ينبغي علي أن أقرن القول بالفعل".
وقام خبير المناخ باحتساب انبعاثاته من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة فاكتشف أن استهلاكه للطاقة الكهربائية ليس بالمهم مقارنة بالانبعاثات الناجمة عن رحلاته الجوية.
ويوضح: "فرحت أسافر أقل واختبرت حمية نباتية لمدة شهر وأعجبني الأمر" من دون أن يتكون لديه شعور بأنه يضحي بنوعية حياته.
إليزابيث وطاقة الرياح والشمس
اختارت إليزابيث هوجان أن تخفض بصمتها الكربونية بشكل تدريجي، وهي مستشارة لمنظمات بيئية غير حكومية متخصصة في تلوث المحيطات بالبلاستيك.
ونصبت إليزابيث مع زوجها خلال الصيف ألواحا للطاقة الشمسية على سطح منزلهما لإنتاج 80% من حاجة عائلتهما للطاقة، أما ما تبقى فمصدره طاقة الرياح عبر مشغلهما الكهربائي في مقابل مبلغ إضافي.
وتقول إليزابيث: "كل مسيراتنا المهنية وحياتنا مرتبطة بالأرض، ولكنني لست مثالية"، فهي لا تزال تستخدم سيارتها القديمة وتستقل الطائرات في رحلات العمل.
طارق ملك القطع المستعملة
في الولايات المتحدة حيث لا يخفي الرئيس دونالد ترامب استخفافه بعلوم المناخ، يذهب البعض إلى إجراءات قصوى مثل طارق معصراني الناشط في مجال جمعيات المجتمع المدني والذي يعطي دروسا في جامعتين في واشنطن.
وتخلى طارق عن مسكنه قبل سنتين ويعيش متنقلا بين أصدقاء عدة، كما تخلى عن 90% من مقتنياته ويستخدم بشكل شبه حصري الدراجة الهوائية حتى خلال فصل الشتاء القاسي.
ولم يعد يشتري أي سلع جديدة مفضلا المستعملة، ويوضح طارق البالغ 40 عاما: "أطيل أمد حياة الأشياء أكثر مما يفعل غالبية الناس". وينطبق ذلك على هاتفه الخلوي وحاسوبه القديم.
أما المواد الغذائية التي يتناولها فيبحث عنها في سلال المهملات ويأخذ أيضا مخلفات الطعام في المؤتمرات التي يشارك فيها.
ويؤكد: "لا أشتري منتجات مصدرها حيواني لا أريد أن أكون مصدر طلب عليها".