شباب غاضبون وشركات متهمة في قمة المناخ
500 شاب تلقوا دعوة للمشاركة في قمة المناخ الأولى للشباب التي ينظمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس لبحث حماية البيئة
تصاعدت لهجة الشباب المشاركين في قمة المناخ بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، السبت، متهمين الشركات الكبرى بعدم بذل ما بوسعها لحماية البيئة، وعقد اتفاقيات تضر بالمناخ.
داخل قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك، تصاعدت لهجة كاثلين ما التي تمثل منظمة "ساستاين يو أس" غير الحكومية، عندما أخذت الميكروفون لتطرح سؤالا على حضور قمة المناخ للشباب في نسختها الأولى.
وقالت الشابة النيويوركية الصينية الأصل (24 عاما): "إذا كانت مجموعة مايكروسوفت تهتم لهذه الدرجة بالتنمية المستدامة فلماذا عقدت اتفاق شراكة هذا الأسبوع مع شيفرون وشلامبرجر؟".
وتابعت وهي تقرأ على هاتفها النقال السؤال الذي حضرته: "هل إبرام عقود مع صناعة مصادر الطاقة الأحفورية أهم من الشباب؟ هل الأرباح أهم بالنسبة لكم منا؟ شكرا".
وصفق لها الحضور بقوة ووقف بعض الحاضرين تأييدا، وهذه الشابة واحدة من 500 شاب تلقوا دعوة للمشاركة في القمة التي ينظمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.
كاثلين وجهت سؤالها مباشرة إلى لوكاس جوبا المسؤول البيئي لدى المجموعة العملاقة للمعلوماتية الذي دعته الأمم المتحدة ضمن مجموعة من المؤسسات، وكان جالسا على مسافة بضعة أمتار.
ورد المسؤول: "شكرا على السؤال"، مستطردا: "مايكروسوفت تفكر في الأمر".
وأجاب جوبا على سؤال آخر بشأن: هل الطلب من مايكروسوفت التوقف عن بيع برنامج ويندووز أو خدمة التخزين السحابي للشركات النفطية أمر غير واقعي؟
وقال: "لست أنا من يقرر ما هو واقعي أو غير واقعي"، مضيفا: "نحتاج إلى أشخاص يدفعون بالأمور حول هذه المسائل، على الشركات أن تفكر في الأمر وعلى الدول أن تصدر قوانين".
تظهر هذه المداخلة الوحيدة في يوم طغت عليه اللياقات وحسن الآداب نفاد صبر العديد من الشباب من المؤسسات حتى عندما تكون غير ملوثة، كما هو حال مايكروسوفت، وتبرزها الأمم المتحدة على أنها مثال يحتذى به إلى جانب مجموعات نايكي وسايلز فورس وجوجل.
ويواجه موقع التسوق العالمي أمازون المطالب نفسها من ناشطين وموظفين، ليكف عن تأجير خوادمه لقطاع إنتاج الغاز والنفط.
واقعي أو غير واقعي
الكثير من الشباب غاضبون مثل كاثلين، من مسؤولية الشركات البيئية الزائفة التي يقوم بها القطاع النفطي على حد قولهم، ويتهمون الأمم المتحدة وبعض المنظمات غير الحكومية حتى بعدم معارضتها.
كما انتقدوا تنظيم هذا القطاع هذا الأسبوع في نيويورك لنشاطات موازية حول المناخ دعيت إليها منظمات غير حكومية.
وقال برونو رودريجيز (19 عاما)، زعيم حركة الإضرابات في المدارس في الأرجنتين، إن "على المؤسسات أن تكون حاضرة خلال الحوار".
وأضاف: "لكن على المؤسسات أن تدرك أن الخطابات حول مسؤوليتها البيئية الزائفة لم تعد تجدي".
انضم برونو رودريجيز إلى الأصوات التي تطالب أمازون، الذي أعلن عن هدف لوقف انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2040 ومايكروسوفت، برفض الزبائن من القطاع النفطي.
وتابع: "إذا أرادوا الاستمرار في المساهمة في الأزمة المناخية من خلال التركيز على أرباحهم، ففي المستقبل سيؤدي ذلك إلى عصيان مدني وتعبئة ضخمة أمام مقارها".
وفي الوقت الذي تستمر فيه أعمال القمة بقاعة مجلس الأمن، سألت كاثلين: لماذا رفض زبائن من القطاع النفطي سيكون غير واقعي؟".
وقالت: "هذا الأمر غير واقعي بالنسبة له، لأنه يعمل لحساب مايكروسوفت، يقولون دائما لنا نحن الشباب إننا نطالب بأمور غير واقعية".