وسط انتقادات من كييف.. هل تخلى الغرب عن أوكرانيا؟
"لا نملك أسلحة، لكن لدينا الحق في المطالبة بتغيير سياسة المهادنة إلى أخرى تضمن الأمن والسلام".. بهذه الكلمات حاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تذكير القادة والزعماء المشاركين بمؤتمر ميونخ الأسبوع الماضي بوعودهم والتحذير من مغبة هجوم روسي محتمل دون
ومنذ بداية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا دعمت الدول الغربية كييف، لكنها أعلنت أنها لن ترسل قوات لمواجهة الجيش الروسي وأنها ستتصدى لتحرك موسكو عبر حزمة عقوبات غير مسبوقة.
ومع بدء روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا، تزايدت النداءات الأوكرانية إلى الغرب، إلا أنه لم تكن هناك استجابة بأكثر مما توقع الطرف الآخر (موسكو)، وهي العقوبات التي قال إنه تعود عليها على مدار السنوات الماضية ولن تثنيه عن الحفاظ على ثوابته وسياساته.
دعم مادي وعسكري
والأربعاء، حث وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، العالم على دعم بلاده وإيقاف موسكو.
وكتب على موقع تويتر: "لقد أطلق بوتين للتو غزوا شاملا لأوكرانيا. وتتعرض المدن الأوكرانية لضربات... أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. ويمكن للعالم ويتعين عليه أن يوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وحث العالم على التحرك الفوري، وأضاف: "مستقبل أوروبا والعالم على المحك".
وقدم مجموعة من المطالب لدعم بلاده، منها "فرض عقوبات مدمرة على روسيا... وعزلها بالكامل"، كما طالب بتقديم دعم عسكري ومالي وإنساني لبلاده.
عقوبات دون مواجهة
وفي كلمة بشأن الحرب في أوكرانيا، توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بـ"دفع الثمن".
وقال بايدن، مساء الخميس، إنه سيفرض حزمة عقوبات جديدة قوية على روسيا، بعد الهجوم على أوكرانيا "غير المبرر".
وأضاف: "سنفرض عقوبات وقيودا على الصادرات لروسيا، وسنقيد قدرة موسكو على التعاملات المالية بالدولار"، مشيرا إلى أن العقوبات الجديدة ستستهدف البنوك الروسية الكبيرة وستجمد أصولها في الولايات المتحدة.
وعن إمكانية نشر قوات أمريكية في أوروبا الشرقية، قال بايدن إن قوات أمريكية في أوروبا ستتجه إلى الجبهة الشرقية، وسننشر أيضا قوات إضافية في ألمانيا.
كما وافق قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم، الخميس، ببروكسل على فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، ردّاً على اجتياحها أوكرانيا.
العقوبات استهدفت قطاعات المال والطاقة والنقل، ومن المقرر أن تكون ذات "تداعيات" "هائلة وخطيرة"، بحسب قولهم.
فيما طالب الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرج، روسيا بالانسحاب فورا من أوكرانيا، مؤكدا أن لكييف الحق في الدفاع عن نفسها.
غير كافية
إلا أن الرئيس الأوكراني اعتبر أن العقوبات المفروضة على روسيا "غير كافية"، مواصلا لوم حلفاء بلاده قائلا إن العالم يواصل مشاهدة ما يحدث في أوكرانيا من بعيد.
وأضاف في خطاب مسجل بث اليوم الجمعة أن الكل خائف من منح ضمانات لبلاده بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وشدد الرئيس الأوكراني على أنه سيتحتم على روسيا "التحدث" إلى أوكرانيا "آجلا أو عاجلا" لوقف المعارك، مؤكدا أن القوات الروسية تستهدف مناطق مدنية أيضا.
وطالب زيلينسكي بمساعدات دفاعية من دول شرق أوروبا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وحذر ممن أسماهم "مجموعات تخريبية" دخلت كييف، مطالبا المواطنين بالحيطة والحذر والالتزام بحظر التجول.
برود ولامبالاة
بدوره، وجه سفير أوكرانيا لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، انتقادات حادة للحكومة الألمانية، متهما إياها بـ"البرود واللامبالاة" عقب هجوم روسيا على بلاده.
وقال ميلنيك، في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف): "كل طلب لمساعدتنا الآن تم رفضه بكل بساطة. هذا محزن للغاية. لا أستطيع أن أفهم: كيف يمكنك أن تظل قاسي القلب وعنيدا".
وأضاف ميلنيك، الجمعة، أن "بعض الوزراء" استقبلوه أمس الخميس وطلب منهم معدات عسكرية ووقودا لجيش بلاده، مشيرا إلى أنه "كان الجواب: في تقديرنا، قد يكون أمامكم، أيها الأوكرانيون، بضع ساعات. لن يكون من المجدي الآن مساعدتكم على الإطلاق".
وأشار السفير الأوكراني إلى أن "هذه السياسة، هذا التردد، تركنا كالأضاحي نُذبح".
وانتقد ميلنيك معارضة ألمانيا فرض عقوبات كبرى ضد روسيا خلال قمة الاتحاد الأوروبي، كالاستبعاد من نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" وفرض حظر على واردات النفط والغاز والفحم من روسيا.
ولفت إلى إن الحكومة الألمانية تريد الانتظار، وسأل: "تنتظر ماذا؟ أن يموت عشرات ومئات الآلاف من الأوكرانيين أمام أعينها؟".
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد قال قبل قمة الاتحاد الأوروبي إنه لا يريد في الوقت الحالي استنفاد جميع خيارات العقوبات ضد روسيا، مضيفا أنه يجب التمسك "بكل شيء آخر تحسبا لموقف تكون فيه هناك ضرورة للقيام بأشياء أخرى"، لكنه لم يوضح ما هو هذا الموقف.
وترفض الحكومة الألمانية تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة، مبررة ذلك بعدم سماحها من حيث المبدأ بتوريد أسلحة إلى مناطق أزمات.
وبدلا من ذلك، تشير الحكومة الألمانية إلى أنها دعمت أوكرانيا بما يقرب من ملياري يورو منذ بداية الصراع عام 2014.