الطريق نحو المفاوضات.. أوكرانيا تنشد الحوار فهل يستجيب بوتين؟
في وقت تستهدف فيه الصواريخ الروسية العاصمة الأوكرانية لا يزال الحوار خيارا تنشد من خلاله كييف وقف القتال والغرب كبح جماح موسكو.
رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، أعرب عن ثقته بـ"حتمية" فتح حوار مع روسيا حول وقف القتال، منتقدا في الآن نفسه موقف الدول الغربية التي "تركت أوكرانيا وحدها" بمواجهة موسكو.
وفي كلمة توجه بها للشعب الأوكراني صباح الجمعة، قال زيلينسكي: "عاجلا أم آجلا، ستضطر روسيا للتفاوض معنا والتحدث عن كيفية إنهاء الأعمال العدائية ووقف هذا الغزو".
واعتبر الرئيس الأوكراني أنه "كلما بدأت هذه المحادثة مبكرا، كلما قلت خسائر روسيا نفسها".
واتهم الجيش الروسي باستهداف مناطق مدنية في كييف، مشيدا "ببطولة" الأوكرانيين، ومؤكدا أن جنوده "يفعلون ما بوسعهم للدفاع عن البلاد".
أوكرانيا لوحدها
وبحسب زيلينسكي، فإن أوكرانيا تركت وشأنها، والقوى العالمية تراقب الوضع من بعيد، معتبرا أن العقوبات المفروضة حتى الآن على روسيا "غير كافية".
وتابع: "هذا الصباح ندافع عن دولتنا وحدنا، تماما مثل يوم أمس. وتراقب أقوى قوى العالم (ما يجري) من بعيد. هل أقنعت عقوبات الأمس روسيا؟ نسمع.. ونرى.. أن هذا لا يكفي".
والليلة الماضية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بطلب من زيلينسكي الذي طلب منه إبلاغ بوتين برغبته في إجراء محادثة معه، بعدما لم يستطع الوصول إليه بنفسه.
وقال الإليزيه في بيان له إن ماكرون اتصل ببوتين للمطالبة بوقف العملية الروسية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو "تخاطر بمواجهة عقوبات شديدة".
وسبق أن أعلنت الرئاسة الروسية، في بيان، أن بوتين وماكرون تبادلا الآراء "بشكل جدي وصريح حول الوضع في أوكرانيا".
وأوضح البيان أن بوتين "قدم تفسيرا شاملا لأسباب وظروف اتخاذ قرار إطلاق العملية العسكرية الروسية" في أوكرانيا.
طريق مفتوح
وفي تصريحات أدلى بها ليل الخميس/ الجمعة، عقب قمة للاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، اعتبر الرئيس الفرنسي أنه من المفيد "ترك الطريق مفتوحا" للحوار مع روسيا من أجل وقف عمليتها في أوكرانيا.
وقال ماكرون، إنه أجرى اتصالا هاتفيا "صريحا ومباشرا وسريعا" مع نظيره الروسي "ليطلب منه أولا وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت، وثانيا لعرض إجراء محادثة مع زيلينسكي الذي طلب ذلك لكنه لم يستطع الوصول إليه بنفسه".
وأضاف ماكرون: "بينما أدين وأفرض عقوبات" من المفيد "ترك هذا الطريق مفتوحا، حتى نتمكن في اليوم الذي تتوفر فيه الشروط، من التوصل إلى وقف للأعمال العدائية"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وأكد ماكرون أن باريس ستسرع بنشر جنود في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معربا عن استعدادها لمواصلة تقديم معدات عسكرية ودعم للسكان في أوكرانيا.
وتأتي التطورات في وقت تواصل فيه القوات الروسية، لليوم الثاني، عمليتها العسكرية بأوكرانيا، في خطوة تعتبرها كييف والغرب "غزوا"، فيما تؤكد موسكو أنها تستهدف حماية دونباس ونزع السلاح من أوكرانيا لإزالة التهديدات لأمن روسيا.
في الأثناء، يظل السؤال الفيصل في الأحداث المقبلة: هل يقبل بوتين بالحوار رغم أنه قاب قوسين من تحقيق هدفه باستحداث ما يشبه "الجدار العازل" عبر مناطق دونباس بشكل يمنحه حزاما أمنيا حال انضمت أوكرانيا للناتو؟
سؤال قد لا يجد إجابة له على الأقل بالمستقبل القريب، وفي وقت يبدو أن بوتين يرفض فيه حتى الرد على مكالمة نظيره الأوكراني.