بالصور.. طرد مستوطني "عمونا" بالسحل والركلات
مئات من رجال شرطة الاحتلال الإسرائيلية أخلوا مستوطنين تحصنوا داخل معبد يهودي في بؤرة عمونا الاستيطانية.
أخلى مئات من رجال شرطة الاحتلال الإسرائيلية بالسحل والركلات، اليوم الخميس، مستوطنين تحصنوا داخل معبد يهودي في بؤرة عمونا الاستيطانية، رافضين الامتثال لأمر قضائي بإخلائها، بينما أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إعطاء الأمر لبناء مستوطنة جديدة لهم هي الأولى منذ 25 عاماً.
واستمرت العملية لساعات وحاول رجال الشرطة الدخول عنوة إلى المعبد اليهودي، لإنهاء إخلاء البؤرة القريبة من مدينة رام الله، والتي بدأت الأربعاء بهدف إجلاء 200 إلى 300 مستوطن، تطبيقاً لأمر قضائي صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية، التي أمرت بذلك لإقامتها على أراض فلسطينية خاصة.
وقدم مئات من نشطاء اليمين المتطرف والمستوطنين وأغلبهم من المستوطنات المجاورة منذ الأربعاء للاحتجاج على الإخلاء.
وبثت القنوات التلفزيونية الإسرائيلية عملية الإخلاء التي شكلت نهاية معركة قضائية وسياسية استمرت لسنوات.
وحاول رجال الشرطة الدخول إلى المعبد عبر الأبواب، بينما ألقى المستوطنون الذين كانوا في الداخل مواد حمضية وحجارة وطلاء وطفايات الحريق، بحسب الشرطة التي أشارت إلى أنه تم نقل 8 من رجال الشرطة لتلقي العلاج. وبصق المستوطنون أيضاً على رجال الشرطة بعد أن قاموا بتكسير نوافذ المعبد.
وواصلت الشرطة استخدام الغاز المسيل للدموع، ما أجبر البعض على الهرب من المعبد، ودخلت الشرطة إلى الداخل لإجلاء المحتجين الذين تم نقلهم في حافلات.
ويعتقد كثير من اليهود القوميين الدينيين والمستوطنين أنهم يؤدون واجباً دينياً عبر الإقامة في "يهودا والسامرة"، الاسم التوراتي للضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967.
وعمونا ليست فقط غير قانونية بموجب القانون الدولي، بل أيضاً بنظر القانون الإسرائيلي ذاته، لكن سكانها رفضوا إخلاءها طوعاً، بعد أن حددت المحكمة موعد الإخلاء في 8 فبراير/شباط على أبعد تقدير.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس "أصيب 8 من رجال الشرطة (الخميس) وأصيب 24 البارحة، تم اعتقال 14 شخصاً (الخميس)، الهدف كان إخلاء المنطقة وتم إنجازه".
وأوضح أنه سيتم هدم عمونا الأسبوع المقبل.
وتأتي عملية إجلاء مستوطني عمونا في إطار "مرحلة جديدة" للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وفق وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن رئيس الوزراء، مساء الأربعاء، تشكيل مجموعة مسؤولة عن البحث بسرعة عن أرض لإقامة مستوطنة جديدة لسكان عمونا.
من جهتها، أكدت حاغيت أوفران من حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان لوكالة فرانس برس أن كل الحكومات الإسرائيلية واصلت الاستيطان في الضفة الغربية منذ احتلالها عام 1967، ولكنها أشارت إلى أنه لم يتم رسمياً إعلان إقامة أي مستوطنة جديدة منذ عام 1992، قبل توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام مع الفلسطينيين.
وأكدت أوفران أن هذا "قرار خطير للغاية"، موضحة أن الاستيطان استمر بالتوسع منذ عام 1992 عبر البناء في مستوطنات أقيمت بالفعل أو عبر تشريع بؤر عشوائية مثل عمونا التي أقيمت بدون موافقة الحكومة الإسرائيلية.
ويعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية بين نحو 2,6 مليون فلسطيني.
ويعكس تسريع وتيرة الاستيطان رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم الجمهوري دونالد ترامب بعد 8 سنوات من إدارة باراك أوباما التي عارضت الاستيطان.
ومنذ 20 يناير/كانون الثاني وتنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء أكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.