عمرو دياب.. 35 عاما من فك شفرة أذن الجمهور
عمرو دياب تعاون خلال مشواره الفني مع 3 شركات إنتاج، ولم يقدم تنازلات لإرضاء المنتج وجاء ظهوره العالمي عام 1996 مع طرح ألبوم "نور العين"
يعد المطرب المصري عمرو دياب ظاهرة فنية لا تتكرر كثيرا، خاصة مع نجاحه في حجز مكانه على القمة طوال 35 عاما، قدم خلالها 34 ألبوما غنائيا و56 أغنية منفردة، وتغنى بأغنياته عدد كبير من الفنانين حول العالم وبعدة لغات، مثل الإنجليزية والتركية والروسية والألمانية.
يعود شغف عمرو دياب بالغناء إلى طفولته، ففي الـ6 من عمره غنى النشيد الوطني المصري "بلادى بلادي" في مبنى الإذاعة المحلية بمحافظة بورسعيد المصرية الساحلية، فأعجب بصوته المحافظ وأهداه قيثارة.
تخرج "الهضبة"، كما يطلق عليه محبوه وعشاقه، في أكاديمية الفنون عام 1983، وحصل على درجة البكالوريوس في الموسيقى، وفي العام نفسه أطلق ألبومه الأول "يا طريق".
توهج عمرو دياب عالميا بعد صدور ألبوم "نور العين" عام 1996، الذي حقق أعلى المبيعات في سوق الكاسيت بالشرق الأوسط، ودوى نجاحه عالميا أيضا مع النسخة الإنجليزية من "نور العين" التي حملت اسم "حبيبي"، والتي أثارت ضجة في عديد من دول العالم مثل الهند وفرنسا وإيران وباكستان والأرجنتين وأفغانستان وتشيلي وجنوب أفريقيا، وصارت أشهر أغاني الرقص في صالات الديسكو في أوروبا، ومن هذه المرحلة بدأ اسمه يتردد عالميا وبدأ يحصد الجوائز العالمية.
ويعد عمرو دياب أول مطرب عربي يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لحصوله على أكبر عدد من جوائز الموسيقى العالمية.
تعاون "الهضبة" خلال مشواره الفني مع 3 شركات إنتاج، ولم يقدم تنازلات لإرضاء المنتج، وجاء التتويج العالمي في حفل الميوزك أوورد عام 1996 لأول مرة بموناكو، بحضور العديد من نجوم العالم مثل سيلين ديون وستيفن سيغال وباكستريت بويز، بعدها نال الجائزة نفسها 6 مرات أخرى.
تعاون دياب فنيا مع مطربين عالميين، منهم الجزائري الشاب خالد في أغنية "قلبي"، والمطربة اليونانية أنجيلا ديميتريو في أغنية "أنا بحبك أكتر".
ومنذ أسبوع طرح عمرو دياب أغنية جديدة تحمل عنوان "يوم تلات"، كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي، وتصدرت الأغنية مواقع التواصل وأشاد الجمهور والنقاد بقدرة عمرو دياب على التجديد في الموسيقى التي يقدمها.
وترصد "العين الإخبارية" في هذا التقرير أسباب نجاح عمرو دياب وبقائه على القمة 35 عاما.
في البداية، يقول الموسيقار المصري الكبير محمد سلطان لـ"العين الإخبارية: "أتابع عمرو دياب منذ ظهوره في فترة الثمانينيات، وأرى أنه يمتلك ذكاء نادرا، يدرك ما يحتاج إليه الشباب، وقادر على التواكب معه".
يواصل سلطان حديثه "أهم ما يميز عمرو دياب حرصه على النجاح، لذا يعمل ويجتهد ولا يحب الغياب عن جمهوره، ورغم حالة الكساد التي طالت سوق الغناء في مصر لكنه موجود دائما بألبوم جديد أو أغنية منفردة، من حقه أن يجلس على القمة لأنه فنان ذكي، ولديه حضور، واستطاع أيضا أن يستخدم الصورة لصالحه من خلال تصوير أغنياته بشكل مبهر ولافت للنظر".
ويرى الملحن معتز أمين أن عمرو دياب يقدم موسيقى مختلفة ومتطورة، وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" يقول "في البداية يجب أن نعترف بأن الفن ذوق، والموهوب هو القادر على إشباع كل الأذواق، وقادر أيضا على مواكبة التطور، من يتابع مشوار عمرو سيكتشف أن الموسيقى التي يقدمها تطورت بشكل كبير وتشهد طفرة حقيقية".
وأضاف "عمرو يدرك قيمة الوقت ويعمل دائما، فهو مشغول بتنفيذ أغنيات طوال الوقت وسماع كلمات والبحث عن ألحان، فضلا عن أنه يعرف كيف يقرأ شفرة الجمهور، ولذا تحقق أغنياته مبيعات كبيرة داخل مصر وخارجها، ومن أهم سماته أيضا أنه لا يحب الظهور أو الكلام في وسائل الإعلام، وهذا منحه قدرا كبيرا من التميز".
وحول أسباب توهج عمرو دياب تحدث أيضا الناقد الموسيقي أحمد السماحي، قائلا: "دياب يخاطب منذ ظهوره على الساحة الشباب في المرحلة من 15 إلى 25 سنة، ويتعامل بذكاء مع الشباب، ويتميز الهضبة عن أبناء جيله بحرصه على متابعه الموسيقى العالمية، وهذا الأمر جعله يقدم موسيقى مختلفة ورائعة".
أرشيف "الهضبة" حافل بالأعمال الإيقاعية والطربية، وهو دائم التجريب، وقد منحه رصيده في قلب الجمهور مساحة من الثقة لذا تربع على القمة.