قمة الكوريتين.. المصافحة وخط العبور تفاصيل ما وراء البروتوكول
الترسانة النووية لبيونج يانج ستكون في صلب المباحثات خلال الزيارة الأولى من نوعها لزعيمها إلى الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية.
الغريب في قمة الكوريتين الشمالية والجنوبية، المقررة بعد غد الجمعة، ليس طابعها التاريخي، كما يقول الإعلام المحلي والدولي، وإنما تكمن الغرابة في تفاصيل الاستعدادات في حد ذاتها.
قمة تُعد الثالثة من نوعها بين الكوريتين، وتعد استثنائية بكل المقاييس، حيث من المتوقع أن يكون زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أول رئيس كوري شمالي تطأ قدماه أراضي الجارة الجنوبية، وذلك منذ الحرب الكورية (1950-195)، في حال انعقاد القمة كما هو مقرر.
أما الاستعدادات أو الاتفاق التحضيري للقمة، فقد تجاوز الجوانب المتعارف عليها، والتي تشمل بالأساس الجانب التنظيمي والبروتوكولي والأمني والتغطية الإعلامية، ليشمل تفاصيل دقيقة، بينها توقيت المصافحة بين الزعيمين، والخط الدقيق لعبور زعيم كوريا الشمالية للحدود مع الجارة الجنوبية، وكيفية عبوره، أي سيرا على الأقدام أم على متن سيارة.
اللباس.. رمزية تتفوق على البروتوكلات
علاوة على التحضيرات المشتركة للقمة المقرر عقدها في قرية الهدنة الحدودية بانمونجوم بكوريا الجنوبية، فإن الزعيمين منشغلان أيضا باللباس الذي سيرتديانه بالمناسبة، وفق تقارير إعلامية.
أهمية تتغذى مما يمثله اللباس من رمزية لدى سكان شبه الجزيرة الكورية بشكل عام، حيث يطغى مفهوم شائع مفاده أن اللباس يعكس شخصية ونفسية صاحبه.
واستنادا إلى هذه المعتقدات الشعبية، يعتقد محللون أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سيختار بدلة، يبعث من خلالها رسالة بانفتاحه على العالم الخارجي.
غير أن هذا الخيار يظل محض تكهن، في وقت يقول فيه مراقبون إنه لا يمكن الجزم بشيء طالما يتعلق بزعيم كوريا الشمالية، وأن الأخير قد يفاجئ الجميع بجاكيت شعبي شبيه بذلك الذي ارتداه كيم جونغ-إيل، زعيم كوريا الشمالية السابق في القمتين الأولى والثانية في 2000 و2007 تباعا.
فما سيرتديه الزعيم الحالي لكوريا الشمالية سيعكس الاستراتيجية المستقبلية للبلاد تجاه الجارة الجنوبية، والولايات المتحدة والعالم بشكل عام. فإن كانت بدلة، فتلك علامة علي الانفتاح، وإن كان جاكيت، فإن قمم العالم بأسره لن تغير الكثير من سياسة الشاب الخارجية.
بروفة نهائية
حرصا على بروتوكول كامل، وصورة مكتملة، من المتوقع أن تعقد الكوريتان، الأربعاء، بروفة نهائية في المنطقة الأمنية المشتركة في بانمونجوم، مكان انعقاد القمة المرتقبة.
بروفة ستضع اللمسات الأخيرة من الاستعدادات للقمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، في قرية بانمونجوم الحدودية.
بعد ذلك، يبدأ العد العكسي لعشاء رسمي من المنتظر أن يجمع الزعيمان، ويبث على الهواء مباشرة، وفق مسؤول من مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب".
المتحدث باسم مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية، كوون هيوك كي، أوضح أن الكوريتين عقدتا 3 جولات من المحادثات على مستوى العمل بشأن البروتوكول والتدابير الأمنية والتغطية الإعلامية، وتوصلتا إلى اتفاق نهائي.
ويعتقد محللون أن لحظة عبور الزعيم الكوري الشمالي الحدود بين الكوريتين ستكون بالفعل تاريخية، خصوصا وأن البلدين يعتبران، من الناحية الفنية، في حالة حرب، لأن الحرب بينهما لم تنته بمعاهدة سلام وإنما بهدنة.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز