أسمع كثيراً أن بيب قادم إلى إنجلترا لتغيير الكرة الإنجليزية، انسوا هذا الكلام أنا هنا لتغيير فريقي وجعله قادرا على الفوز والمحاربة من أجل الألقاب
يقول الأسباني بيب جوارديولا أنه لن يتغير وسيظل هكذا حتى يعتزل، ويضيف عقب الانتقادات التي طالته بعد الخسارة الكبيرة من برشلونة في الكامب نو "سأعود لمنزلي قبل أن أغير أفكاري، من الصعب أن تتخيلوا كم هو صعباً أن تبني شيئاً كهذا. أنه الشهر الثالث لي في مانشستر سيتي ولكن السنة الثالثة في برشلونة وبايرن كانت أفضل من الشهر الثالث. بعد ثلاثة أشهر، هل تعتقدون أن كل شيء سيكون على ما يرام، سنسيطر في الكامب نو ونهزمهم 4-0؟ أنا جيد ولكني لست لهذا الحد".
ويسهب المدرب الملقب بالفيلسوف: "لا اعتقد أني سأنجز ما أريد عمله في ثلاثة أعوام. ولكني لا أريد أن ألعب مثل برشلونة، ما كنت أفعله في برشلونة أو بايرن لن يكون ممكناً هنا فلدي لاعبين يختلفون كثيراً وأنا بحاجة لوقت لفهم اللاعبين، أسمع كثيراً أن بيب قادم إلى إنجلترا لتغيير الكرة الإنجليزية، انسوا هذا الكلام، أنا هنا لتغيير فريقي وجعله قادرا على الفوز والمحاربة من أجل الألقاب ولكن بطريقتي أنا".
انتهى ما قاله بيب بعد رباعية برشلونة والآن آن لنا أن نقرأ ما بين السطور لنستخلص القصة ونفهم الجدلية غير الصعبة.
يقول البرازيلي لوكسمبورجو مدرب ريال مدريد السابق أن نجاح جوارديولا كان دعائياً أكثر منه فنياً، وما يقوم به الآن لويس إنريكي هو ما قام به بيب مع الفريق الكتالوني.
نعترف أن هذه كلمات لا يحيد عنها الصواب ولكنها ناقصة في الحقيقة، فهناك مدرب يصنعه الإعلام ولكن ما الذي يجذب الإعلام في مدرب كي يصنعه؟ الاختلاف إن الصحفي يبحث عن شيء مختلف يجذب به القارئ ويتحصل على مزيد من القراءات والمبيعات.
كذلك لا ننسى أن أول من أبرز جوارديولا إعلاميا كان مورينيو خاصة بعد قدومه لسنتياجو برنابيو، ففي الوقت الذي كان فيه الأخير يتعامل بمنطق دبلوماسي مع المترجم السابق للبارسا كان مساعد فان جال السابق يحاول دوماً استفزاز خصمه ودفعه لحرب نفسية.
ومع فوز مورينيو كمدرب لانتر ميلان على برشلونة الذي لا يقهر في 2010 ثم قدوم الاسبيشيال وان إلى سنتياجو بيرنابيو وخلال موسمي 2010-11 و2011-12 ومع مجموعة من المواجهات والتصريحات المستفزة ودخول بيب هذا الصراع الإعلامي لأول مرة في تاريخه كانت إنجازات جوارديولا يسلط عليها الضوء بشكل أكبر ومن ثم بات هذا الصراع هو الأهم على المستوى التدريبي.
ومع وجود فريق يمتلك ليونيل ميسي وبيب وآخر يمتلك كريستيانو ومورينيو وبين هؤلاء وأولئك مجموعة من صفوة لاعبي العالم إذن فالقائد الفائز هو الأفضل في العالم وعدد البطولات التي يحققها بيب هي الأكثر إذن فهو الأفضل في العالم وحين يهزمه مورينيو في مباراة كل أربع مباريات يصبح مورينيو هو الأفضل لقد كان هذا الرباعي فريسة ملهمة للإعلام.
لماذا يرفض بيب تغيير فلسفته، الإجابة بسيطة فرقمياً حقق ما لم يحققه مدرب من قبله على مر التاريخ، ولكن الفارق أنك لا تتذكر كيف كان الإعلام يهاجم فيرجسون في سنواته الأولى أو كابيلو في مدريد أو مورينيو في موسم 2006-2007 عندما خسر الدوري لليونايتد وودع الشامبيونز بالتخصص أمام ليفربول للمرة الثانية في ثلاثة مواسم.
أيضا فأن الفيلسوف أو المبدع أو صاحب الفكرة الحرة، لا يرضى بالحلول الوسط، الصحفي سيرضى أن يغير كلمة أو أسلوب أو تناول كي يفهمه الجمهور الذي يقرأ له لأنه مطالب بتوصيل ما يقول لأكبر شريحة، أما المبدع أو الأديب أو الفيلسوف فلن يرضى أن يغير شيئاً، لأنه يدرك أن أفكاره خاصة به ومن لا يريد أن يستقبلها ليس مجبراً ومن يريد أن يقتنع بها ليس أيضاً مجبراً إنها متعة الحرية العقلية أن تفعل ما تريد بالشكل الذي تريده أدبياً وليس تجارياً أو خوفاً من شيء ما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة