تحليل.. "القانون الأول" حسم موقعة سويسرا ضد فرنسا
لا موهبة صاعدة في العالم الآن، أهم أو أغلى من كليان مبابي، نجم المنتخب الفرنسي، الذي كان سببا في وداع منتخب بلاده لبطولة يورو 2020.
وفي مفاجأة كبيرة، كتبت سويسرا التاريخ، بعدما حققت انتفاضة استثنائية لتطيح بفرنسا بطلة العالم من بطولة اليورو 2020، لتبلغ ثمن النهائي في بطولة كبرى لأول مرة منذ استضافة كأس العالم في 1954.
مبابي أهدر ركلة الترجيح الحاسمة لتودع فرنسا بطلة العالم منافسات البطولة في لقطة تلخص الدرس الكبير لليلة الاستثنائية، عنوانه: "لا يمكن الاعتماد فقط على العناصر الفردية لتحقيق النجاح".
كان من المتوقع بالنسبة لمبابي على وجه التحديد أن يسجل ركلة الترجيح، وهو لم يسددها بشكل سيء، لكن لا يوجد أي شيء مضمون، حيث أنقذ الحارس يان زومر الكرة ببراعة، ليتسبب في صدمة للاعبي فرنسا حيث أنهم لم يتوقعوا أبدا خسارة المباراة.
القانون الأول
كرة القدم لعبة جماعية، لا مكان فيها للنجم الأوحد، يبدو هذا القانون الأول الذي ينبغي تطبيقه على مباراة سويسرا ضد فرنسا، التي انتهت بالتعادل 3-3 قبل الاحتكام لركلات الترجيح.
وفي ظل الاعتماد على الموهبة والمهارة والإمكانات الفردية، كان من المفترض أن تكون فرنسا في درجة تقييم مختلفة عن المنتخب السويسري الذي يعمل بجدية تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
سويسرا برهنت خلال المباراة على أهمية اللعب الجماعي، الذي افتقدته فرنسا، وحافظت على شكلها وقاتلت بقوة وحماس،
اختفت القوة والانضباط في أداء المنتخب الفرنسي الذي تحلى لفترة قصيرة بالإيجابية والكرة الهجومية، وبدلا من ذلك ظهر عدم الإتقان إلى جانب مشاعر الرضا عن النفس التي دمرت الفريق.
مبابي (22 عاما) يعد أفضل موهبة صاعدة في كرة القدم، وتملك فرنسا أيضا 2 من أفضل لاعبي الوسط في البطولة بول بوجبا ونجولو كانتي، كما أنها تملك أحد أفضل مهاجمي العالم وهو كريم بنزيما الذي سجل هدفين في مرمى سويسرا، ويتصدر جدول ترتيب هدافي البطولة بشكل عام.
لكن في الواقع لم تظهر فرنسا سوى في 25 من 120 دقيقة بالشكل المميز لأبطال العالم، وتفرض سيطرتها الواضحة على سويسرا، وفي باقي الوقت، لم تلعب فرنسا بالتركيز المطلوب، ودون الصلابة والإصرار اللازمين لترويض الموهبة والإمكانات الكبيرة.
وبعد التأخر 1-صفر في الشوط الأول، عقب أداء مهتز وغير مقنع، كانت فرنسا في طريقها للتأخر بهدفين دون رد، قبل أن ينقذ الحارس هوجو لوريس ركلة جزاء من ريكاردو رودريجيز.
وردت فرنسا سريعا وسجل كريم بنزيما هدفين متتاليين، ثم أضاف بول بوجبا هدفا رائعا لتصبح النتيجة 3-1 في الدقيقة 75.
وشعر كثيرون من متابعي المباراة أن المواجهة قد انتهت بسبب طريقة لعب فرنسا وارتكاب الكثير من الأخطاء المكلفة، لكن سويسرا التي شعرت في المقابل بتراجع أداء فرنسا، استغلت الأمر وقلص حارس سيفيروفيتش الفارق، ثم جاء هدف التعادل القاتل عن طريق ماريو جافرانوفيتش في الدقيقة 90.
ولم يكن بوسع فرنسا استعادة المستوى الذي جعلها تتقدم في النتيجة، ورغم كل الإمكانات الفردية، افتقرت للانضباط الذي كان مفتاح فوزها بكأس العالم منذ 3 سنوات في روسيا.
وكان جرانيت تشاكا، الذي يتعرض لانتقادات في أرسنال بسبب مستواه المتراجع في بعض الأحيان، عملاقا في خط الوسط، بينما أرهق المهاجم جافرانوفيتش، الذي يلعب في الدوري الكرواتي، خط دفاع فرنسا بعد مشاركته في الدقيقة 73.
وستلعب سويسرا مع إسبانيا في سان بطرسبرج يوم الجمعة، في أول ظهور للفريق في دور الثمانية ببطولة كبرى في 67 عاما، ومرة أخرى ستلعب ضد منتخب أفضل من الناحية النظرية، لكنها ستؤمن أنه بالمزيد من الجهد والعمل يمكن تحقيق مفاجأة جديدة.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز