منتخب ألمانيا في يورو 2024.. تحسن دفاعي ومعاناة هجومية (تحليل)
بدأ أداء منتخب ألمانيا في التحسن خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ تولي يوليان ناغلسمان القيادة الفنية للماكينات في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
ورغم أن تجربة ناغلسمان مع ألمانيا لم تتجاوز 7 مباريات فإنه نجح في تحقيق مرضية نوعا ما، نتائج تنم عن تحسن فني، أبرزها الفوز 2-0 على فرنسا و2-1 على هولندا.
ورغم التعادل السلبي (الإثنين) مع أوكرانيا في أول ودية في المعسكر الاستعدادي لكأس أمم أوروبا "يورو 2024" فإن منتخب الماكينات كان الأقرب للفوز، ونال الإشادة على اليقظة الدفاعية، وعابه فقط إنهاء الهجمات بشكل صحيح.
وكانت كتيبة المدرب ناغلسمان ينقصها نجوم بروسيا دورتموند وصيف دوري أبطال أوروبا، وعلى رأسهم المهاجم الصريح نيكلاس فولكروغ، الذي كان سيصبح قادراً على حسم موقعة أوكرانيا حال وجوده.
تحسن دفاعي
نجحت ألمانيا في الخروج بشباك نظيفة مرتين في آخر 3 مباريات لها بالفوز 2-0 على فرنسا والتعادل السلبي مع أوكرانيا، وهو أمر لم يحدث مطلقاً في 9 مباريات خاضها الفريق في 2023.
بينما كانت آخر مرة خرجت فيها ألمانيا مرتين على التوالي بشباك نظيفة في مواجهتي مقدونيا الشمالية (4-0) وليختنشتاين (9-0) في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 في تصفيات كأس العالم.
وقرر يوليان ناغلسمان تجديد دماء الدفاع باستبعاد ماتس هوملز، رغم تألقه اللافت مع بروسيا دورتموند هذا الموسم في رحلة التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، ومنح الفرصة لثنائية متجانسة ومتماسكة ولديها سرعة وصغر السن، تتمثل في أنطونيو روديغير من ريال مدريد الإسباني وجوناثان تاه لاعب باير ليفركوزن الألماني.
وحافظ ناغلسمان في اختياراته على معدل أعمار دفاعي صغير، فلا يتجاوز عمر أي مدافع في قائمة ألمانيا بكأس أمم أوروبا 30 عاماً، إلا روديغير (31)، لكنه يمر بفترة مذهلة فنياً مع ريال مدريد ويبقى أصغر من أقران آخرين تم استبعادهم.
ويعول ناغلسمان على الأسماء التي توهجت في موسم 2023-2024 وليس أصحاب السمعة القديمة من جيل 2014، فنراه يضم في الخط الخلفي ثنائي شتوتغارت وصيف البوندسليغا، فالديمار أنتون وماكسيميليان ميتيلستاد بالإضافة لنجمي لايبزيغ ديفيد راوم وبنجامين هينريش، مع نيكو شولتيربيك من دورتموند.
وفيما يخص حراسة المرمى أعلن ناغلسمان دعمه للاعب الذي يكبره سناً مانويل نوير كي يكون الحارس الأول للماكينات في اليورو، وخلفه نجم برشلونة الإسباني مارك أندريه تير شتيغن.
وسط ألمانيا وعودة المايسترو
على مستوى خط الوسط، تمثل عودة توني كروس للمنتخب الألماني في نهاية مسيرته كلاعب كرة قدم التوقيت المثالي للاعب وللمنتخب أيضاً.
كروس يريد إنهاء مشواره بنجاح دولي يضاهي به نجاحاته مع ريال مدريد، والتي كان آخرها السبت الماضي بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ6 في تاريخه.
ويبقى كروس مع توماس مولر ومانويل نوير الوحيدين من الفريق المتوج بكأس العالم 2014 الساعي لإضافة اليورو للمسيرة الذهبية من النجاحات.
وقد أبلى كروس بلاء حسناً في مواجهتي ألمانيا مع فرنسا وهولندا في تجمع مارس/ آذار الماضي، ونجح في منح الثقة للاعبين الشباب في خط الوسط وتحريرهم للانطلاق.
وإلى جانبه، يعتمد ناغلسمان على خبرات مماثلة لإلكاي غوندوغان، لكن مع الوضع في الاعتبار الواعدين من أصحاب الموهبة.
ويبرز دور مهم في قائمة ناغلسمان لجمال موسيالا موهوب بايرن ميونخ، وفلوريان فيرتز نجم باير ليفركوزن الذي يتوقع الاعتماد عليه في اليورو بشكل كبير بعد إظهاره إمكانيات عالية في موسم فريق "الباي أرينا" المذهل المتوج بثنائية الدوري والكأس وفضية الدوري الأوروبي.
وعلى غرار الدفاع يعتمد ناغلسمان في الوسط على أكثر من اسم مهم من الفرق المتألقة محلياً هذا الموسم، أبرزهم كريس فوهريش "شتوتغارت" وروبرت أندريش "ليفركوزن" وألكسندر بافلوفيتش "بايرن ميونخ" وروكو ريتز "بروسيا مونشنغلادباخ".
هجوم قوي رغم العقم
تعاني ألمانيا هجومياً في السنوات الأخيرة، ورغم ذلك فإن لها قائمة قوية في الخط الأمامي لكنها تفتقد النجاح الدولي.
ويأتي على رأس هذه القائمة نيكلاس فولكروغ وكاي هافيرتز من أرسنال، بالإضافة لصاحب الخبرات توماس مولر.
ومنح ناغلسمان الفرصة لموهبة صاعدة مثل ماكسيميليان بيير لاعب هوفنهايم ودينيز إونداف من شتوتغارت وبراغان غرودا من ماينز، رغم صعوبة حصولهم على فرص أساسية.
بيير من جانبه سجل 8 أهداف فقط، لكن أونداف نجح في التألق بـ19 هدفاً، بينما لم تزد أهداف غرودا على 4 فقط في 29 مباراة.
وقد عانت ألمانيا هجومياً في ودية أوكرانيا لغياب اللمسة الأخيرة وهو أمر سيتوجب على ناغلسمان إذا أراد التوغل للمراحل النهائية والحاسمة في اليورو أن يحله.