"أهل القمة" يشعل معركة حول التراث السينمائي المصري.. هل ضاع؟ (خاص)
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الأخيرة جدلا واسعا حول "تلف النسخ الأصلية لعدد من الأفلام".
وكشف سامح فتحي، وهو أحد المهتمين بأرشيف السينما، أنه عندما ذهب للبحث عن أفلام قديمة من أجل تحويلها إلى نسخ رقمية أخبروه موظفون في "مدينة السينما" أن هناك 3 أنواع من الأفلام؛ الأول بحالة جيّدة والثاني أصابته تلف بنسبة أقل من 70%، أما النوع الثالث فتلف تماماً.
وقال فتحي عبر فيسبوك إن نيجاتيف فيلم "أهل القمة" (إنتاج 1981) تعرّض للتلف رغم إنه حديث نسبياً، الأمر الذي يكشف حجم الإهمال في "مدينة السينما".
وحول الخطر الذي يواجه التراث السينمائي المصري، قالت منار حسني، رئيس المركز القومي للسينما لـ "العين الإخبارية": "أريد أن أعرف مَن هو المصدر الذي روّج لفكرة إهمال الدولة للتراث السينمائي. شيء غريب أن يتم الترويج لمعلومات لم تصدر عن المتخصصين. هذا الكلام خرج من موظف غير مسؤول، وكان يجب على الشخص المهتم بأرشيف السينما أن يتواصل معي، أو مع الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما".
وعلّقت منار حسني على ما أثير حول تلف نيجاتيف فيلم "أهل القمة" قائلة: "حتى تعلم أن المعلومات خاطئة، فيلم (أهل القمة) من إنتاج على بدرخان، ولا توجد له نسخة في مدينة السينما، وباعه المنتج إلى قناة خاصة. أمر غريب أن تتهمني بتلف فيلم وهو ليس في حوزتي أصلاً".
وأضافت: "أتصوّر أن هناك مَن يحاول التقليل من قيمة جهودنا في الحفاظ على التراث السينمائي، وأريد أن أسأل المهاجمين (أين كانوا عندما بيعت مجموعة كبيرة من التراث السينمائي؟). أحب التأكيد أن الدولة في الوقت الحالي تهتم بترميم الأفلام وأكبر دليل على ذلك ترميم (المومياء والاختيار) ومجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة".
من ناحيته، قال الناقد الفني أحمد النجار لـ"العين الإخبارية": "الحديث عن تحلل مجموعة كبيرة من الأفلام المصرية ليس جديداً. أذكر أن الفنان حسين فهمي في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير، تحدث مع وزيرة الثقافة المصرية بهذا الشأن، وقال إن هناك أفلاماً مهمة تحللت، وطالب الوزيرة بسرعة التدخل".
وأضاف: "أتعجّب من تبرير ضياع نيجاتيف فيلم (أهل القمة) بحجة أنه من إنتاج خاص، لأن أي فيلم يجب أن تكون له نسخة في أرشيف المركز القومي للسينما، الحل الوحيد من وجهة نظري هو أن يكون لدينا أرشيف تقني حديث، ويتم تحويل نسخ تلك الأفلام القديمة إلى ديجيتال، أسوة بما هو موجود في فرنسا والمغرب".
وتابع: "هناك جهود لأكثر من جهة في ترميم الأفلام القديمة، لكن في تصوري هذه الجهود لا تكفي لصيانة التراث. مطلوب من الدولة تبني مشروع قومي لهذا الهدف".
وأشار إلى أن فيلم "لست ملاكاً" (إنتاج 1946، بطولة محمد عبدالوهاب) لا توجد له نسخة بمصر والنسخة الوحيدة موجودة في الأرشيف الفرنسي "هذا الأمر يكشف عن حجم المأساة".
وعلّق الناقد الفني طارق الشناوي على الموضوع قائلاً: "الثقافة أمن قومي وطني، وكان يجب على الدولة الانتباه مبكرا، في التسعينات، وأثناء وجود صفوت الشريف وزير الإعلام، وفاروق حسني وزير الثفافة، تم الإعلان عن بيع مجموعة كبيرة من الأفلام، وطالبت في مقال شديد اللهجة الدولة بضرورة دخول المزاد، من أجل حماية التراث، لكن مر الموضوع مرور الكرام، وتم البيع".
وأضاف الشناوي لـ"العين الإخبارية": "قرار البيع في ذلك الوقت، كان فوق أي وزير، والدولة تخلت تماما عن القضية وقتها، ما حدث مع أصول السينما المصرية حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم، فعندما ماتت أم كلثوم تصدر الصحف عنوان واحد وهو (تحويل فيلا أم كلثوم إلى متحف) وبكل أسف تم بيع الفيلا وأقيم مكانها فندقا، لا يوجد فرق في الأمرين، لأن التفريط هو النتيجة الملموسة أمامنا".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز