حرب العقول.. أفكار أنشيلوتي وكلوب تصطدم في نهائي دوري أبطال أوروبا
تتجه الأنظار صوب العاصمة الفرنسية "باريس"، السبت المقبل، لمتابعة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني.
ولا يوجد هامش كبير للمفاجأة من الناحية التكتيكية في المباراة المرتقبة، حيث ستكون التشكيلتين معروفتين لفريقين يتمسكان بخطة 4-3-3 كنظام أساسي، على الرغم من أن مدرب الملكي كارلو أنشيلوتي يعدلها أحيانا في المرحلة الدفاعية من خلال الدفع بلاعب وسط رابع في المباريات الكبرى، لزيادة الحماية.
ويقول المدرب الإيطالي مازحا، وبعيدا عن ضغوط المباراة النهائية التي تمثل بالنسبة له فرصة للفوز بالكأس ذات الأذنين للمرة الرابعة، ليصبح أنجح مدرب في أوروبا، "أهم شيء بالنسبة لي هي سمات اللاعبين، لا يمكنك الضغط في المقدمة مع وجود لاعب سمين كرأس حربة".
لكن وراء روح الدعابة التي يخفف بها من حدة التوتر في محيطه وفي نفوس لاعبيه، هناك حقيقة خفية، وهي أن فكرة وجود نظام لا يمكن المساس به ليست فكرة صائبة في كرة القدم الحالية،
وتراجع أنشيلوتي عن فكرة الدفع بلاعب وسط رابع في تشكيلته المعتادة بعد السقوط على أرض إسبانيول في بداية الموسم، كما تخلى عن الدفاع المتأخر الذي اعتمده أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في ذهاب ثمن النهائي حينما تعرض للهزيمة في مباراة لم تشهد تسديدة واحدة نحو المرمى من جانب الملكي.
وهكذا تأكد المدرب الإيطالي من أن خطة 4-3-3 ستكون ثابتة طوال الموسم، فهي الخيار الأنسب لسمات لاعبيه الأساسيين ولمكافأة تطور البرازيليين فينيسيوس ورودريجو على الأطراف.
ومع ذلك، ستكون التكلفة عدم الاعتماد على الميزة الرئيسية، من الناحية البدنية، للأوروجوائي فيدي فالفيردي وهي السرعة في الانطلاقات، ورغم عدم التمكن من إيجاد استمرارية للبلجيكي إدين هازارد، فإن اللعب بعدم الراحة في الانطلاقات "ساعد" في إبقاء أنشيلوتي على فكرته باللعب بهذه الطريقة.
وبعيدًا عن غرور بعض المدربين الآخرين، يهرب المدير الفني الإيطالي من الثناء ويفضل توزيعه على الزملاء، مثل يورجن كلوب، مدرب الفريق المنافس في نهائي التشامبيونز ليج.
وقال أنشيلوتي عن كلوب "لقد أضاف هو و(توماس) توخل شيئا جديدا لكرة القدم. لقد دفعت المدرسة الألمانية بإدخال مزيد من القوة والضغط في المباريات، واللعب بمنظومة دفاعية متقدمة جدا".
ولا يعتبر المدرب الإيطالي نفسه من المدرسة القديمة، فهو متابع جيد للتطور المستمر لكرة القدم، مع مساعدة من ابنه دافيد كممثل للأفكار الجديدة، وهو منفتح دائما على دمجها في منهجه، لأن النجاح يكمن في التطور.
تطور كلوب
لقد تغيرت سبورة يورجن كلوب كثيرا منذ وصوله للإدارة الفنية لـ"الريدز" في 2015، حيث وجد نفسه مع فريق أقل جرأة من الآن، وكذلك أقل سرعة بكثير، لأنه انتقل من اللعب بفيليبي كوتينيو وآدم لالانا على الأجنحة إلى امتلاك اثنين من أكثر اللاعبين مهارة وسرعة مثل السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح.
وكانت هذه هي الدعائم التي سمحت لكلوب بتغيير تشكيلته، تاركًا خلفه خطة بريندان رودجرز (4-2-3-1) للعودة إلى (4-3-3) التي ميزت الفرق المهيمنة في ذلك الوقت.
ومع وصول ماني وصلاح، تمكن الفريق من البدء في الاستفادة من الجناحين ومن الهجوم من هناك بإضافة لاعبين مثل ترينت ألكسندر أرنولد وأندرو روبرتسون
ويعد هذين الظهيرين هما المفتاح الأساسي في منهج كلوب، مما يمنح الفريق الحرية عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى المنطقة ويسمح للفريق بالتركيز بـ5 إلى 7 لاعبين في الأرباع الـ3 الأخيرة من الملعب بانتظام.
ويعتبر هذين الاثنين من أفضل المدافعين في العالم، ولهذا السبب، جاء كل منهما في المركز الثالث والرابع على الترتيب في تصنيف المدافعين الأكثر تمريرا في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتحظى قدرتهما على تغطية الملعب في غضون ثوانٍ بتقدير كبير من قبل كلوب الذي جعل من الضغط سلاح آخر فتاك.
وأسهم في ذلك العمل الذي قام به لاعبين مثل روبرتو فيرمينو، عندما كان لاعبًا أساسيًا، والتضحية بـ"لويس دياز وديوجو جوتا" اللذين كانا يعلمان أنهما ليسا رأس حربة ولا جناحين. هما جزء من آلية تتطلب إسهاماتهما لكي تعمل.
وفي الدفاع، القائد هو فيرجيل فان دايك، المسؤول عن توزيع الكرة من الخلف وإخماد النيران بخطواته الواسعة.
عادة ما يكون المدافع الهولندي قريبا من فابينيو لتجنب تعقد الأمور، لكنه كان قادر أيضا على تدمير دفاعات خصوم، مثل بايرن ميونيخ.
وشريكه في هذا هو إبراهيما كوناتي، الذي احتاج إلى عدة اشهر ليصبح لاعبا ضروريا، لكن الاستثمار في لاعب مثله- 40 مليونا- وعمره (23 عاما) - يدعونا للاعتقاد بأن مستقبل آنفيلد الدفاعي يمر عبر حذائه.