"شايل طاجن ستك".. غضب الجدة الذي أنتج مثلا شعبيا

"مثل على الدنيا في عز الفقر إنك سعادة البيه.. متخليش حد يقولك شايل طاجن ستك ليه".. كلمات تغنى بها تامر حسني ضمن ألبومه الأخير.
وتلخص أغنية "عيش بشوقك"، إلى حد كبير، مدلول المثل الشعبي الشهير "شايل طاجن ستك"، والذي يستخدم عند الرغبة في وصف شخص يبدو من ملامح وجهه أنه حزين.
ولكن ما علاقة طاجن جدتي أو (ستي) كما يقال بين بعض المصريين، بالحزن؟.
هناك روايتان للإجابة على السؤال يسردهما المتخصصون في الفلكلور الشعبي، وكان القاسم المشترك بينهما أن سبب الحزن هو عدم رضاء الجدة، الذي عبرت عنه بالكلام السلبي في رواية، وبالعنف في رواية أخرى.
ويقول خالد عبدالمعطي، مدرس الأدب الشعبي والفلكلور بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية المصرية، لـ"العين الإخبارية"، إن أحد الروايات التي تقال لتفسير هذا المثل الشعبي، إنه كان هناك طفلا أرسلته جدته في مهمة خاصة، وهي الذهاب بطاجن اللحم (قدر اللحم) إلى أحد الأفران في الحارة لطهيه، غير أن الطفل صادف في طريقه بعض من أصدقائه فأخذ يلعب معهم، بينما كان يحمل الطاجن فوق رأسه، فانقلب على الأرض.
عندما عاد الطفل إلى المنزل، تم عقابه من الجدة عقابا شديدا، ثم قامت الجدة بإعداد الطاجن مرة أخرى، وأرسلت الطفل مجددا إلى الفرن، فكان أثر العقاب واضحا على وجهه العبوس، وأخذ يسير في الطريق كما القطار لا يلتفت إلى أحد.
ولأن أهل الحارة لم يتعودوا على رؤية هذا الطفل تحديدا بهذه الحالة، لأنه كان صاحب وجها ضاحكا وبشوشا، فأخذوا يتساءلون عن السبب، فتطوع شخص رأى ما حدث للطفل بالقول "أصله شايل طاجن سته"، ومن وقتها صارت هذه العبارة تعبيرا عن الحزن.
ولا تحظى هذه الرواية بشهرة كبيرة مثل رواية أخرى دارت أحداثها في صعيد مصر، يرويها د.عبدالمعطي، وتتعلق بأحد عادات الصعيد في الماضي، وهو حرص فتيات الأسرة على تقديم الطعام للجدة لمعرفة رأيها في جودة طهيه، رغم علمهم مسبقا أن النتيجة ستكون هي الانتقاد والتوبيخ.
وكانت الفتيات وفق هذه الرواية تطهين الطعام في الطاجن، الذي يوضع فيه الطعام قديما، ويكون مصنوعا من الفخار، وبعد الوقوف في المطبخ لفترة طويلة لإعداده بصورة جيدة بعد وضع لمساتهن الخاصة، ثم حمله إلى الجدة لاستطلاع رأيها أملا في نيل رضاها، تكون النهاية هي توبيخهن ليعدن بالطاجن وقد ملأ العبوس وجوههن، ولذلك أصبح المثل الدارج "شايل طاجن ستك"، إشارة إلى الضيق والحزن والبؤس.