أنيغريت كارنباور.. "ميني ميركل" تطرق أبواب المستشارية
البرلمان الألماني سينصب كرامب كارنباور، الأربعاء المقبل، وزيرة للدفاع خلفا لأرسولا فون دير لاين بعد تعيينها رئيسة للمفوضية الأوروبية.
لم تكن تسمية أنيجريت كرامب كارنباور، وزيرة للدفاع، مجرد مفاجأة لكنه في الأساس خطوة ذكية لسد ثغرات السيدة القوية، وتأهيلها لمواصلة طريق خلافة إنجيلا ميركل كمستشارة لألمانيا.
وينصب البرلمان، رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، كرامب كارنباور (٥٧ عاما)، الأربعاء المقبل، وزيرة للدفاع خلفا لأرسولا فون دير لاين التي انتخبها البرلمان الأوروبي أمس رئيسة للمفوضية الأوروبية.
وتلقت أرسولا أوراق تعيينها في منصب رئيسة المفوضية الأوروبية من الرئاسة الألمانية صباح الأربعاء.
وجرى إرجاء جلسة تنصيب كارنباور حتى الأربعاء المقبل، حتى يتسنى للبرلمان استدعاء أعضائه الـ٧٠٩ من عطلاتهم الصيفية.
كان القلق الأكبر من مسيرة كرامب كارنباور نحو المستشارية، هو افتقارها لأي خبرة حكومية على المستوى الاتحادي، حيث لم يسبق لها شغل أي منصب وزاري في الحكومة الألمانية ولم تشغل أبدا عضوية البرلمان.
ظلت هذه نقطة الضعف الرئيسية في ملف السيدة القوية، التي تركت قلقا كبيرا في أوساط الحزب الديمقراطي المسيحي من أن تستغلها الأحزاب الأخرى، وخاصة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ليبني عليها حملته للانتخابات التشريعية المقررة في ٢٠٢١، حسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية الخاصة.
وبدأت ميركل، هندسة طريق كارنباور لخلافتها في فبراير/شباط ٢٠١٨، عندما انتخب المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المسيحي، الأخيرة التي كانت تشغل آنذاك منصب رئيس وزراء ولاية سارلاند "منذ ٢٠١١ حتى مطلع ٢٠١٨" جنوبي البلاد، لشغل منصب أمينه العام، بعد ترشيح ودعم كبير من المستشارة.
وبعد هذا التاريخ بـ١٠ أشهر، تركت ميركل رئاسة الحزب في ديسمبر/كانون الأول، وفتحت الطريق أمام كارنباور لأخذ خطوة أخرى في طريق خلافتها.
وبالفعل، انتخب الحزب الديمقراطي المسيحي، كارنباور الحاصلة على شهادة جامعية في العلوم السياسية والقانون، في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، رئيسة جديدة له خلفا لميركل التي شغلت المنصب لمدة ١٩ سنة حققت خلالها ٤ انتصارات انتخابية.
وفي مشهد ذي دلالة، وقفت كارنباور بعد إعلان فوزها آنذاك، أمام أعضاء الحزب وهي تمسح دموعها، وتقول بصوت واثق: "أستطيع قيادة الحزب في مرحلته الجديدة".
فيما وقفت ميركل على مقربة منها بوجه يكسوه الارتياح بعد أن أمنت طريق خلافتها، ومستقبل التوجه الذي زرعته في الحزب.
كارنباور، مضت اليوم خطوة أبعد، بعد أن تلقت أوراق تعيينها وزيرة للدفاع، وهي واحدة من أهم ٣ حقائب وزارية في البلاد، بعد يوم من تسريب ترشيحها للمنصب لوسائل إعلام، أبرزها صحيفة "بيلد" الخاصة.
ووفق الصحيفة، فإن تولي كارنباور المستشارية الألمانية، بات مسألة وقت؛ لكونها تحظى بدعم الشخصية الأقوى في البلاد، وتشغل رئاسة أكبر حزب، وتحمل حقيبة وزارية مهمة.
ويمكن لـ"ميني ميركل" الآن إنهاء مرحلة الانتقادات الموجهة لها بأنها تفتقر للخبرة السياسية على المستوى الاتحادي.
ظلت كارنباور المعروفة اختصارا بـ"أ ك ك"، تعتمد على التقرب للناخبين لكسب أصواتهم إبان نشاطها في ولاية سارلاند، واعتادت ترك رقم هاتفها متاحا للجميع في دليل الهاتف دون أن تشتكي من الاتصالات.
كما اعتادت، وهي أم لثلاثة أطفال، الظهور في الفعاليات العامة وإلقاء النكات دون التزام بالصورة الذهنية للقائد القوي.
وفي إحدى المناسبات بسارلاند، ارتدت زي عاملة نظافة ووقفت على أحد المسارح تلقي النكات على الحضور.
كارنباور التي تتحدث الفرنسية بطلاقة إلى جانب الألمانية والإنجليزية، تعد من الوسطيين في الحزب الديمقراطي المسيحي، مثل ميركل التي نجحت في تحويل الحزب من مؤسسة ذكورية يمينية منغلقة، إلى حزب وسطي منفتح.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز