الحيوانات أم البشر؟.. لعنة الإجلاء تصيب بريطانيا في أفغانستان
رغم مرور ما يزيد على 3 أشهر على أكبر عملية إجلاء في التاريخ التي جرت بأفغانستان، لا تزال بريطانيا تحاول تبرير مواقف لها آنذاك.
ونفى وزير العدل البريطاني دومينيك راب، اليوم الثلاثاء، التقارير التي أفادت بأن الحكومة أعطت الأولوية لإجلاء الحيوانات من ملجأ بأفغانستان خلال جسر جوي في أغسطس/آب.
وقال راب، الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الحين، لشبكة سكاي نيوز اليوم: "هذا ليس دقيقا، بالطبع لم نضع رفاهية الحيوانات على حساب مصلحة الأفراد".
في المقابل، كشف دبلوماسي بريطاني عمل ضمن الفريق المكلف بالتعامل مع عملية الإجلاء من أفغانستان عن أوجه قصور فادحة في طريقة تعامل وزير الخارجية آنذاك دومينيك راب - وحتى الوزارة نفسها- مع إجلاء المعرضين للخطر من مطار كابول.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن رفائيل مارشال، وهو مسؤول صغير المستوى في السلك الدبلوماسي البريطاني، القول أمام لجنة برلمانية إنه كان في بعض الأحيان الشخص الوحيد الذي يتعامل مع رسائل البريد الإلكتروني الواردة إلى اللجنة الحكومية لـ"الحالات الأفغانية الخاصة" في أغسطس/آب عندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان وسيطرت حركة طالبان على مقاليد الأمور.
وكانت مهمة اللجنة هي التعامل مع ملفات الصحفيين وعمال الإغاثة وموظفي الخدمة المدنية الأفغان المعرضين للخطر بسبب علاقاتهم مع المملكة المتحدة.
ووفقا لمارشال، فقد تقدم ما يصل إلى 150 ألف شخص بطلبات للإجلاء، إلا أن أقل من 5% منهم هم من تلقوا أي مساعدة.
ومن بين أصعب الاتهامات ما رواه مارشال بأن راب استغرق عدة ساعات للرد على ملاحظات تخص إحدى الحالات، وبعد ذلك طلب فقط إعادة ترتيب الملاحظات وعرضها بصورة جيدة لاتخاذ القرار.
وفي الـ28 من أغسطس/آب الماضي، غادرت آخر رحلة بريطانية لإجلاء المدنيين من أفغانستان، منهية بذلك عملية نقل ما يقرب من 15 ألف شخص في غضون أسبوعين.