مصطفى متولي.. "الشرير" الذي أحبه المصريون (بروفايل)
"سيد سبرتو" أحد رجال "شمس الزناتي"، و"رشاد" البلطجي في "حنفي الأبهة"، و"فوزي" المسؤول السابق في "المنسي" كلها شخصيات جسدها الفنان المصري مصطفى متولي، وحفرت في أذهان الجمهور العربي.
أحب مصطفى متولي الفن منذ الطفولة، وظل عاشقًا له حتى وفاته في 5 أغسطس/آب 2000، ورغم تراجع مساحة أدواره لظهوره في دور "السنّيد" استطاع أن يترك بصمته ويدخل قلوب الشاهدين.
قدم "متولي" أدوارًا كثيرة في السينما والدراما، لكنه برع في أدوار الشر، بفضل ملامح وجهه وطباعه الحادة على الشاشة، ومع ذلك أحبه المصريون وكان رحيله المفاجئ عن 51 عامًا صادمًا للكثيرين.
ولد مصطفى متولي في 29 أغسطس/آب 1949 في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر، وشارك في طفولته في المسرح المدرسي، والتحق بمعهد الفنون المسرحية في القاهرة، وبدأت مسيرته الفنية في السبعينيات.
شارك بأدوار محدودة في أفلام عدة، منها "خلي بالك من زوزو"، "ضربة شمس"، "الراقصة والسياسي" و"دائرة الانتقام"، وفي الدراما ظل ظهوره محدودًا في مسلسلات مثل "بكيزة وزغلول"، "رأفت الهجان"، "البراري والحامول" وغيرها.
وفي منتصف التسعينيات، كان "متولي" على موعد مع النجومية بعد ظهور ثنائيته مع "الزعيم" عادل إمام، فظهرا معًا في "شمس الزناتي"، "سلام يا صاحبي"، "الإرهابي"، "حنفي الأبهة" و"المنسي"، وفي مسرحيات مثل "الواد سيد الشغال".
تزوج مصطفى متولي من شقيقة عادل إمام "إيمان"، وأنجب منها أبناءه "عادل وعصام وعمر"، وتسبب هذا النسب في اتهامه بأن "الزعيم" يشركه في أعماله بفضل علاقة النسب، وظلت هذه الاتهامات تطارده وتظلم موهبته حتى وفاته.
وكانت مسرحية "بودي جارد" آخر أعمال "متولي"، وفاضت روحه إلى بارئها بعد تقديم العرض بساعات قليلة في 5 أغسطس/آب 2000، وكانت المفاجأة أن عادل إمام رفض وقف عرض المسرحية، وأصر على استكمال العرض.
وقال "الزعيم" وقتها جملته الشهيرة: "المسرح لا يعوقه إلا القبر، ولكن ما ذنب المشاهدين الذين أتوا ليشاهدوا المسرحية"، واستبدل مصطفى متولى فى اليوم التالي بالممثل محمد أبو داود، وكانت واحدة من أصعب الليالي في حياة عادل إمام.
وروى المخرج رامي عادل إمام كواليس رحيل "زوج عمته" مصطفى متولي، وقال في لقاء تلفزيوني سابق إنه وفاته تزامنت مع عرض مسرحية "بودي جارد"، مضيفا: "أول ما الستارة نزلت كلنا بكينا وكان بكاء عادل إمام غير مسبوق".