"اللوفر" كنز مدينة النور.. 230 عاما على افتتاح "درة متاحف العالم"
منذ 230 عاما، يقف متحف اللوفر للفنون كأحد أبرز معالم باريس، جاذبًا إلى "مدينة النور" ملايين الزائرين من كل حدب وصوب.
يقع متحف اللوفر على الضفة اليمنى لنهر السين في الدائرة الأولى بالمدينة، ويعرض العديد من الأعمال الأكثر شهرة للفن الغربي، مثل لوحة الموناليزا وفينوس دي ميلو.
شُيد المتحف على أنقاض قصر اللوفر، الذي بني في الأصل في أواخر القرن الثاني عشر تحت حكم الملك فيليب الثاني، وتظهر بقايا قلعة اللوفر في العصور الوسطى في الطابق السفلي من المتحف.
وافتتح المتحف رسميًا في 10 أغسطس/ آب 1793، بمعرض يضم 537 لوحة، وكانت معظم الأعمال ملكية ومن ممتلكات الكنيسة المصادرة، وبعد 3 سنوات أغلق بسبب مشاكل هيكلية في المبنى حتى عام 1801.
وفي عهد القائد الفرنسي نابليون بونابارت، تغير اسمه إلى "متحف نابليون"، وبعد تنازل القائد العسكري عن العرش أعيدت العديد من الأعمال التي استولت عليها جيوشه إلى أصحابها الأصليين، مع زيادة معروضاته.
ويضم المتحف مجموعة مقسمة إلى 8 أقسام تنظيمية: الآثار المصرية، آثار الشرق الأدنى، الآثار اليونانية والإترورية والرومانية، الفن الإسلامي، النحت والفنون الزخرفية، اللوحات، والمطبوعات والرسومات.
ويعرض متحف اللوفر أكثر من 380 ألف قطعة و35 ألف عمل فني على مساحة أكثر من 60 ألفًا و600 متر مربع، ويجذب نحو 7.8 مليون زائر سنويًا وفقًا لإحصائيات عام 2022، وهو أكثر المتاحف زيارة في العالم.
المتحف الكبير
عام 1981، اقترح الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران خطة متحف اللوفر الكبير لنقل وزارة المالية، التي كان مقرها حتى ذلك الوقت في الجناح الشمالي لمتحف اللوفر، ما يعني تخصيص المبنى بالكامل للمتحف.
وبعد 3 سنوات، اقترح المهندس المعماري آي إم باي -الذي اختاره "ميتران" بالتخصص- خطة رئيسية تتضمن مدخلًا تحت الأرض يمكن الوصول إليه من خلال هرم زجاجي في كور نابليون المركزي في متحف اللوفر.
وافتتحت المساحات المفتوحة المحيطة بالهرم في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1988، بينما افتتح بهو تحت الأرض في 30 مارس/آذار 1989، وضم صالات عرض جديدة للوحات الحديثة المبكرة في الطابق الثاني.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1993، افتتح "ميتران" المرحلة التالية من خطة اللوفر الكبير، الجناح الشمالي "ريشيليو"، وهو أكبر توسعة فردية للمتحف في تاريخه، كما افتتحت صالات عرض لمجموعة الآثار المصرية.
الآثار المصرية
يضم متحف اللوفر مجموعة كبيرة من الآثار المصرية القديمة، وتعطي لمحة عامة عن الحياة المصرية في مصر القديمة والمملكة الوسطى والمملكة الحديثة والفن القبطي والعصر الروماني والبطلمي والبيزنطي.
بدأ إنشاء جناح الآثار المصرية في 15 مايو/أيار 1826 بأمر من الملك شارل العاشر؛ لجمع القطع الأثرية التي جمعتها الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بين عامي 1798 و1801، وأبرزها الكاتب الجالس.
وواصلت فرنسا زيادة عدد القطع المصرية بعمليات الاستحواذ التي قام بها أوجوست مارييت، مؤسس المتحف المصري في القاهرة، الذي أرسل صناديق من الاكتشافات الأثرية في ممفيس إلى باريس بما فيها تمثال الكاتب.
تضم مجموعة الآثار المصرية التي يحرسها تمثال أبو الهول العظيم في تانيس أكثر من 20 غرفة، تشمل لفائف بردي ومومياوات وأدوات وملابس ومجوهرات وألعاب وآلات موسيقية وأسلحة من آثار مصر الفرعونية.