خبراء يرجحون تنامي دعم واشنطن للجيش الليبي
متخصصون في الإرهاب الدولي يرون أن استهداف الجيش لمتهم باغتيال السفير الأمريكي في بنغازي سيزيد من دعم واشنطن للجيش الليبي.
تتوالى الأنباء حول قضاء الجيش الليبي على عدد من الإرهابيين المطلوبين دوليا يقاتلون في صفوف مليشيات حكومة الوفاق بطرابلس.
كان آخر هذه الأنباء قضاء الجيش الليبي، السبت، على الإرهابي محمد محمد محمود بن دردف المعروف بـ"البابور" المنخرط ضمن صفوف مليشيا الصمود للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي.
ويعد "البابور" أحد أبرز منتسبي تنظيم أنصار الشريعة وهو مطلوب دوليا لتورطه في الهجوم الإرهابي الذي استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي 2012.
وقتل السفير الأمريكي في ليبيا و3 من الموظفين في هجوم إرهابي على السفارة في بنغازي سبتمبر 2011.
وكانت القنصلية الأمريكية في بنغازي مهد الانتفاضة ضد حكم معمر القذافي الذي استمر 42 عاما، وكان السفير الأمريكي كريستوفر ستڤينز لاعبا رئيسيا عندما دعمت إدارة أوباما الانتفاضة في ليبيا، وطالت الاتهامات وقتها قيادات أنصار الشريعة حسب ما أعلنت المخابرات الأمريكية.
ويرى محللون ومتخصصون في الإرهاب الدولي أن استهداف الجيش الليبي أحد أبرز المتهمين باغتيال السفير الأمريكي في بنغازي، أثناء مشاركته في صفوف المليشيات المسلحة بالعاصمة طرابلس سيزيد من الدعم الأمريكي للجيش الوطني الليبي.
انتصار استخباراتي
أكد أحمد عطا الباحث في الإرهاب الدولي بمنتدى الشرق الأوسط في لندن أن الجيش الليبي استهدف الرجل الثالث من قيادات أنصار الشريعة التي هاجمت السفارة الأمريكية في بنغازي وقتلت السفير الأمريكي وقتها كريستوفر ستڤينز.
وأشار عطا، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إلى أن دافع أنصار الشريعة وقتها في استهداف السفير الأمريكي هو دعوة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة لليبيين للانتقام لمقتل أحد كبار زعماء التنظيم من أصل ليبي.
وشدد عطا على أن الولايات الأمريكية ستزيد من الدعم والتأييد الأمريكي للدور الوطني والعسكري للجيش الوطني الليبي الذي كشف عن الفصائل التكفيرية المسلحة التي تحارب في صفوف المليشيات وهو ما عجزت عنه أجهزة استخباراتية دولية ومنها فرنسا وأمريكا.
وقال الباحث في الإرهاب الدولي: "حين حددت الولايات المتحدة المسؤولين عن التخطيط والتنفيذ للهجوم الإرهابي بـ(أحمد قتالة) و(سفيان بن قمو) وثالث ليبي أطلق عليه (أبو الوليد) الذي تخفى وسط المليشيات بعد القبض على أبو أنس الليبي، فإن جهاز الاستخبارات العسكرية الليبي، بشكل احترافي، تمكن من تحديد شخصية أبو الوليد."
وأردف عطا أن المخابرات الأمريكية عجزت عن تحديد واستهداف شخصية (أبو الوليد) الليبي في حين استطاع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في اختراق قيادات العناصر التكفيرية المسلحة، ما دفع بالإدارة الأمريكية لتغيير قواعد المواجهة العسكرية في طرابلس والاعتماد على الجيش الليبي كحليف قوي في الحرب على الإرهاب.
واختتم عطا بالقول إن حكومة الوفاق فشلت في الإمساك بخيوط اللعبة السياسية باعتمادها على المليشيات والتنظيمات التكفيرية المسلحة التي يتم تدريبها وتوجيهها من عدد من الدول الأفريقية الحدودية مع ليبيا التي حولتها حكومة الوفاق لمزرعة لعناصر تنظيم القاعدة والمليشيات.
أخونة المؤسسات
من جانبه، يرى الحقوقي والسياسي الليبي محمد جبريل اللافي أن سعي حكومة الوفاق لأخونة المؤسسات جعل من أمثال هؤلاء المتطرفين أصحاب نفوذ سواء في مفاصل الدولة أو المليشيات المسلحة.
وتابع اللافي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن كثيرا من مرتادي السجون والمتطرفين أصبحوا أصحاب سلطة قرار، تحت ما يعرف بثقافة التمكين لهذه الجماعات في مفاصل الدولة الليبية.
وأكد اللافي أن الإدارة الأمريكية ليس أمامها إلا دعم الجيش الوطني الليبي في حربه على الإرهاب في طرابلس وكافة أرجاء ليبيا.
وأوضح اللافي أن الإدارة الأمريكية اتخذت هذا القرار بعد تأكدها من وجود مقاتلين منتمين للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة كداعش والقاعدة والمتورطين في أحداث القنصلية الأمريكية في بنغازي يقاتلون في صف مليشيات حكومة الوفاق.
وأشار اللافي إلى أن أصوات المعارضة داخل الإدارة الأمريكية بشأن دعم الجيش الليبي بدأت في الانخفاض، خاصة بعد هذه العملية التي قام بها الجيش الليبي للقضاء على الإرهابي المتورط في أحداث القنصلية الأمريكية في بنغازي 2012.
ويتفق المحلل السياسي الليبي جمال شلوف، رئيس منظمة "سلفيوم" للدراسات والأبحاث، مع الرأي القائل إن "مقتل الإرهابي (البابور) يؤكد دور الجيش الوطني الليبي في محاربة الإرهاب نيابة عن العالم، وإن ما يسمونه جيش الوفاق هو تحالف من اللصوص والإرهابيين والمليشيات".
ونوه شلوف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، بأن الولايات المتحدة باعتبارها دولة عظمى وأجهزتها المخابراتية لها مصادرها فإنها تعلم أدق التفاصيل عن الحشد الميلشياوي، ومن يساندهم من الإرهابيين.
وأوضح شلوف أن ثقة الولايات المتحدة بالجيش الليبي تزداد باعتباره هو الشريك الأمثل لمحاربة الإرهاب في المنطقة، خاصة بعد أن تحالف حليفهم السابق في تحرير سرت من تنظيم داعش مع إرهابيي تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة.
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق في 4 أبريل/نيسان الماضي، عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية طرابلس، من المليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية التي تسيطر على المدينة.