جريمة أنصار.. تفاصيل جديدة حول مقتل أم وبناتها الثلاث في لبنان
شيّعت بلدة أنصار اللبنانية، جثامين "باسمة عبّاس" وبناتها الثلاث ضحايا جريمة قتل جماعي مروَّعة، بمشاركة حاشدة من أبناء البلدة.
والأم وبناتها الثلاث قضين في مجزرة مروعة ارتكبها مشتبه فيه يدعى "حسين فياض" وشريك له يحمل الجنسية السورية.
وانطلق موكب التشييع الشعبي من منزل العائلة، وحملت النعوش الأربعة على الأكف، ولفت جميعها بالعلم اللبناني، وتقدم حملة الأكاليل وصور الضحايا الجنازة، كما شاركت سيارات وعناصر من كشافة "الرسالة الإسلامية" والهيئة الصحية الإسلامية، وجاب موكب التشييع شوارع البلدة وسط غضب عارم.
وألقى أبو أحمد صفاوي كلمة باسم عائلة الضحايا وأهالي بلدة أنصار، أكّد فيها رفض "شريعة الغاب وأي تصرف انتقامي وغير مسؤول"، وشدّد على أن العائلة "تحت سقف القانون وتؤكّد ثقتها بالقضاء، وهي تطالب بالقصاص العادل والإعدام بحق من ارتكب الجريمة وشركائه".
وأضاف: "نستعجل القضاء لإظهار الحقيقة الكاملة والإسراع في محاسبة المرتكب"، داعياً لضبط النفس وانتظار ما ستؤول إليه التحقيقات، لأن "العائلتين الصغرى والكبرى وفعاليات البلدة يؤكّدون الامتثال للقانون والعدالة".
وتتركز الآن الأنظار على تحقيقات "شعبة المعلومات" مع الجاني، تزامناً مع محاولة القبض على شريك له في تنفيذ الجريمة، وهو سوري الجنسية هرب إلى بلده.
وارتفعت أصوات مندّدة بما وصفته "تقصيراً وإهمالاً" من قبل الأجهزة والقضاء، حيث طال أمد كشف الجريمة التي نفذت في بلدة الضحايا نفسها، وسبق للقضاء أن استمع إلى الجاني وأطلق سراحه، بما فسّرته مصادر بأنه ناتج عن تضليل التحقيق، من دون أن تكون الحجة مقنعة للمنتقدين.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر التحقيق قولها إن التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تثبت إقرار حسين فياض بتفاصيل فعلته، التي بدأت بالتخطيط قبل يوم من التنفيذ، وتوجه مع شريكه إلى المغارة التي قتل ضحاياه فيها.
حفر الشريكان قبوراً لأربعة أشخاص، استخدما فيها أدوات في ورشة قريبة، وأحضرا بندقية صيد يملكها فياض في منزله، ودعا الأم وبناتها الثلاث، في اليوم التالي إلى العشاء في مطعم في مدينة صور، ومن المنزل توجه بهن إلى المغارة حيث كان حسين الغناج ينتظر فياض بحجة إعطائه أموالاً يدين له بها.
وفق إفادة القاتل أمام فرع المعلومات والتي حصل عليها معد التحقيق، طلب فياض من الضحايا الأربع استطلاع المغارة للتعرف إليها من الداخل لأنها تصلح للنزهة، وعند نزولهن لتفقدّ المغارة، دفع فياض باثنتين من الضحايا إلى داخله، وساعده شريكه برمي ضحيتين من على درج داخل المغارة. ودخل شريكه وأطلق النار عليهن جميعاً ببندقية الصيد التي جهزّاها سابقاً لارتكاب الجريمة.
اختبأ حسين، وفق إفادته، لأكثر من ساعتين في مكان قريب بينما كان شريكه يطمئن إلى إخفاء آثار الجريمة داخل المغارة، وسكب الباطون (الخرسانة) فوقها.
وتضيف المصادر أنه فور الانتهاء انتقل المتهمان إلى صيدا حيث قام فياض بتحطيم هواتف الضحايا ورماهم تباعا في البحر، مع سترة تلطخت بالدماء، وعادا إلى البلدة وكأن شيئاً لم يكن.
في مساء الأحد أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان مقتضب، تمكنّ دورية من مديرية المخابرات في منطقة البقاع من توقيف السوري (ح.غ) المتهم بالمشاركة في تنفيذ عملية قتل المواطنة باسمة عباس وبناتها الثلاث في بلدة أنصار- الجنوب.
وكان الطبيب الشرعي الذي عاين جثث ضحايا جريمة أنصار جزم أن لا تجارة أعضاء في الواقعة، بعد شائعات سرت في البلد عن هدف الجريمة.
وقال الدكتور علي ديب: "لا تجارة أعضاء في قضية المغدورات الأربع من بلدة أنصار كون الجثث كاملة ولا آثار لأي عملية جراحية، فالصور الإشعاعية التي قمنا بها لم تظهر ذلك أبداً".
ولفت إلى أن "الفتيات وأمهن لم يكنّ مكبّلات ولا آثار تعذيب على جثثهن، بل تم إطلاق الرصاص عليهن من سلاح "بومباكشن"، بعضهن في الوجه مباشرة وبعض آخر في الصدر ومن مسافة قريبة".
وشدّد على أن "القتل حسب تحليل الجثث حصل منذ أكثر من عشرين يوماً، وإن كان وضعهن في مغارة ساهم أكثر في تحلّل الجثث بشكل أسرع، لاسيما وأنه تم وضع أحجار وردميات بطريقة عشوائية فوقهن ما نتج عنه كسور كما تم وضع باطون على هذه الأحجار لإخفاء معالم الجريمة".
في الأيام الأولى من شهر مارس/آذار الجاري اختفت باسمة عباس، وهي أم لثلاث بنات، منال، ريما وتالا، من بلدة أنصار الجنوبية، من دون أن تُعرف وجهتهنّ. وشوهدن لآخر مرة في سيارة مع أحد شبان البلدة من آل فياض".
وبعد بلاغ من رب الأسرة زكريا صفاوي لدى الجهات الأمنية باختفاء عائلته، أجرى فرعا مخابرات الجنوب والنبطية تحقيقات واسعة.
واستدعت النيابة العامة الاستئنافية في النبطية الشاب للتحقيق معه، على اعتبار أنه آخر من شاهدهنّ، وأخلي سبيله بعد التحقيقات.