شِعب الأنصار.. مكان بيعة الأوس والخزرج للنبي عليه السلام
شهد شِعب الأنصار الواقع بين جبلين في مشعر مِنى بيعة الأوس والخزرج للنبي صلى الله عليه وسلم حيث بدأت ببيعة 12 رجلا.
وتعود قصة شِعب الأنصار، كما يرويها مدير مركز مكة التاريخي الدكتور فواز الدهاس، عندما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على منازل القبائل ليدعوهم إلى توحيد الله عز وجل وترك عبادة الأصنام والأوثان، ولكنهم لم يستجيبوا له.
وفي العامِ الحادي عشرَ من البعثة اجتمع نفرٌ من الأوس والخزرجِ ممن استمعوا إلى دعوة النبي محمد عليه الصلاة و السلام، ولكنهم فضلوا مشاورة قبيلتهم، وفي العام الذي يليه قَدِم اثنا عشر رجلاً منهم وتواعدوا معه صلى الله عليه وسلم في الشِعب الذي عُرف فيما بعد بشعب الأنصار وبايعوه بما عُرف ببيعة العقبة الأولى.
وأرسل معهم مصعب بن عمير ليقوم بمهمة الدعوة بالمدينة المنورة، وفي العام الثالث عشر من البعثة قَدِم 72 منهم وبايعوا رسول الله بما عُرف ببيعة العقبة الثانية التي حضرها عمّه العباس تمهيدا للهجرة النبوية.
وفي عام 144هـ بنى الخليفةُ العباسيُ أبو جعفر المنصور مسجدَ البيعة، تجسيداً للبيعة التي حصلت إبان حقبة النبي صلى الله عليه وسلم.
والمسجد عبارة عن مصلى لا سقف له، يحوي محرابًا وملحقًا معه فناء أكبر من مساحته، يطل على منى من الناحية الشمالية في السفح الجنوبي لجبل "ثبير" المطل على شعب معروف باسم " شعب الأنصار" أو "شعب البيعة ".
ويوجد فيه حجران كُتب على أحدهما عبارة "أمر عبدالله ـ أمير المؤمنين أكرمه الله ـ ببنيان هذا المسجد" في إشارة إلى الخليفة العباسي، وبه رواقان من الجهتين الشامية واليمانية بطول 23 ذراعًا وعرض 14 ذراعًا ونصف الذراع، كل منهما مسقوف بثلاث قبب على أربعة عقود وبابين، وطول المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة 38 ذراعًا تقريبا.