إسرائيل أمام وضع أمني جديد في العالم.. و«الموساد» مطالب بمواجهته
بدأت الحكومة الإسرائيلية التخطيط للتعامل مع واقع جديد يشهد تهديدات لأمن مواطنيها في أوروبا وقارات العالم الأخرى.
وكلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» بحماية الإسرائيليين في الخارج، على خلفية الأحداث التي شهدتها هولندا، لكن تل أبيب تعتقد على ما يبدو أن أزمتها باتت أعمق.
وعلى الفور، أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي رسالة إلى الإسرائيليين للامتناع عن حضور مباراة لكرة السلة لفريق مكابي تل أبيب في إيطاليا الليلة.
وقال نتنياهو خلال جلسة تقييم في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، الجمعة "لقد أصدرت تعليمات لرئيس الموساد ومسؤولين آخرين لتحضير خطط عملنا ونظام الإنذار لدينا وتنظيمنا في مواجهة هذا الوضع الجديد".
وقال المجلس في رسالة اطلعت عليها "العين الإخبارية" "خلال الـ24 ساعة الأخيرة هاجمت مجموعة من الغوغاء المحرضين المؤيدين للفلسطينيين مئات الإسرائيليين في أمستردام الذين حضروا مباراة كرة قدم حضرها فريق إسرائيلي، وأصيب عدد من الإسرائيليين بجروح خلال هذه الحوادث".
وتشير وقائع مقابلة إلى أن الاستفزازات بدأت حينما رفع الإسرائيليين شعارات مناهضة للعرب.
وأضاف "في هذه الأثناء تستمر الدعوات عبر الإنترنت لإيذاء الإسرائيليين واليهود، وهناك قلق من أن تؤدي أحداث الـ24 ساعة الماضية إلى موجة من التقليد وتكرار أعمال الشغب والهجمات ضد الإسرائيليين في الخارج، خلال مباراة مكابي تل أبيب مساء اليوم في إيطاليا".
وتابع "في ضوء ذلك ندعو الإسرائيليين إلى الامتناع عن حضور مباراة مكابي تل أبيب في بولونيا، وتجنب إظهار رموز الهوية الإسرائيلية/اليهودية قدر الإمكان".
وهذه واحدة من أنشطة «الموساد» الذي يرصد تحركات قد تستهدف الإسرائيليين في الخارج.
ولكن -وفقا لتقارير إسرائيلية- تضاعفت مظاهر معاداة إسرائيل بشكل كبير منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من عام.
وشهدت القارات الخمس آلاف المظاهرات المنددة بالحرب.
وتصف إسرائيل المظاهرات والتصريحات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الحرب بأنها «معاداة للسامية».
وكتب رون بروسر، السفير الإسرائيلي في ألمانيا، في مقال بصحيفة "إسرائيل هيوم"، الجمعة "في ألمانيا وحدها يقع حادث معادٍ للسامية كل 3 ساعات".
وأضاف في مقال تابعته "العين الإخبارية" "يُطلب من اليهود التقليل من إظهار الرموز اليهودية، ويخشى الإسرائيليون التحدث باللغة العبرية في مترو الأنفاق، حتى الجامعات -قاعات المعرفة والتقدم في ألمانيا- أصبحت جزئيا فخاخا مرعبة للطلاب اليهود والإسرائيليين".
وتابع "يخشى اليهود والإسرائيليون التجول والتعريف بأنهم يهود بحرية في شوارع ألمانيا، حتى عندما كنت سفيرا في بريطانيا واجهت معاداة السامية، ولكن بالتأكيد ليس على هذا النطاق والشدة".
وأردف "والأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن معاداة السامية أصبحت مشروعة تقريبا، من شخص هامشي إلى صالونات النخبة، من اليمين واليسار".
وحذر من أن "معاداة السامية متفشية في جميع أنحاء أوروبا".
وتريد إسرائيل من العالم تحريم انتقاد ممارساتها ضد الفلسطينيين باعتبارها "معاداة للسامية"، وهو ما لا تقبل به أوروبا ولا حتى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويفرض هذا الأمر تحديا كبيرا على «الموساد»، الذي بالتأكيد لن تسمح له الدول بالعمل على أرضها ضد من يعتبرهم «معادين للسامية».
واستنادا إلى تقارير إسرائيلية، فإن «الموساد» يرصد تحركات ضد إسرائيليين ومؤسسات إسرائيلية في الخارج ويوصل هذه المعلومات إلى السلطات المحلية للتحرك.
ولكن المدى الواسع للمعارضة العالمية للحرب الإسرائيلية على غزة قد يفرض على «الموساد» تكثيف عمليات الرصد في كل العالم، خاصة العالم الغربي، وعلى وجه الخصوص أوروبا، لمنع ما تسميه إسرائيل «معاداة السامية».
ويقدر عدد اليهود في أوروبا بنحو مليون ونصف المليون، وهم يرفضون الهجرة إلى إسرائيل، ولكنهم يجدون أنفسهم مضطرين للتخلي عن بعض مظاهرهم الدينية بسبب استمرار الصراع.