هداف تاريخي.. أسطورة بلا شعبية عشقت الظل
اعتادت جماهير كرة القدم الاحتفاء بالأساطير والنجوم الذين مروا على الملاعب وحفروا أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ اللعبة الشعبية.
لكن وسائل الإعلام سارت على خطى المشجعين بالاحتفاء طوال الوقت باللاعبين الذين ارتدوا قمصان الفرق الكبرى حول العالم، والتي تتمتع بشعبية طاغية، دون الالتفات للنجوم الذين بزغوا في أندية أقل شهرة وقوة.
وهناك اسم لمع لسنوات في ملاعب الدوري الإيطالي، لكنه لم يحظ بالتقدير المناسب لمكانته التي أثبتها مرارا، وهو المهاجم الأسبق أنطونيو دي ناتالي.
وُلد دي ناتالي بمدينة نابولي الإيطالية يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1977، وقد بدأ مسيرته الكروية في ناشئي نادي إمبولي .
رحلة المهاجم الإيطالي الأسبق بدأت مع إمبولي عام 1994، وسرعان ما تم تصعيده للفريق الأول بعد سنتين فقط.
واستمر دي ناتالي على ذمة النادي الإيطالي حتى عام 2004، لكن تلك الفترة تخللها خروجه على سبيل الإعارة لـ3 أندية مختلفة.
وعلى مدار مسيرته مع إمبولي، خاض دي ناتالي 177 مباراة، سجل خلالها 55 هدفا بكافة البطولات، ليجذب أنظار نادي أودينيزي، الذي تحرك لضمه بعد هبوط فريقه للدرجة الثانية.
نقطة تحول
انتقال دي ناتالي إلى أودينيزي أصبح نقطة تحول بالنسبة له وللنادي، الذي استطاع التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد موسم واحد على وصول اللاعب.
وتصاعد معدل دي ناتالي التهديفي مع أودينيزي في كل موسم حتى نجاحه في تسجيل 29 هدفا بالدوري الإيطالي عام 2010، وهو أفضل سجل له على الإطلاق في المسابقة.
في ذلك الموسم (2009-2010) سجل دي ناتالي 54% من إجمالي أهداف فريقه في الكالتشيو، وقد نجح حينها في تجاوز رقم الألماني أوليفر بيرهوف القياسي، بإحرازه أكبر عدد من الأهداف مع أودينيزي في موسم واحد.
ونجح صاحب الـ44 عاما في التتويج هدافا للكالتشيو مرتين متتاليتين في موسمي 2009-2010 و2010-2011 برصيد 29 و28 هدفا على الترتيب.
هداف تاريخي
نهاية موسم 2009-2010 شهدت تجاوز دي نالتالي حاجز الـ100 هدف في الدوري الإيطالي، قبل أن يحصد جائزتي لاعب العام واللعب النظيف.
وكان دي ناتالي حينها على مقربة من انتزاع الحذاء الذهبي الأوروبي، لكنه حل ثانيا في قائمة هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى، خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة الإسباني آنذاك.
وكلل دي ناتالي مسيرته مع أودينيزي، التي دامت 12 عاما، بانتزاعه لقب الهداف التاريخي للنادي برصيد 227 هدفا، بفارق هائل عن وصيفه.
وبشكل عام، استطاع دي ناتالي أن ينهي مسيرته وفي جعبته 300 هدفا سجلها خلال 686 مباراة على مدار مسيرته مع الأندية، فضلا عن 11 هدفا دوليا مع منتخب إيطاليا في 42 مباراة.
عاشق الظل
رغم قدراته التهديفية العالية، إلا أن دي ناتالي لم يحظ بهالة وشهرة عالمية توازي مسيرته الرائعة، خاصة وأنه لم يلعب أبدا لأحد الكبار في إيطاليا.
وفضل دي ناتالي إمضاء جُل مسيرته بقميص أودينيزي دون تغييره، رغم محاولات يوفنتوس المستمرة لنيل توقيعه، التي قوبلت برفض تام من اللاعب نفسه.
ودفع المهاجم الإيطالي المعتزل ثمن قراره بعدم رتداء قميص أي من كبار إيطاليا، مما جعله لا يحظى بشعبية مماثلة للاعبين أقل منه قوة فوق العشب الأخضر.
وأسدل الستار على مسيرة دي ناتالي بعيدا عن أضواء الشهرة التي استحقها لسنوات قبل اعتزاله بعمر 39 عاما، دون أن يظفر بأي لقب مع الأندية أو المنتخب الإيطالي، رغم أنه كان قريبا من حمل كأس يورو 2012 قبل الخسارة من إسبانيا في النهائي.