قرقاش: توقف التدخل الإيراني ضرورة ولا بديل عن العمل الجماعي لمحاربة الإرهاب
أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإمارتي للشؤون الخارجية أن أمريكا تلعب دورا أساسيا في تشكيل النظام العالمي الحالي.
أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أن أمريكا تلعب دورا أساسيا في تشكيل النظام العالمي الحالي، وأوضح في مداخلة خلال فعاليات اليوم الأول من جلسات "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث 2016" الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي و"مجلس الأطلسي" ويستمر يومين في قصر الإمارات بأبوظبي، أننا محاطون بنظام عالمي مائع وبحاجة لتوحيد واستقرار .
وتابع: "لا نعرف حتى الآن كيف ستؤثر السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية على منطقتنا، ولكن يمكننا التأكد من شيء واحد: تبقى ارتباطات أمريكا أساسية لتحقيق الاستقرار والسلام والنظام العالمي المستقر". ودعا لوجود دور فعال للأمم المتحدة لحل المشاكل الإقليمية، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك تماما أهمية العمل مع شركائنا وأصدقائنا لتخفيف حدة التوتر بالمنطقة.
واستطرد قائلا: "نتيجة لذلك، نتفق مع الرأي القائل بأنه يجب أن يكون هناك دور متزايد في تقاسم الأعباء لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأضاف أنه لا يوجد بديل لمعالجة أزمات المنطقة بشكل مباشر لتجنب الآثار المتولدة عن التطرف وعدم الاستقرار وتحريض الدول والمجتمعات المدنية.
وتابع: "يجب اتخاذ قرارات صعبة، والعمل الجماعي، والبحث المتواصل عن الحلول التي تمكننا من الخروج من دوامة الفتنة وعدم الاستقرار".
وأوضح الدكتور أنور قرقاش أن المجتمع الدولي لا يمكنه مجرد إدارة الأزمات في الشرق الأوسط، بل يجب أن يتحول تركيزنا إلى القرار، مشيراً إلى أن الفشل في اتخاذ القرار المناسب أدى إلى عواقب وخيمة، كما في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلى صعيد اليمن وليبيا، أشار وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أنه رغم الصعوبات فهناك آليات إيجابية للتوصل إلى حل سياسي، ويجب العمل بشكل جماعي لتحقيق الحل، مؤكداً أن دولة الإمارات تعمل مع شركائها في هذا الإطار، مضيفاً أن الأمم المتحدة طرحت خارطة واقعية لحل أزمة اليمن.
في حين أن وسيلة الخروج من الفوضى الحالية في ليبيا تتمثل في الالتزام بالاتفاق السياسي الذي تم توقيعه في الصخيرات، مؤكداً أن الإمارات تبذل الجهود لتسهيل الحوار بين الأطراف الليبية.
أما فيما يتعلق بالأزمة السورية، فأوضح قرقاش أنه لا يمكن للعالم والمنطقة أن يتخليا عن مسئولياتهما في سوريا، والأمر يتطلب مضاعفة الجهود، إلا أن ما يعيق الحل هو اعتقاد النظام والسياسة الجغرافية بأنهما يستطيعان تحقيق نصر عسكري، علماً أن الآفاق السياسية غير مشجعة.
وبشأن محاربة الإرهاب، قال أنور قرقاش إن دولة الإمارات تلتزم بالقضاء على التطرف والإرهاب، موضحاً أن فكرة الربط بين الإيديولوجيات المتطرفة والأعمال الإرهابية تتمثل في رابط واضح واحد لا يمكننا أن نواجه أحدها دون الآخر، مؤكداً أنه من المطلوب التحكم بالتدفقات المالية وتفكيك الفكر المتطرف، كون الإمارات عضواً نشطاً في التحالف العالمي لمكافحة داعش وتدعم جهود المجتمع الدولي لتقويض وتدمير داعش.
عراقياً، قال قرقاش إن معركة الموصل نقطة حاسمة، معبراً عن قلقه من العنف الطائفي ضد الأبرياء في العراق، ما يعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار، مطالباً بجهود المجتمع السنّي لقيام دولة موحدة خالية من الخطابات الطائفية.
وتابع قرقاش قائلاً: "ستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة المساهمة في حل جهود الصراع، ومن المهم معالجة القضايا الأساسية التي تقود الفوضى في المنطقة".
وشدد على ضرورة توقف إيران عن التدخل في شؤون الدول العربية، خاصة أن تمويلها المالي دعّم عدم الاستقرار في اليمن والبحرين ولبنان وسوريا والعراق، وعكس السياسة العدوانية الإيرانية.
وأكد قرقاش أن الاتفاق النووي الإيراني كان فرصة تاريخية لإيران في أن تستغله في نهج البناء والاحترام تجاه جيرانها العرب لكنها اختارت التوسع السياسي الطائفي والتوتر الإقليمي.
وشدد على ضرورة الحاجة إلى مركز عربي معتدل وموحد في رسالته لنشر الاستقرار في المنطقة، وهذا يتطلب دورا قياديا من المملكة العربية السعودية ومصر، على حد تعبيره.
وأضاف "يجب علينا التفكير بإبداع لخلق نظام عربي إقليمي يمكننا من الخروج من هذه الفوضى، ولا يوجد بديل أقرب من التعاون والتنسيق مع الدول العربية المعتدلة.
واختتم حديثه بأن الإمارات تفخر بما حققته بعدما أصبحت مركزا تجاريا عالميا وقائدا اقتصاديا من خلال الاستثمار في الشعب والرؤية البعيدة والمجتمع المبدع.
وأكد أن الإمارات ستواصل الترويج للثقافات العالمية والتسامح الديني ودعم حقوق المرأة والشباب، والنظر للخارج لرؤية التقدم في الدول العربية المجاورة.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز