ميشال عون.. هل يقود الرئيس اللبناني حملة "تبييض سمعة" حزب الله؟
لم تهدأ ثورة الشارع السياسي اللبناني بعد تصريحات رئيس البلاد، ميشال عون، المدافعة عن حزب الله اللبناني، رغم مرور ٢٤ ساعة على نشرها.
وادعى عون، خلال مقابلة مع صحيفة "لا ربوبليكا" الإيطالية، نشرت أمس، أن "حزب الله حرر الجنوب اللبناني من إسرائيل، وهو مكون من لبنانيين من الجنوب، ولم يرتكب أي عمل إرهابي".
ولفت الرئيس اللبناني إلى أنه "عندما يحرر لبنان أراضيه لن تبقى هناك من مشاكل لوضع حد للنزاع العسكري، وبدء مسار مفاوضات السلام مع إسرائيل".
تلك التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة وقوية في الشارع السياسي اللبناني، وسط رفض كبير لكلمات وعبارات الرئيس، وتصدره مشهد الدفاع عن المليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيا.
وتحت عنوان "عون سفير "الحزب" للنوايا الحسنة"، في إشارة إلى حزب الله، كتب موقع حزب القوات اللبنانية، الأربعاء، "عاد رئيس الجمهورية ميشال عون من روما فجراً إلى بيروت بعد زيارة حافلة في تلميع وتبييض وتشميع صورة حزب الله".
وتابع أن عون "أظهر نفسه مبعوثاً دولياً للحزب خلال التصاريح التي أدلى بها، والتي تتعارض تماماً مع الدور الذي يجب أن يقوم به رئيس الجمهورية كحام للدستور، وإذ به ينسف الأخير كعادته، متناسياً ممارسات “الحزب” (حزب الله) في البلد".
وجاءت تصريحات عون فيما يواجه حزب الله عاصفة قوية في أوروبا، إذ صنفته بريطانيا وألمانيا والنمسا إرهابيا بشكل كامل، وتخلت هذه الدول عن التفرقة بين جناحيه السياسي والعسكري، وتشدد إجراءات التعاطي مع شبكات تمويله في الأراضي الأوروبية.
كما رفض القوات اللبنانية، تصريحات عون، بأن حزب الله لا يملك تأثيرا أمنياً في الداخل اللبناني وأنه مكون من المكونات اللبنانية.
وأوضح موقع "القوات اللبنانية": "تغاضى عون عن ارتكابات الحزب، ونسي بأن المحكمة الدولية اتهمت أعضاء الحزب باغتيال رفيق الحريري".
ونقل الموقع عن مصادر سياسية لم يسمها، أن مواقف عون فيما يتعلق بحزب الله وتصريحاته الأخيرة عن كون الأخير مكونا لبنانيا لم يستعمل سلاحه في تهديد الأمن الداخلي للبلاد، "تتعارض مع الواقع ومع ارتكابات وممارسات حزب الله، واستقوائه على باقي الأطراف السياسيين الذين يرفضون بقاء سلاحه غير الشرعي متفلتا من أي ضوابط شرعية، أو بمصادرة الحياة السياسية وتهديد اللبنانيين الذين يعارضونه".
عاصفة قوية
موقف القوات اللبنانية يعد جزءا من عاصفة غضب قوية ضد عون منذ أمس، بعد تصريحاته ودفاعه المستميت عن حزب الله الإرهابي خلال زيارته الرسمية لروما.
وأمس، قال رئيس "حركة الاستقلال" النائب المستقيل ميشال معوض: "أستغرب أن يصدر عن رئيس للجمهورية وقائد سابق للجيش ما سمعناه من كلام مُستنكر للرئيس ميشال عون من الفاتيكان".
وأضاف، عبر حسابه على "تويتر": "نؤكد أن لا حماية للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً إلا بالدولة حصراً، كما نُصرّ على أن لبنان بات أسير الهيمنة الإيرانية بفعل سلاح حزبها في لبنان ولكننا سنواجه".
بدوره قال النائب المستقيل نديم الجميّل في تغريدة له عبر تويتر: "اغتيال قيادات لبنانية، قمة الإرهاب!".
وأضاف: "قتل ضابط في الجيش قمة الإرهاب!.. الهيمنة على الدولة والمؤسسات وتدميرها، قمة الإرهاب! .. غزوة بيروت في ٧ أيار، وغزوة عين الرمانة، قمة الإرهاب، ذلك بخلاف الإرهاب والترهيب الفكري!".
وختم: "ميشال عون لا يمثل لبنان… ليس إلّا موفد المليشيا الإرهابية وبوقها!"، بحسب وصفه.
"السلام قبل السلاح"
أما النائب زياد الحواط فقد عبر حسابه على "تويتر": "حزب الله يجاهر بتمويله ويفتخر أنه يتبع ولاية الفقيه الإيراني".
أضاف: "هل تذكر 7 أيار وعين الرمانة وشويا وخلدة؟ فخامة الرئيس، حزب الله قرر نيابة عن الدولة اللبنانية واللبنانيين القتال في سوريا والعراق واليمن وأدخل لبنان في عزلة عربية ودولية".
وتابع: "لا نريد حزبا مسلحا يمسك بقرار الحرب والسلم. لا نريد أن نحرر القدس. نريد أن نعيش بسلام واستقرار"، مضيفا: "في 15 أيار (مايو) سيقترع اللبنانيون للحق وينبذون الباطل"، في إشارة لموعد الانتخابات النيابية في البلاد.
وزار عون، مقر الفاتيكان الإثنين الماضي، والتقى البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، كما التقى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
aXA6IDE4LjExNi40MC41MyA= جزيرة ام اند امز