السعودية ولبنان.. حراك دبلوماسي يحيي أمل بيروت بعودة العلاقات
أثار الحراك الدبلوماسي السعودي تجاه لبنان أملا في بيروت بشأن إمكانية عودة العلاقات إلى سابق عهدها.
واليوم الثلاثاء، رحّبت وزارة الخارجية السعودية "بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من نقاط إيجابية".
وكان ميقاتي أكد التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، مشدداً على "ضرورة وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمسّ سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وأمنها واستقرارها، والتي تنطلق من لبنان".
وقالت الخارجية السعودية في بيان مقتضب: "نأمل بأن يُسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربيًا ودوليًا".
وأكدت الوزارة على "تطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار".
وتعليقاً على موقف الخارجية السعودية غرّد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "لم يكن لدي أدنى شك أن قلب مملكة الخير مع لبنان وأن الشعب اللبناني في ضمير قيادتها، كلنا ثقة أن المملكة العربية السعودية ستكون كما دائما إلى جانب لبنان العربي المتمسك بالشرعية العربية التي تضمن الأمن والأمان والاستقرار لكافة الدول العربية".
وأضاف: "لا يسعني إلا أن أكرر التأكيد على وقوفي صامداً أمنع كل محاولات تصدير الأذى إلى الأشقاء، وكل تعرض لفظي أو فعلي لأي من دول الخليج العربي، دول الخير والبركة. يبقى لبنان دائما بلد الوفاء".
وكان السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري غرد عبر حسابه على "تويتر": "الهُدْهُدُ صاحبُ النبأِ اليَقِين… سفيرُ نبيِّ اللَّهِ سُليْمَانَ إلى مَلِكَةِ سَبَأ ورسالتهُ؛ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ".
وبات معروفاً اعتماد البخاري الدبلوماسية الرمزية خاصة في توجيه الرسائل، فيما رأى مطلعون أن اختيار سفير المملكة العربية السعودية لقصة عودة هدهد الملك سليمان برسالة إلى مملكة سبأ تؤكد قرب عودته إلى بيروت مع ضرورة التنبه للرسالة التي سيحملها للبنان.
وفي هذا السياق اعتبر رئيس تحرير موقع لبنان الكبير، والمتابع للعلاقة اللبنانية السعودية محمد نمر أن "البيان الذي صدر عن المملكة العربية السعودية يحمل الكثير من الرسائل".
وقال لـ"العين الإخبارية": "أن هذا البيان جاء كرد إيجابي على بيان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وليس الحكومة بالكامل، ولا شك أن رئيس الحكومة يمثل حكومته لكن البيان السعودي خصص رده ليكون موجها إلى الرئيس ميقاتي".
وأضاف: "البيان جاء مقتضباً بحجمه ويظهر إيجابية توجهت بها المملكة للحكومة والقوى السياسية وتحمل رسالة بأن مضمون البيان إيجابي لكنه يحتاج أفعالا وليس أقوالا".
وتابع: "البيان تحدث عن نقاط إيجابية ووفق معلوماتي أن النقاط المشار إليها في بيان ميقاتي تتمثل ببند وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تنطلق من لبنان وتمس سيادة الخليج. والثانية الالتزام بما تضمنته بنود المبادرة الكويتية وبكل قرارات جامعة الدول العربية".
وبحسب نمر فإن مجلس التعاون الخليجي سيعقد جلسة في 27 مارس/آذار الجاري على مستوى وزراء الخارجية وسيكون الملف اللبناني أساسيا في الجلسة حيث سيتم تقييم مدى التزام لبنان بمقتضيات بيان الحكومة اللبنانية ومدى التزامه ببيان قمة جدة وبالمبادرة الكويتية ويبنى على الشيء مقتضاه."
وقال نمر أيضاً: "تزامنا مع هذه الإيجابية يواصل صندوق المساعدات طريقه للنهايات ومن المفترض أن يعقد اجتماعا سعوديا فرنسيا غدا الأربعاء لبحث آليات العمل بتوزيع المساعدات وهي إنسانية تنموية وتعليمية وغذائية وطبية، وإذا سارت الأمور في العلاقة على أكمل وجه فمن المتوقع أن توقع اتفاقية في بيروت بين الجهات المانحة للمساعدات وعلى رأسها السعودية وبين الجمعيات العربية واللبنانية والعالمية المشهود لها بمصادقيتها، وستتم العملية بإشراف مركز الملك سلمان للإغاثة والجهات الفرنسية".
وشدد نمر على أنه "على حزب الله أن يدرك أن لبنان عربي ولا يمكن ضرب هويته أو سلخه عن حضنه العربي، وأن العدوان الإيراني وتدخل حزب الله في الدول العربية تسبب بعزلة لبنان وليس هناك سوى العرب والسعودية خصوصا التي يشهد لها التاريخ بوقوفها إلى جانب لبنان في محنه".
وسحبت السعودية سفيرها من لبنان على خلفية تصريحات مسيئة بحقها أطلقها وزير الإعلام السابق في حكومة ميقاتي، فيما دخل حزب الله على خط الأزمة وعمل على تعميق الخلاف بممارسات وتصريحات استفزازية.