وداعا «تيتان».. «نيويورك تايمز» تكشف كواليس فشل مشروع سيارة أبل
كشفت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها أن فشل مشروع إنتاج السيارات الكهربائية الخاص بشركة أبل، كان بالفعل محل توقع من موظفي الشركة، والذي كان يحمل الاسم الرمزي "تيتان".
وشهد مشروع سيارة أبل وجهات نظر متضاربة بين القادة حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه سيارة أبل، فقد بدأت كمركبة كهربائية من شأنها أن تنافس شركة تسلا وتحولت إلى سيارة ذاتية القيادة لمنافسة شركة وايمو التابعة لشركة غوغل.
وعندما أعلن المسؤولون التنفيذيون أن المشروع قد تم إيقافه، وأنه تم إعادة تعيين العديد من أعضاء الفريق للعمل على الذكاء الاصطناعي كانت شركة أبل قد أنفقت أكثر من 10 مليارات دولار على المشروع، وعادت السيارة إلى بداياتها كمركبة كهربائية ذات ميزات مساعدة في القيادة تنافس سيارة تسلا.
ونقل التقرير عن 6 أشخاص عملوا في المشروع على مدار العقد الماضي، قولهم إن زوال مشروع السيارة كان بمثابة شهادة على الطريقة التي سعت من خلالها الشركة لتطوير منتجات جديدة في السنوات التي تلت وفاة ستيف جوبز في عام 2011، حيث قام بهذا الجهد أربعة قادة مختلفين وتم إجراء جولات متعددة من عمليات تسريح العمال لكنها فشلت بسبب صعوبة تطوير البرمجيات لسيارة ذات ميزات القيادة الذاتية.
وعندما أطلقت شركة أبل مشروعها للسيارات عام 2014، كان ذلك وسط رغبة من المستثمرين والمديرين التنفيذيين والمهندسين والشركات في تحقيق السيارة ذاتية القيادة، وذلك بعد أن بدأت شركة غوغل في اختبار النماذج الأولية على الطرق العامة في كاليفورنيا وبالتالي فقد اعتبروا أن أبل لا تريد أن تتخلف عن الركب.
مشروع جديد
وفي ذلك الوقت، كانت أبل قد انتهت للتو من إنتاج ساعة أبل وكان العديد من المهندسين قلقين بشأن بدء العمل على شيء جديد ووافق تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة على مشروع السيارة جزئيا لمنع ذهاب المهندسين إلى شركة تسلا.
كما كانت شركة أبل في ذلك الوقت أيضا بحاجة إلى إيجاد طرق جديدة لتوسيع أعمالها. وكانت الشركة تتوقع أن تتباطأ مبيعات أجهزة آيفون في السنوات التالية. ومن ثم، فقد اعتبرت أبل أن صناعة السيارات يمكن أن تساعد شركة أبل التي كانت في ذلك الوقت تبلغ قيمة أعمالها حوالي 200 مليار دولار.
حقائق قاسية
ووفقا للتقرير، فإنه على الرغم من حصول فريق إنتاج سيارة أبل على ثقة من الرئيس التنفيذي للشركة، إلا أنهم كانوا يعلمون أنهم يواجهون حقائق قاسية. ووفقًا للموظفين الستة المطلعين على المشروع، فإنه حتى لو تم طرح سيارة أبل في السوق، فمن المرجح أن تباع بما لا يقل عن 100 ألف دولار وستظل تحقق أرباحًا ضئيلة للغاية مقارنة بالهواتف الذكية وسماعات الأذن. وكذلك سوف يستغرق الأمر سنوات حتى تستطيع منافسة سيطرة شركة تسلا على السوق.
وأجرت الشركة بعض المناقشات مع إيلون ماسك حول الاستحواذ على شركة تسلا، وفقًا لشخصين مطلعين على المحادثات ولكن في نهاية المطاف، قررت أن بناء سيارتها الخاصة أمر منطقي أكثر من شراء ودمج شركة أخرى.
وأنفقت شركة أبل، التي كان لديها في ذلك الوقت 155 مليار دولار نقدًا، بسخاء لتوظيف مئات الأشخاص من ذوي الخبرة في التعلم الآلي، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وغيرها من القدرات الحاسمة لصنع سيارة ذاتية القيادة.
وتكون فريق السيارة من أكثر من 2000 موظف وضم مهندسين عملوا في وكالة ناسا وقاموا بتطوير سيارات السباق لبورشه.
وطورت المجموعة مجموعة من التقنيات الجديدة، بما في ذلك الزجاج الأمامي الذي يمكن أن يعرض الاتجاهات خطوة بخطوة، وفتحة سقف تحتوي على بوليمر خاص لتقليل حرارة الشمس.
وقام فريق من المصممين برسم مفاهيم لسيارة تبدو وكأنها حافلة صغيرة أوروبية مثل سيارة فيات مالتيبلا 600، التي تحتوي على ستة نوافذ وسقف منحني. ولم يكن بها عجلة قيادة ويمكن التحكم بها باستخدام مساعد أبل الافتراضي سيري.
اختلافات في الرؤى
لكن بعد عامين فقط من العمل، كان من الواضح أن عملية إنتاج السيارة في أزمة بحلول عام 2016، حيث غادر زاديسكي شركة أبل، وأخبر خليفته، بوب مانسفيلد، الفريق العامل في المشروع أنهم سيحولون تركيزهم من بناء سيارة إلى بناء برامج سيارات ذاتية القيادة، حسبما قال ثلاثة أشخاص مطلعين على هذا التحول.
وحصلت شركة أبل على تصاريح من كاليفورنيا لبدء اختبار قيادة سيارات متعددة الاستخدامات المجهزة بأجهزة استشعار وأجهزة كمبيوتر. كما أجرت مناقشات مع شركات صناعة السيارات قبل إبرام صفقة مع شركة فولكسفاغن لتوفير شاحنات نقل لحافلات مكوكية ذاتية القيادة في حرم شركة آبل.
وقام دوج فيلد، المدير التنفيذي السابق لشركة تسلا، والذي تولى المشروع خلفا لمانسفيلد، بتسريح أكثر من 200 موظف في المشروع بينما كان يركز على الجهود المبذولة لبناء نظام القيادة الذاتية. ثم قام كيفن لينش، الذي خلفه في السنوات الأخيرة، بعكس خطط الشركة وعاد إلى فكرتها الأصلية المتمثلة في صنع سيارة كهربائية.
وأشاد الأشخاص الذين عملوا في المشروع بقرار إغلاقه، قائلين إن التكنولوجيا التي تقف وراء الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون ذا قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة لمستقبل أعمال هاتف آيفون بالغة الأهمية للشركة.