عمالقة التكنولوجيا في مواجهة سياسات ترامب التجارية.. أبل تتحدى الرسوم الجمركية الجديدة
يزور الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك الصين للمرة الثالثة على الأقل هذا العام، حيث تستعد شركة التكنولوجيا العملاقة لسياسات التعريفات الجمركية المقترحة من قِبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب وتأثيرها على التجارة العالمية المحتمل.
وتحاول الشركة تجنب أكبر قدر من الأضرار قبل بداية ولاية ترامب الثانية بشكل رسمي.
ووفق "بيزنس إنسايدر"، انضم كوك إلى أكثر من 20 من كبار المسؤولين التنفيذيين يوم الإثنين للمناقشة على مائدة مستديرة مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ قبل مؤتمر سلسلة التوريد الذي يستمر خمسة أيام في بكين، وفقًا لتقرير بلومبرغ.
وحسب بلومبرغ، ركزت المناقشة على قضايا سلسلة التوريد والتجارة، وتعتبر أول طاولة مستديرة رفيعة المستوى بين مسؤول كبير في بكين وشركات أجنبية منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر.
وتستعد الشركات في جميع أنحاء العالم لسياسات التعريفة الجمركية المقترحة من قبل الرئيس المنتخب.
وسبق أن قال ترامب إنه سيقدم تعريفة بنسبة 60٪ على السلع الصينية وضريبة لا تقل عن 10٪ على السلع المستوردة من أي دولة أخرى.
وتعد الصين واحدة من أكبر منتجي أبل وأهم الأسواق العالمية للهواتف الذكية، وأشارت تقديرات سابقة إلى أن أكثر من 95٪ من هواتف آيفون، وAirPods، وأجهزة Mac، وأجهزة iPad مصنوعة في الصين.
وقال كوك عن شركاء أبل في الصين في مقابلة نُشرت يوم الإثنين بواسطة حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بتلفزيون الصين المركزي، "أقدرهم كثيرًا، لا يمكننا أن نفعل ما نفعله بدونهم".
كما كانت أبل تكافح تباطؤ المبيعات في الصين على مدار العام الماضي مع حصول المنافسين المحليين مثل هواوي على حصة سوقية أكبر.
أيضاً واجهت ضغوطًا من الحكومة الصينية حيث طُلِبَ من الموظفين عدم استخدام هواتف آيفون في العمل، ونفت الحكومة هذه التقارير سابقًا.
وقام كوك بثلاثة زيارات عامة على الأقل في الصين هذا العام لإظهار التزامه بالبلاد، وكان سابقًا في بكين الشهر الماضي لمناقشة زيادة الاستثمار في الصين.
وبحسب "سي إن إن"، وعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم أمس الإثنين بزيادة هائلة في التعريفات الجمركية على السلع القادمة من المكسيك وكندا والصين بدءًا من اليوم الأول لإدارته، وهي السياسة التي قد تزيد بشكل حاد من التكاليف للشركات والمستهلكين الأمريكيين.
وقال ترامب إن هذه الخطوة ستكون ردًا على الهجرة غير الشرعية و"الجريمة والمخدرات" القادمة عبر الحدود.
وذكر ترامب في تصريحاته "في العشرين من يناير/كانون الثاني، كواحد من العديد من أوامري التنفيذية الأولى، سأوقع على جميع الوثائق اللازمة لفرض تعريفة جمركية بنسبة 25٪ على المكسيك وكندا على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة، وحدودها المفتوحة السخيفة".
ونشر ترامب هذه التصريحات على منصة Truth Social الخاصة به، والتي جاء بها أيضا "ستظل هذه التعريفة سارية المفعول حتى الوقت الذي تتوقف فيه المخدرات، وخاصة الفنتانيل، ويتوقف عزو جميع الأجانب لبلدنا".
وقال ترامب إن جيران أمريكا يمكنهم "حل هذه المشكلة الطويلة الأمد بسهولة".
وبالمثل، قال ترامب إن الصين ستواجه تعريفات جمركية أعلى على سلعها، بنسبة 10٪ فوق أي تعريفات موجودة، حتى تمنع تدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة.
ويرى خبراء بحسب "سي إن إن"، إن الرسوم الجمركية العقابية، إذا تم إقرارها، يمكن أن تسبب دمارًا كبيرًا في سلاسل التوريد الأمريكية والصناعات التي تعتمد على السلع من أقرب شركاء التجارة للبلاد.
وقال كارل شاموتا، كبير استراتيجيي السوق في شركة كورباي كروس بوردر سوليوشنز، "إن التدابير المقترحة من ترامب يمكن أن تضرب عددًا من القطاعات الصناعية الاستراتيجية الأمريكية بشدة، وتضيف ما يقرب من 272 مليار دولار سنويًا إلى الأعباء الضريبية، وترفع أسعار السلع، وترفع أسعار الفائدة، وتضعف القوة الشرائية في قطاع الأسر الضعيف بالفعل".
وبعد تصريحات ترامب أمس، انخفض الدولار الكندي بنسبة 1.2٪ مقابل الدولار الأمريكي، وانخفض البيزو المكسيكي بنسبة 2٪ مقابل الدولار، كما تم تداول اليوان الصيني، على الرغم من سيطرته من قبل الحكومة، أعلى - فوق 7.6٪ - في الأسواق الخارجية.