شعبية أبل وجوجل تجلب لهما المتاعب والمكاسب
باتت شركتا أبل وجوجل هدفا للحصار لدى بعض الدول نظرا لشعبيتهما الكاسحة على شبكة الإنترنت وقوة تأثيرهما.
وخضعت أبل وجوجل لمطلب موسكو بسحب تطبيق للمعارضة من منصتيهما، وأزالت المجموعتان تطبيقًا للهاتف المحمول صممته حركة المعارض المسجون أليكسي نافالني لإبلاغ الناخبين بأسماء المرشحين المعارضين للرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت ناتاليا كرابيفا، محامية التكنولوجيا لدى جمعية "أكسس ناو" غير الحكومية، إن "متاجر التطبيقات هي الحدود الجديدة للرقابة، إننا نشهد هجومًا جديدًا على الحقوق الرقمية، طريقة جديدة لتقويض أمن البنية التحتية وحرية التعبير. هذا مقلق جدًا".
وضع أنصار نافالني استراتيجية تُعرف باسم "التصويت الذكي" تهدف إلى دعم المرشح الأوفر حظًا في مواجهة مرشح حزب روسيا الموحدة الحاكم، فالتطبيق يتيح معرفة المنافس الذي ينبغي اختياره في كل دائرة انتخابية. في الماضي، حقق هذا النهج بعض النجاح، خاصة في موسكو في عام 2019.
- حذف "تطبيق نافالني".. الكرملين ينتصر بمعركته ضد أبل وجوجل
- 37 مدعيا عاما أمريكيا يقاضون جوجل.. والسر "أندرويد"
لكن الضغوط اشتدت في الأسابيع الأخيرة. وغرمت المحاكم الروسية فيسبوك وتويتر وجوجل لرفضها إزالة المحتوى واتهمت موسكو جوجل وأبل "بالتدخل في الانتخابات".
لكن حتى ذلك الحين، كانت الشركات تقاوم. وقالت كرابيفا بأسف "هذه سابقة كارثية للعالم بأسره، وليس لروسيا فقط".
ويرى بعض النشطاء أن المشكلة ما كانت ستكتسي كل هذا الحجم لو أن أبل وجوجل لم تكونا مهيمنتين.
فمنصة أندرويد التابعة لجوجل تمثل 85% من تدفق الإنترنت عبر الهواتف الجوالة في العالم بينما تمثل منصة أبل نحو 15%، لذلك، عندما تتنازلان عن فضائهما، فإنهما تتنازلان عن الفضاء كله.
علاوة على ذلك، لا تسمح أبل بتنزيل تطبيقات من خارج متجرها "آبل ستور".
قال إيفان غرير من جمعية "فايت فور ذا فيوتشر" المدافعة عن حقوق الوصول إلى الإنترنت "إن الأداء الاستبدادي لمنصة أبل يجعل من السهل على الأنظمة الاستبدادية القضاء على المبادرات الديموقراطية".
صمت
ويحذر مراقبون من أن الأساليب التي لجأت إليها روسيا قد تلهم دولًا أخرى لتحذو حذوها.
وقالت ناتاليا كرابيفا إن جوجل وأبل لديهما مسؤوليات انطلاقًا من حضورهما الواسع، مبدية أسفها لأنهما لم تعبرا عن موقفيهما بشكل رسمي، وتركتا السلطات الروسية تنعم بانتصارها عليهما.
وكتبت على تويتر "يجب أن تقولا الحقيقة: الأوامر التي تلقتاها تنتهك القانون الدولي ونُفذت بالإكراه. إنهما تتعرضان لهجوم من الحكومات الاستبدادية، لكن يجب ألا تنسيا أن ملايين المستخدمين يعتمدون عليهما".
وقامت كل من "تيك توك" و"جوجل" بسداد غرامات تصل إلى ما يقارب 84 ألف دولار في روسيا.
المكاسب
وأعلنت شركة "ألفابت"، الشركة الأم لشركة جوجل، عن تحقيق أرباح قياسية للربع الثانى على التوالى وإعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار، لكنها حذرت من أن زيادة الاستخدام ومبيعات الإعلانات أثناء الوباء قد تتباطأ مع استئناف الأشخاص للأنشطة الشخصية.
كما ارتفع إجمالي إيرادات "أبل" 36.4 بالمئة على أساس سنوي إلى 81.43 مليار دولار في الربع الثاني، وهو ما يفوق توقعات المحللين البالغة 73.30 مليار دولار.
وبلغت الأرباح 21.74 مليار دولار، أو 1.30 دولار للسهم، متجاوزة التقديرات البالغة 1.01 دولار للسهم.
aXA6IDMuMTM2LjI1LjI0OSA= جزيرة ام اند امز