"كذبة أبريل" تدك فولكسفاجن.. الصحافة الغاضبة تعاقب "الألمانية السمجة"
تحولت "كذبة أبريل" التي أطلقتها فولكسفاجن من مجرد "مزحة" معتادة في مثل هذا التوقيت من العام إلى ما يشبه "الجريمة" التي تستوجب العقاب.
وقبل أيام، أعلن الفرع الأمريكي لشركة "فولكسفاجن" الألمانية للسيارات، تغيير اسمه إلى "فولتسفاجن أوف أمريكا" تأكيداً لتحوّله إلى السيارات الكهربائية.
- فولكسفاجن أصبحت "فولتسفاجن".. حقيقة أم كذبة أبريل؟
- نازية وعنصرية.. إعلان غير لائق يفتح سجل الدعاية السوداء لفولكسفاجن
- مفاوضات الأجور تهدد شاحنات فولكسفاجن
ورغم كشفها لاحقا أن الأمر مجرد مزحة على طريقة "كذبة أبريل"، تسبب الأمر في غضب الصحافة خاصة بعد تلقيها تأكيدات رسمية سابقة على أن الأمر حقيقي.
وبشكل ما، شعرت وسائل الإعلام بأنها تم استغلالها في الترويج لفولكسفاجن بشكل مضلل، الأمر الذي دفعها لاحقا لمعاقبة الشركة على "النكتة السمجة" عبر سرد تاريخها غير المشرف، خاصة فضيحة الانبعاثات التي هزت صورة فولكسفاجن بالأسواق.
اعتذار "غير مقبول"
وبالأمس، أعربت شركة صناعة السيارات الألمانية "فولكسفاجن" الأربعاء عن أسفها لكون خدعة إعلانها اعتماد اسم جديد لها في الولايات المتحدة هو "فولتسفاجن" تجاوزت إطار التسويق التجاري، وتسببت بإرباك للكثير من الصحفيين الذين أبدوا غضبهم.
وأبدت وكالة فرانس برس رفضها الأسلوب الذي اتبعته الشركة، وقد وصفه مدير الأخبار في الوكالة فيل شتويند بأنه "استغلال خطر للغاية للثقة".
وأوضحت "فولكسفاجن" في بيان الأربعاء أن إعلانها الكاذب في اليوم السابق كان عبارة عن "حملة تسويقية".
وقال مدير قسم التواصل في المجموعة كريستوف لودفيغ في بيان مكتوب "نأسف إذا كنا في نظر البعض تجاوزنا هدف الحملة".
وكان الفرع الأمريكي للشركة أعلن رسمياً تغيير اسمه إلى "فولتسفاجن أوف أمريكا" تأكيداً لتحوّله إلى السيارات الكهربائية، لكنه ما لبث أن أوضح بعد ساعات نُشر خلالها الخبر في وسائل إعلام عالمية أن الإعلان لم يكن سوى مزحة في مناسبة الأول من أبريل/نيسان.
وحرصت المجموعة على إعطاء هذا الإعلان طابعاً رسمياً، فنشرت بياناً في هذا الشأن على موقعها الإلكتروني الأمريكي وغيّرت اسم حسابها على "تويتر". حتى إن ناطقين باسم الفرع الأمريكي والشركة الأم في المانيا أكدوا صحة البيان لصحفيين كانوا في الأساس يشككون في هذا الإعلان.
غضب الصحافة
ووجهت وكالة فرانس برس رسالة إلى المجموعة الأربعاء جاء فيها "نحن نتفهم ألا يكون الناطق الرسمي قادراً على تأكيد خبر أو التعليق عليه، لكننا لم نكن نعتقد إطلاقاُ أنه يمكن أن يدلي بتصريحات كاذبة".
وشددت الوكالة في الرسالة على أن "شركات مثل فولكسفاجن يجب ألا تستخدم الصحفيين ووسائل الإعلام الحريصة على الدقة لأغراض التسويق والإعلان".
ورأت أن "هذا استغلال خطر للغاية للثقة وينبغي ألا يتكرر".
وأوضحت "فولكسفاجن" الأربعاء أن "الهدف كان لفت الانتباه" لموضوع مهم بالنسبة إلى المجموعة، وهو التحول نحو المركبات الكهربائية.
ولاحظت أن "العدد الكبير من ردود الفعل الإيجابية على الشبكات الاجتماعية يظهر" أنها حققت "هذا الهدف".
إلا أن انتقادات الصحفيين وتعليقاتهم السلبية كانت كثيرة أيضاً، إذ اعتبروا أن النكتة كانت سمجة من مجموعة تصدرت عناوين وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة بسبب فضيحة المحركات المغشوشة "ديزل جيت"، التي أساءت إلى سمعتها في الولايات المتحدة وكبّدتها مليارات الدولارات.
كذلك أسف آخرون لمشاركة المجموعة في نشر معلومات كاذبة، ورأى المحرر الاقتصادي في صحيفة "يو إس إيه توداي" ناثان بومي في تغريدة أنها "لم تكن مزحة بل كانت خداعاً"، مشيراً إلى أن الشركة أصبحت بذلك جزءاً من "مشكلة المعلومات المضللة".
aXA6IDMuMTMzLjEyOS44IA== جزيرة ام اند امز