حبيب الصايغ: زايد أول المؤسسين للتقارب بين الثقافتين العربية والصينية
الأمين العام للاتحاد العام للأدباء العرب يؤكد أن الشيخ زايد بن سلطان كان من أوائل المؤسسين للتقارب بين الثقافتين العربية والصينية.
أكد حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان من أوائل المؤسسين للتقارب بين الثقافتين العربية والصينية.
جاء ذلك خلال ترؤسه الوفد العربي المشارك في ملتقى التبادل الثقافي العربي الصيني، الذي عقد ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وقال الصايغ، إن" المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله " سعى إلى تدريس وتقريب الثقافة العربية إلى أصدقائنا الصينين في بلادهم عبر إطلاق مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في العاصمة بكين".
وأضاف أن "الصين تعد شريكاً تجارياً واستراتيجياً مهماً لدولة الإمارات العربية المتحدة عبر نهج تعمقه استراتيجياً قيادتنا الرشيدة".
ولفت إلى أهمية هذا اللقاء الذي يتناول الثقافة العربية الصينية وضرورة تعزيز حضور الصين في المنطقة العربية، لما لهذا الأمر من أهمية في تعزيز العمل الثقافي المشترك والدفع به إلى الأمام بوتيرة أسرع مما هي عليه الآن.
وقال: "لدينا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مشروع كبير لترجمة أبرز الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية والعكس صحيح، ويسعدنا كثيراً أن نترجم من خلال هذا المشروع الإبداعات الصينية".
من جانبه، أكد وو شانغ تشي، نائب وزير إدارة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون الصيني، أن التواصل الأدبي بين الصين والدول العربية موغل في القدم وراسخ في الجذور، وفي العصر الحديث بذلت الصين جهوداً مثمرة في تقديم الأعمال الأدبية العربية وترجمتها، إذ تم في القرن العشرين ترجمة ونشر عدد ضخم من أبرز المؤلفات الأدبية العربية ووصل إلى الصين كتاب "ألف ليلة وليلة" منذ ما يزيد عن 100 عام.
وأشار إلى الجهود المشتركة التي بذلتها أجيال متعاقبة من الأدباء والمترجمين والناشرين والباحثين من الصين والبلدان العربية في سبيل حصاد ثمار اليوم من التبادل الأدبي المثير للإعجاب بين الجانبين، والذي أسس لقاعدة متينة واسعة لما صار عليه التبادل الأدبي بين الجانبين حالياً.
وقال إن الهيئة الوطنية للصحافة والنشر والإذاعة و التلفزيون بالصين قامت بتنفيذ عدة مشروعات تمويلية للترجمة تشمل مشروع النشر العالمي للكلاسيكيات الصينية ومشروع عبق الكتب على طريق الحرير وخطة تبادل ترجمة الكتب بين الصين والعالم، والتي ترمي جميعها إلى دعم وترويج الأعمال الصينية المتميزة خارج الصين وتوسيع نطاق ترجمتها ونشرها، حتى يتسنى لشعوب العالم ومن بينها الشعوب العربية الإطلاع على المؤلفات التراثية والمعاصرة المتميزة في الصين.
وأعرب عن أمله أن يؤدي الملتقى إلى تعزيز التعاون الأدبي بين الصين والدول العربية وزيادة حصيلة الترجمة والنشر المتبادلين القائمة على الجهود المشتركة، التي ينهض بها الأدباء والمترجمون والناشرون والباحثون من الطرفين وإلى تقديم محتوى أكثر ثراء وأشكال أكثر تعدداً من الروائع الأدبية إلى القراء الصينيين والعرب.
وشهد الملتقى جلسة حوار مفتوحة ناقش فيها عدد من الكتاب والأدباء العرب والصينيين سبل تعزيز العمل الثقافي المشترك والدور الذي يلعبه الأدب في بناء الحضارة الإنسانية، والتعبير عن مستوى التقدم الذي تحققه الشعوب.
وأكد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن العلاقة الثقافية والأدبية هي العلاقة الأكثر بين الشعوب، مشيراً إلى أن الأدب هو واحد من أهم الركائز التي يمكن الاستناد عليها عند بناء العلاقات بين الشعوب، لأنه يسهم في نقل الوعي الحضاري بينهما.
وأوضح أن القواسم المشتركة بين الحضارتين الصينية والعربية كثيرة ويمكنها أن تشكل أرضية صلبة، لتأسيس مشروعات ثقافية مشتركة، لأن انتقال الأدب بسلاسة وسهولة بين الجانبين أصبح ضرورة لابد منها.
وقال الكاتب الصيني، تشاو ون شيوان "إنه على يقين أن الأدب العربي لا يقل عن نظيره من الآداب العالمية الأخرى بسبب الحكمة والعمق التي يتحلى بها وهي صفة مشتركة تجمعه مع الأدب الصيني". داعياً إلى تمهيد طريق حرير جديد لنقل الآداب الصينية إلى البلاد العربية والعكس صحيح".
واعتبر الكاتب الصيني، ليوجين يون، أن كلا الأدبين العربي والصيني يتمتعان بالعمق الفلسفي والإنساني، وظهر ذلك جلياً عبر جميع المراحل التاريخية.
وأرجع عدم قدرتهما على كسر هيمنة الأدب الغربي عالمياً إلى عامل اللغة التي يكتبان بهما، والتي لاتزال تشكل عائقاً أمام انتشارهما لا سيما أن الأدب الغربي يكتب معظمه باللغة الإنجليزية التي هي لغة العصر بحكم التطور التقني والتكنولوجي، الذي حققته البلدان الناطقة بها مما جعلها لغة العمل الأولى في العالم.