بين كأس العرب وأمم أفريقيا.. لماذا تراجع أداء مصر وتونس والجزائر؟
ظهر تباين واضح في أداء المنتخبات العربية، خاصة مصر والجزائر وتونس، خلال كأس أمم أفريقيا 2022 المقامة حاليا بالكاميرون.
وتماسك المغرب قدر المستطاع وصعد أول مجموعتها، على الرغم من أن الأداء كان أقل من المتوقع، بينما خرج منتخبا السودان وموريتانيا من الدور الأول كما كان متوقعا، فيما صنعت جزر القمر الحدث وتأهلت لدور الـ16 بعد أول مشاركة لها بالبطولة.
ولعل الطقس السيئ والملاعب المتواضعة، من أسباب اختلاف الأداء في الكاميرون عن نظيره في كأس العرب 2021، لكن كل منتخب من المنتخبات العربية لديه مشكلة أخرى، داخل تركيبة الفريق.
منتخب مصر.. أزمة هوية
أكبر دليل على تراجع مستوى منتخب مصر، الذي يعاني من هبوط في الأساس، أنه هزم نظيره السوداني في كأس العرب بخماسية دون رد وباللاعبين المحليين، ثم اكتفى بهدف وحيد في أمم أفريقيا، في وجود المحترفين وعلى رأسهم محمد صلاح.
وما زال منتخب مصر يعيش أزمة هوية، في ظل تمسك البرتغالي كارلوس كيروش بطريقة 4-3-3، في ظل غياب العناصر القادرة على تنفيذها بالشكل الصحيح، وهو ما أدى لتغيير مستمر في خط الوسط، رغم أنه أساس نجاح هذه الخطة.
اقتناع كيروش بأن اللاعب المحترف أفضل من المحلي، كان أحد أسباب تراجع الفراعنة، بعدما فضل أسماء مثل محمد النني ومصطفى محمد وعمر مرموش، على لاعبين آخرين، ولم يقدموا شيئا في البطولة حتى الآن.
منتخب الجزائر.. دفاع ضعيف وفريق مفكك
أصبح منتخب الجزائر مفككا داخل الملعب، عكس ما كان عليه سابقا، وظهر بوضوح في مباراة الفريق أمام كوت ديفوار، التي انتهت بفوز الأخير 3-1، الخميس.
ورغم أن المنتخب الجزائري كان يلعب بالفريق المحلي بشكل أفضل في كأس العرب وتوج باللقب، لكن هذا الحال لم يكن موجودا مع المحترفين الذين تكونوا في أوروبا، ويلعبون في أجواء مختلفة عكس أفريقيا.
هذا سبب، لكن كانت هناك مؤشرات قوية بشأن تراجع مستوى الجزائر، خصوصا في تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال، بعدما ظلت حتى الجولة الأخيرة مهددة بعدم الصعود للمرحلة الفاصلة، بعد صحوة منتخب بوركينا فاسو، الذي كان منافسا شرسا في نفس المجموعة مع "الخضر".
أزمة دفاع الجزائر كانت واضحة في تصفيات كأس العالم، وثنائية عيسى مندي وجمال بلعمري لم تعد ناجحة، ولم يجد المدرب جمال بلماضي البدائل القوية لهما.
دينامو خط الوسط إسماعيل بن ناصر ومعه رامز زروقي تراجع مستواهما فجأة مع الخضر، وجاء الدور على يوسف بلاليلي وبغداد بونجاح ورامي بن سبعيني ويوسف عطال، ليذخلوا في دوامة التراجع الجماعي.
ولم يقدم سعيد بن رحمة نجم وست هام الإنجليزي، أي مردود مع منتخب بلاده وظهر تائها في المباراة الأخيرة، بعدما لعب مكان سفيان فيغولي.
وثمة سوء حظ واجه المنتخب الجزائري في أول مباراتين أمام سيراليون وغينيا الاستوائية، لكن حتى لو كان الجزائر صعد لدور الـ16، على الأغلب كان سيعاني أمام الكبار عكس نسخة 2019 التي تسيدها من المباراة الافتتاحية حتى النهائي.
يبقى سبب أخير، وهو أن منتخب المحليين الجزائري كان لديه دوافع أكبر ليخرج كل ما عنده في البطولة العربية، من أجل الحصول على فرصة مع المحترفين، في حين أن الأساسيين لم يكن لديهم نفس الروح في كأس أمم أفريقيا.
منتخب تونس.. الإحلال والتجديد
قبل أن يدخل منتخب تونس منافسات كأس أمم أفريقيا، كانت هناك تساؤلات بشأن قدرة المدرب منذر الكبير، على الوصول مع لاعبيه لأبعد نقطة ممكنة.
ومع خسارة تونس الأخيرة من جامبيا، المغمورة كرويا والتي تشارك في البطولة لأول مرة، وصعودها كثالث مجموعتها برصيد 3 نقاط فقط، تؤكد كافة المؤشرات أن "نسور قرطاج" لن يذهبوا بعيدا في تلك النسخة.
الأزمة لا يتحملها منذر الكبير وحده، لكن التراجع الحاد في أداء أغلب لاعبي المنتخب وعلى رأسهم وهبي الخزري ويوسف المساكني وعلي معلول، وفرجاني ساسي الذي تم استبعاده، وضعت الفريق في مأزق، في ظل عدم وجود عناصر أخرى وبديلة جاهزة.
ومنذ سنوات يعاني منتخب تونس من أزمة في حراسة المرمى جعلته يغيب عن منصات التتويج كأحد الأسباب أيضا، ومع التدوير المستمر في هذا المركز الحساس خلق نقطة ضعف كبيرة في الفريق.
هناك سبب آخر، وهو أن اللياقة القوية ومعدلات الجري المرتفعة لدى منتخبات أفريقيا السمراء، جعل شكل تونس أسوأ في تلك البطولة، ونفس النقطة تنطبق على مصر والجزائر، في حين أن المنتخبات العربية التي كانت تلعب في كأس العرب لم تظهر هذا الرتم من السرعة.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز