الدورة الـ 156 للجامعة العربية.. رسائل متعددة أبرزها رفض التدخلات الأجنبية
حملت اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية للدورة الـ 156 على مستوى وزراء الخارجية، 3 رسائل أبرزها رفض التدخلات الأجنبية.
الاجتماعات عقدت برئاسة دولة الكويت بصفتها الرئيس الحالي، خلفا لدولة قطر الرئيس السابق للمجلس.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال الجلسة الافتتاحية إن القوى الإقليمية غير العربية ما زالت تمارس سياسات تستنزف عدة دول عربية وتطيل أمد أزماتها الداخلية، موضحا أن اليمن مثال هام على ذلك، حيث يجري تنفيذ أجندة خارجية تعادي الدول العربية وتهدد أمنها، وهذا وضع لا يمكن أن يستمر.
وأكد أبو الغيط أن الشهور الماضية قد شهدت تطورات تنطوي على بعض العناصر الإيجابية التي ينبغي البناء عليها، مشيرا إلى الوقفة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القوات الإسرائيلية في مايو الماضي أظهرت أن القضية الفلسطينية لا زالت حية نابضة، وأنها قادرة على حشد التأييد الدولي ، وتحظى بإجماع عربي شامل على ثوابتها الرئيسية.
وأكد مجددا أن المصادقة على تشكيل حكومة لبنانية جديدة وخروجها إلى النور يمثل مفتاحا مهما لإخراج البلاد من أزمة استحكمت حلقاتها منذ أكثر من عام.
مصر تحذر
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته، إن التدخلات السافرة في المحيط العربي أفضت إلى استنزاف وإرهاق للمقدرات العربية، ودفعت إلى استقطابات وخصومات بين الأشقاء، آن لها أن تنتهي.
وأوضح أن "التدخلات الأجنبية والأطماع الخارجية مازالت تعمل بجد ودون كلل للاستيلاء على مواردنا، وإلهائنا عن أولوياتنا، وإغراقنا في صراعات لا تخدم إلا مصالحها، وأصحاب الأفكار والمشاريعٍ الظلامية والإرهابية لازالوا مستمرين في محاولات زعزعة استقرار دولنا واستنزافنا والعبث بأمن مجتمعاتنا".
وأعرب عن ترحيب بلاده بما شهدته الفترة الأخيرة من مراجعات ومصالحات عربية، "نأمل لها أن تكتمل على خلفية الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وإعلاء روح العمل المشترك ودعم الدول الوطنية في المنطقة، وتقديم مساحات الاتفاق على نقاط الاختلاف".
الكويت وتنقية الأجواء العربية
من جهته، قال الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية الكويت، رئيس الدورة الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية، إن بلاده سوف تواصل خلال رئاستها لمجلس الجامعة العربية، الدفع بالعمل العربي المشترك، وجهود تنقية الأجواء العربية، وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب.
وطالب الصباح بإعطاء الأولوية للتنسيق العربي، بخاصة في القضايا الملحة والتفكير في سبل تعزيز العمل العربي المشترك وإعطاء الدعم للجامعة العربية وتزويدها بالأدوات الفعالة لعملها.
عمان وتطوير أداء الجامعة العربية
وأعربت عُمان التي شاركت في الاجتماع الوزاري بوفد ترأسه السفير عبدالله بن ناصر الرحبى سفير السلطنة لدى مصر، عن تطلعها إلى تطوير أداء جامعة الدول العربية؛ لمواكبة التحديات والمتغيرات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والعالمية.
ودعت عُمان إلى ضرورة إعطاء الاهتمام بالقضايا العربية العالقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتحريك عملية السلام، مُعتبرة إيّاها فى سُلّم أولوياتها.
كما أكد وزير الدولة للشئون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخى في كلمته، أن السلام خيار استراتيجي عربي يقوم على حل عادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، مشددا على أن قطر سوف تواصل جهودها مع كل الأطراف الفاعلة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
ودعا الفلسطينيين إلى تغليب الوحدة الوطنية، وتحقيق المصالحة باعتبار ذلك السبيل الأمثل للمواجهة.
كما شدد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك خاصة في مواجهة الأزمات التي تشهدها المنطقة.
الأردن والقضية الفلسطينية
وخلال كلمته، قال أيمن الصفدي وزير الخارجية وشئون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية، إن القضية الفلسطينية كانت وتبقى أولويتنا الأولى.
وقال الوزير الأردني: "ستظل منطقتنا أسيرة الصراع والتوتر ما لم ينته الاحتلال، ويحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كل حقوقه، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة".
وأضاف "أن حل العديد من أزمات المنطقة السياسية يتأثر بعوامل بعضها خارج مساحة تأثيرنا المباشر، لكن تعزيز تعاوننا الاقتصادي حتمي لانعكاسه الإيجابي علينا كلنا، وهو قرارنا نحن".
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجـمهوريـة الـصومـال الـفيدرالية محمد عبدالرزاق محمود، في كلمته إن بلاده تعول على أشقائها في تمويل الانتخابات البرلمانية أكثر من الدول الغربية التي تتلكأ في تمويلها كما تعهدت.
وعلى هامش أعمال الدورة العادية الـ (156) لمجلس الجامعة العربية، طالبت اللجنة الوزارة العربية المعنية بالتحرك لوقف الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، المجتمع الدولي بالوقوف بشكل حازم أمام الانتهاكات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية للأعراف والقوانين الدولية.
كما عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة الأزمة مع إيران اجتماعا لها الخميس برئاسة السعودية والتي مثلها وزير الخارجية الأمير فيصل عبدالله بن فرحان؛ لمناقشة مستجدات وتطورات ملف الأزمة مع إيران والتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.