حبس 4 مسيئين عرب لآسيويين.. 4 رسائل مهمة من الإمارات
الإمارات واحة للإنسانية والتسامح، ومظلة أمن وأمان لكل من يقيم بها، فقد كفلت قوانينها الاحترام والتقدير للجميع، والعقاب لمن يتجاوز.
في هذا الإطار يمكن فهم الرسائل المهمة التي تضمنها قرار النيابة العامة بحبس 4 مقيمين عرب أساؤوا لأبناء جالية آسيوية.
الرسالة الأولى هي تميز الإمارات بمنظومة تشريعية وقانونية تحمي كافة المقيمين على أراضيها وتصون حقوقهم وحرياتهم، وتلزم كافة المقيمين على أرضها باحترام حقوق الآخرين وثقافتهم، ونبذ كافة أنواع التطرف والعنصرية تجاه أي أبناء جالية أخرى أو أي فئة مجتمعية.
الرسالة الثانية تؤكد أن الإمارات، التي تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام، لن تسمح بأي شكل من الأشكال بأي تجاوز يؤثر في تلك الصورة المثالية التي يتميز بها المجتمع الإماراتي بمواطنيه ومقيميه.
الرسالة الثالثة تؤكد أن احتفاظ الإمارات بموقعها كمكان مفضل لدى الشباب العربي للعيش فيه، للعام التاسع على التوالي متقدمة على الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغيرها، أمر لم يـأت من فراغ.
الرسالة الرابعة تؤكد استحقاق الإمارات التقدير الذي منحه المجتمع الدولي لها، والالتفاف حول مبادراتها في نشر قيم التسامح ودعم الحريات الدينية كنماذج تلهم العالم.
تفاصيل الجريمة
وأصدرت نيابة جرائم تقنية المعلومات أمرا بضبط وإحضار 4 متهمين من جنسيات عربية أساؤوا لأبناء جالية آسيوية، وباشرت التحقيقات معهم، وأمرت بحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيق، وذلك بناء على التقرير الذي عرضه مكتب التحقيقات الاتحادي التابع للنائب العام للإمارات.
وتضمن التقرير انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، يظهر فيها الشبان الأربعة يسخرون من أفراد من جالية آسيوية بأفعال تعد من جرائم الاعتداء على سلامة جسم الغير، والاعتداء على خصوصية الأشخاص باستخدام وسيلة تقنية معلومات، والاخلال بالآداب العامة.
واحة التسامح
وجاء قرار النيابة العامة بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها الشبان الأربعة يرتكبون إساءات ضد أبناء الجالية الآسيوية، في سلوكيات مستهجنة ومرفوضة من كل من يقيم على أرض الإمارات، ويعرف قيمها وثقافة مجتمعها التي تشكل مفردات المحبة والوئام والسلام والتسامح والانفتاح والتعايش مع الآخرين عناصر رئيسية بها، تستمد عمقها من سماحة ديننا والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.
وفي هذا الصدد من الأهمية التذكير بتأكيد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات تؤمن بالتسامح والانفتاح والتعايش مع كافة الشعوب، وأن الحكمة التي أرستها دولة الإمارات منذ تأسيسها وحتى اليوم هي أن نستقوي ببعضنا، وليس أن نستقوي على بعضنا، وأن نتعاون ولا نتنازع.
وأشار في كلمة خلال اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، نوفمبر الماضي، إلى أن النموذج الذي تتبناه دولة الإمارات لجهة التنوع البشري، من خلال تعايش ثقافات تمثل أكثر من 200 جنسية على أرضها، يشبه منظومة الأمم المتحدة، حيث تفتح الإمارات الأبواب والعقول والقلوب لجميع البشر لكي يحققوا أحلامهم على أرضها.
وكان ذلك رسالة واضحة تؤكد أن الإمارات تعد واحة للإنسانية والتسامح ونموذجا يحتذى به، حيث تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام، ويضمن القانون الحق للمقيمين في استخدام مرافق الدولة الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية أسوة بمواطنيها دون أي تمييز.
وتتميز الإمارات بمنظومة تشريعية وقانونية تضمن التزام كافة المقيمين على أرضها باحترام حقوق الآخرين وثقافتهم، ونبذ كافة أنواع التطرف والعنصرية تجاه أي فئة مجتمعية، وفي مقدمتها المرسوم بقانون اتحادي رقم 2 لسنة 2015 في شأن مكافحة التمييز والكراهية.
وكفلت قوانين الإمارات للجميع الاحترام والتقدير، وجرمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أنها تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.
كما إن دولة الإمارات أصبحت نموذجا ملهما يحتذى به في التعايش السلمي والتسامح، وهو ما يتضح جليا في التقدير العالمي لمبادراتها.
اليوم العالمي للأخوة الإنسانية
وسيحتفل المجتمع الدولي لأول مرة يوم 4 فبراير/شباط القادم بـ"اليوم العالمي للأخوة الإنسانية"، بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع بهذا الصدد 22 ديسمبر الماضي بعد مبادرة قدمتها الإمارات بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
يأتي القرار تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي في الرابع من فبراير/شباط 2019، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كما يعد القرار الأممي، بمثابة إقرار عالمي بصواب الرؤية الإماراتية التي كانت ترى في الأخوة الإنسانية سبيلًا لاستقرار العالم والقضاء على النزاعات والصراعات، ونشر قيم التعايش والتسامح.
وتؤسس وثيقة الأخوة الإنسانية دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، يتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
وتُدشّن "وثيقة الأخوة الإنسانية" مرحلة جديدة من التعايش والتسامح بين أتباع الأديان، حيث دعا من خلالها الرمزان العالميّان جميع المؤمنين وغير المؤمنين إلى العيش المشترك، واحترام حُريّات الاعتقاد والتعبير والممارسة، وحَضّا البشر على تقدير التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس واللغة، فتلك حكمة لمشيئة إلهية.
كما تؤكد الوثيقة في إحدى مبادئها على أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز