البرلمان العربي يقر "استراتيجية" موحدة ضد أطماع إيران وتركيا
مشعل بن فهم السلمي يؤكد أن "هذه الخطوة تأتي إدراكاً لخطورة هذه التدخلات الإقليمية على سيادة وأمن الدول العربية".
أقر البرلمان العربي، الأربعاء، استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع الأطماع التركية والإيرانية في المنطقة العربية، ووقف تدخلاتهما.
جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، التى عقدت عن بعد بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ووافق البرلمان على الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع إيرن، والاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع تركيا، والتي تضمنتا ثلاثة محاور.
ويشمل المحور الأول "الثوابت والأهداف"، والمحور الثاني "مصادر التهديد، والتصدي لها، وإجراءات إيقافها"، والمحوث الثالث "الأسس والآليات".
وتهدف الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع إيران إلى وقف جميع تدخلات النظام الإيراني فى الشؤون الداخلية للدول العربية، والتصدي لسياساته العدائية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع تكوين أي ميليشيات مُسلحة أو تنظيمات ترتبط بالنظام الإيراني داخل الدول العربية.
وحددت الاستراتيجية مصادر التهديد التي يقوم بها النظام الإيراني ومنها: مشروع النظام الإيراني لتصدير الثورة إلى العالم العربي والذي يُهدد أمن واستقرار الدول العربية، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وإثارة الفتنة والطائفية ورعاية الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية، وتكوين ودعم الميليشيات داخل الدول العربية وتزويدها بالأسلحة الثقيلة والنوعية.
إضافة إلى دعم وتسليح ميليشيا الحوثي الانقلابية باليمن وإمدادها بالأسلحة الذكية والصواريخ البالستية والطائرات المُسّيرة للعدوان على دول الجوار الجغرافي، والهجمات الإرهابية التي طالت المنشآت النفطية في السعودية، وانتهاك النظام الإيراني للسلامة الإقليمية وتهديد طرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية في المنطقة العربية.
كما حددت الاستراتيجية التحديات ومصادر التهديد في التعامل مع تركيا ومنها: الأطماع التوسعية في المنطقة العربية، والتدخل العسكري التركي المباشر في سوريا وليبيا، والانتهاك المستمر لسيادة العراق.
إضافة إلى تكوين ودعم الميليشيات والجماعات المُسلحة وتزويدها بالأسلحة المتطورة في سوريا وليبيا، ونقل الإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا، الأمر الذي يُغذي الصراع المُسلح ويُطيل أمده ويُهدد مصالح الدول العربية المُجاورة.
كما شملت احتضان تركيا ودعمها لأفراد وجماعات ومنابر إعلامية وقنوات فضائية هدفها إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في عددٍ من الدول العربية، والتحكم والسيطرة على منابع وممرات ومصادر المياه التي تُغذي سوريا والعراق الأمر الذي يُعرض أمنهما المائي للمخاطر.
وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أن "التطورات المتسارعة في العالم العربي وصلت إلى درجةٍ في غاية الخطورة تجاوزت مرحلة تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية إلى نزعة الاحتلال العسكري المباشر من قبل الدول الإقليمية ذات التوجهات الاستعمارية الطامعة في وضع يدها على ثروات الشعب العربي واتخاذ الأراضي العربية ساحةً للصراعات".
ورحب رئيس البرلمان العربي، فى كلمته خلال الجلسة، بإعلان القاهرة الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتسوية الأزمة في ليبيا والجهود التي يبذلها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لجمع أطراف الصراع في ليبيا على طاولة الحوار السياسي.
وطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة واعتماد الحل السياسي لتسوية الأزمة في ليبيا.
وأعلن البرلمان العربي تضامنه التام ووقوفه إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وحقها في الدفاع عن حدودها الغربية بعمقها الاستراتيجي من الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، بوصف أمن مصر جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
وثمن الجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا، التي لقيت تأييداً ودعماً إقليمياً ودولياً، خاصةً إعلان القاهرة الذي يتسق مع جميع القرارات الدولية.
ودعا البرلمان العربي، المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والاستجابة لدعوات ومبادرة السيسي للتوصل إلى حل شامل يؤكد سلامة وأمن الأراضي الليبية، واستعادة المؤسسات والقضاء على الإرهاب والميليشيات المتطرفة، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية التي تغذي الإرهاب في المنطقة.
وأدان الدكتور مشعل بن فهم السلمي، الإجراءات أحادية الجانب التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال الاسرائيلي بهدف تغيير الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية وفرض واقعٍ جديدٍ سيكون له عواقب وخيمة وتداعيات خطيرة على مستقبل السلام في المنطقة.
وشدد السلمي على أن "السلام القائم على مبدأ حل الدولتين استناداً للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هو الحل الوحيد الذي يضمن إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكد دعم البرلمان العربي لقرار الرئيس عباس قطع كل أشكال العلاقات مع قوة الاحتلال و التحلل من الاتفاقيات والالتزامات الموقعة معها.
وقال إن البرلمان العربي يعقد هذه الجلسة الهامة عن بعد في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها عالمنا العربي وبالتزامن مع انتشار جائحة كورونا وما فرضته من تداعياتٍ على المستويات كافة .
وفي الشأن السوري أكد أن البرلمان العربي يدعم الحل السياسي في سوريا حفاظاً على وحدتها وعروبتها وتحقيقاً لتطلعات شعبها في العيش الكريم.
وجدد السلمي التأكيد على موقف البرلمان العربي الداعم لأمـن واسـتقرار ووحـدة اليمن وما تقوم به قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وثمن عالياً استضافة السعودية لمؤتمر المانحين لليمن بالشراكة مع الأمم المتحدة وما توصل إليه من نتائج إيجابية.
وأدان السلمي إطلاق مليشيا الحوثي الانقلابية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، مؤكداً دعم البرلمان العربي للاجراءات التي تتخذها المملكة للتصدي لهذه الأعمال الارهابية وحماية أمن مواطنيها ومنشآتها.
وأكد رئيس البرلمان العربي إدانة البرلمان للعمليات العسكرية والهجمات المتزامنة التي قامت بها كل من إيران وتركيا على مناطق شمالي العراق في انتهاكٍ سافرٍ لسيادة دولة عربية، مُطالباً بوقف فوري لهذه العمليات العسكرية واحترام سيادة العراق ومبادئ حسن الجوار.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg
جزيرة ام اند امز