من نجيب الريحاني إلى إياد نصار.. نجوم عرب أثروا السينما المصرية
عندما نتأمل تاريخ السينما المصرية سوف نكتشف أن ماضيها وحاضرها ليس من صنع المصريين فقط.
عندما نتأمل تاريخ السينما المصرية، سنكتشف أن ماضيها وحاضرها ليس من صنع المصريين فقط، إذ تؤكد تترات الأفلام القديمة والحديثة أن إسهامات الفنانين العرب واضحة وملموسة، ومهما مرت الأيام وتعاقبت السنوات لا يستطيع أحد إنكارها أو حتى التقليل منها، فالشريط السينمائي لا يكذب أو يتجمل فهو يرصد حقيقة ناطقة ومتحركة.
وشهدت الفترة الأخيرة تألق عدد من النجوم العرب على شاشة السينما المصرية، وحققت أعمالهم إيردات خيالية، وأكبر دليل على ذلك نجاح الفنانة التونسية هند صبري في "الفيل الأزرق 2" الذي تخطت إيراداته حاجز الـ90 مليون، والفنان الأردني إياد نصار الذي خطف الأنظار فى فيلمي "كازبلانكا" و"الممر".
توهج الفنانين العرب على شاشة السينما، دفع "العين الإخبارية" كي ترصد أبرز الأسماء العربية التي لمعت على الشريط السينمائي في مصر، وكانت لها إسهامات فى سطوع نجمها.
نجيب الريحاني
اسمه "نجيب إلياس ريحانة" ولد في 21 يناير/كانون الثاني 1889، من أصل عراقي، ويعد واحدا من أبرز رواد المسرح والسينما في مصر، تزوج من الفنانة اللبنانية بديعة مصابني، وأسس معها فرقة مسرحية حملت اسمها، وساهم نجيب الريحاني فى اكتشاف عدد كبير من نجوم التمثيل في مصر.
يضم أرشيفه الفني أكثر من 60 مسرحية، وعلى الرغم من حبه وشغفه بالمسرح فإنه انتقل إلى شاشة السينما وقدم عبر شاشتها الكبيرة 10 أفلام ناجحة، هي "صاحب السعادة كشكش بك"، و"حوادث كشكش بك"، و"ياقوت أفندى"، و"بسلامته عايز يتجوز"، و"سلامة في خير"، و"سي عمر"، و"لعبة الست"، و"أحمر شفايف"، و"أبو حلموس"، و"غزل البنات".
وتوفي في 8 يونيو/حزيران 1949 بسبب إصابته بمرض التيفود.
أنور وجدي
نشأ محمد أنور يحيى الفتال وسط أسرة ميسورة الحال لأب سوري كان يمتلك محلاً كبيرا لبيع الأقمشة في حلب بسوريا، وشاءت الأقدار أن ترتبك ظروفه المادية ويعلن إفلاسه ويترك سوريا ويأتي إلى القاهرة، ولد "أنور وجدي" في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1904، وجاء إلى الحياة بطموح يمتد إلى أطراف الدنيا الواسعة، عمل ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً، ونهضت أفكاره بصناعة السينما في مصر وبالتحديد في فترة الأربعينيات.
من أبرز أعمال أنور وجدي: "ليلى بنت الفقراء، وطلاق سعاد هانم، والعزيمة، وأمير الانتقام، وأولاد الذوات، وانتصار الشباب"، وشكّل ثنائيا فنيا رائعا مع الفنانة ليلى مراد الذي تزوجها وانفصل عنها بسبب خلافات العمل، ورحل عن عالمنا فى 1955 تاركا خلفه 70 فيلماً.
عمر الشريف
اسمه الحقيقي ميشيل ديمترى شلهوب، ولد في 10 أبريل/نيسان عام 1932، تعود أصول والده إلى مدينة زحلة في لبنان، أما والدته فتدعى كلير سعادة، ذات أصول لبنانية سورية. أحب عمر الشريف التمثيل بسبب علاقته القوية بالمخرج يوسف شاهين الذي تحمس له كثيراً ورشحه لبطولة عدد من الأفلام المهمة، منها "صراع في الوادي" أمام فاتن حمامة، وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا.
قدم عمر الشريف عبر مسيرته العالمية أفلاما مهمة في السينما المصرية، منها "أيوب، وسيدة القصر ، ولا أنام، وأيامنا الحلوة، وفي بيتنا رجل".
ومن نافذة السينما المصرية انطلق عمر الشريف إلى السينما العالمية، وقدم أفلاما رائعة مثل "لورنس العرب، ودكتور زيفاجو، والشيخ إبراهيم وأزهار القرآن".
في عام 2015 رحل عمر الشريف عن الحياة بسبب تعرضه لأزمة قلبية، بعد أن أثرى السينما المصرية والعالمية بأعمال متميزة.
عبدالسلام النابلسي
ممثل فلسطيني الأصل، ولد في 23 أغسطس/أب 1899. في بداية حياته عمل في الصحافة الفنية، وحين التقى المنتجة الكبيرة آسيا اكتشفت الممثل الكامن داخله، وشجعته على دخول الوسط الفني. تقاسم أدوار البطولة مع نجوم كبار مثل إسماعيل ياسين وعبدالحليم حافظ وشادية وفريد الأطرش، ومن أبرز أعماله على شاشة السينما: "غادة الصحراء، ووخز الضمير، وعيون ساحرة، والفانوس السحري، وحلاق السيدات".
تعرض لضائقة مالية كبيرة فى أواخر أيامه، وأعلن إفلاسه، وفي 5 يوليو/تموز 1968 مات إثر الإصابة بأزمة قلبية.
فريد الأطرش وأسمهان
من الدروز جنوب غرب سوريا، ولد فريد الأطرش عام 1910، صوته الجميل كان سببا رئيسيا في دخوله عالم السينما، جاء إلى القاهرة مع أسرته هربا من الفرنسيين، إذ كان والده معروفا بوطنيته الشديدة، عاش ظروفا صعبة استطاع وشقيقته أسمهان اقتحام الوسط الفني في مصر.
قدمت أسمهان للسينما فيلمين فقط هما "انتصار الشباب وغرام وانتقام"، أما فريد الأطرش فقدم للسينما المصرية 31 فيلما، وتألق عبر الشاشة الكبيرة كممثل ومطرب يمتلك جماهيرية كبيرة، ومنها "عهد الهوى، وحب العمر"، ووقفت أمامه في تجاربه السينمائية أبرز النجمات في مصر، مثل فاتن حمامة، ولبنى عبدالعزيز، وهند رستم، ورحل عن الدنيا في 26 ديسمبر/ كانون الأول عام 1974.
صباح
نشأت فى وادى الشحرور فى لبنان، وتنتمى إلى أسرة متوسطة الحال، واسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي، تمتلك صوتا قويا أهلها إلى دخول عالم السينما، إذ اكتشفتها المنتجة آسيا داغر، وهي لبنانية الأصل، وساعدتها على العمل في السينما المصرية، وكانت البداية وعمرها 18 عاما فى فيلم "القلب له واحد" إنتاج عام 1945.
قدمت للسينما المصرية ما يقرب من 70 فيلماً جمعت خلالها بين التمثيل والغناء، أبرزها "ليلة بكى فيها القمر، والملونيرة، وأنت عمري، والأيدي الناعمة، والليالي الدافئة، والعتبة الخضراء"، ورحلت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014 عن عمر 87 عاما.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز