اللغة العربية في اليونسكو.. تاريخ عمره 70 عاما
اليونسكو تستعد للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية كإحدى اللغات الرسمية بها.. تعرف على تاريخ "لغة الضاد" باليونسكو عبر 70 عاما.
لطالما لعبت اللغة العربية دورا محوريا عبر التاريخ، وهي إحدى اللغات الرسمية الست في اليونسكو، وتستعد اليونسكو مع العالم للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الـ18 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وبهذه المناسبة تستضيف اليونسكو 3 موائد مستديرة مخصصة لمناقشة موضوع اليوم العالمي لهذا العام وهو "اللغة العربية والشباب"، وسيلي ذلك حفل موسيقي سينظم في مقر المنظمة في باريس بتاريخ ديسمبر 2018.
ويجتمع مجموعة من الخبراء والأكاديميين والفنانين وممثلين عن المؤسسات المختصة لمناقشة المواضيع الرئيسية التي يتمحور حولها الاحتفال، وهي: اللغة العربية والهوية، اللغة العربية والفنون، اللغة العربية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفال منظم بالتعاون بين اليونسكو والمندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ويتماشى الاحتفال مع العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) الذي تتولى اليونسكو ريادته من بين وكالات الأمم المتحدة.
- نبذة عن تاريخ اللغة العربية في اليونسكو
شهد عام 1948 إعلان المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثالثة، التي انعقدت في بيروت (لبنان)، اللغة العربية لغة العمل الرسمية للمؤتمر العام في دورته تلك إلى جانب الإنجليزية والفرنسية.
ومنذ ذلك التاريخ حرصت اليونسكو على تعزيز اللغات الأخرى، فعمدت إلى اختيار مجموعة من الوثائق والمؤلفات والمنشورات المهمة الصادرة عنها بغية ترجمتها إلى لغات غير لغات العمل الرسمية وطباعتها وتوزيعها.
ومنذ الدورة السابعة للمجلس التنفيذي بأن اللغة العربية قد تُستخدم كلغة عمل في اليونسكو عن طريق تأمين الترجمة الفورية إلى العربية خلال الدورات، وعن طريق توفير الترجمة التحريرية لدوريات ووثائق عمل أساسية إلى هذه اللغة، لأن العربية هي لغة مشتركة بين عدد كبير من الدول الأعضاء.
وفي عام 1960، أقر المؤتمر العام في دورته الحادية عشرة بأهمية اللغة العربية، معتبراً أن وقع الوثائق الصادرة عن اليونسكو سيزداد إلى أقصى حد في الدول العربية والبلدان الناطقة بالعربية إذا تم نشر هذه الوثائق باللغة العربية، واتخذت اليونسكو بالتالي قراراً يقضي باستخدام العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية.
في عام 1964، وخلال المؤتمر الإقليمي للجان الوطنية العربية الذي عُقد في الجزائر العاصمة، تم التذكير برغبة المنظمة في زيادة عدد الوثائق المترجمة إلى لغات غير لغات العمل الرسمية. وأُتيحت للجان الوطنية والأمانة إمكانية تقديم طلب لترجمة وثائق محددة استناداً إلى أهميتها على الصعيد الإقليمي، والقراء الذين تتوجه إليهم وأعدادهم، وذلك في خطوة ترمي إلى تعزيز التعدد اللغوي والتنوع الثقافي. وتم توفير خدمات خاصة بالترجمة والطباعة والنشر والتوزيع لتحقيق هذا الغرض.
أما في عام 1966، صدق على قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة، وترجمة وثائق مهمة إلى العربية، واعتباراً من هذا العام سعى المدير العام إلى الارتقاء باللغة العربية إلى مستوى لغات العمل الرسمية في اليونسكو.
وفي عام 1968، واستجابة لطلب المدير العام المتعلق بجعل العربية لغة عمل في المنظمة قرر المؤتمر العام اعتماد العربية تدريجياً مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، واعتمدت اليونسكو برنامجاً لتعزيز استخدام اللغة العربية، مع التشديد على أهمية العربية بوصفها أداة للتعبير ووسيلة لحفظ حضارة الإنسان وثقافته.
في عام 1974 اعتمد المؤتمر العام اللغة العربية لغة عمل وقرر وضعها في المكانة نفسها التي تحظى بها اللغات الأخرى، أما مسألة استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي فأُدرجت في جدول الأعمال في عام 1974 بناء على طلب من حكومات الجزائر، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان.
وعلى أثر اعتماد العربية كلغة عمل في الهيئتين الرئاسيتين لليونسكو، تمكنت المنظمة من تعزيز مكانة اللغة العربية على الصعيد المؤسسي عن طريق ترجمة الوثائق الرسمية والمحاضر إلى العربية، وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى هذه اللغة خلال الاجتماعات والمؤتمرات، وكذلك على صعيد ثقافة الدول العربية، عن طريق تحقيق زيادة كبيرة في عدد الوثائق الهامة المترجمة إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى.
وأعدت اليونسكو أيضاً برامج ترمي إلى التشجيع على ترجمة الدوريات والمنشورات، وتسعى اليونسكو حتى اليوم إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في أنشطتها من خلال مشروعات محددة، منها تطوير النسخة العربية لموقع اليونسكو على الإنترنت وترجمة مصطلحات المنظمة إلى العربية والتشجيع على ترجمة المؤلفات إلى العربية ونشرها وتوزيعها بهذه اللغة.
وجاءت مبادرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود عام 2007 لتعزيز حضور اللغة العربية في اليونسكو، والذي مولته المملكة العربية السعودية بمبلغ 3 ملايين دولار أمريكي، لتعطي دفعا جديدا لاستعمال اللغة العربية في المنظمة، سواء عبر الترجمة الفورية أو النصوص أو الحضور الإعلامي عبر شبكة الإنترنت.
وفي عام 2010، أسهمت الجماهيرية العربية الليبية بمبلغ مليون دولار أمريكي للغرض نفسه، هدف المشروعان إلى تحقيق الأهداف التالية: المضي قدماً في تطوير النسخة العربية لبوابة اليونسكو على الإنترنت، وتغذية النسخة العربية من قاعدة البيانات التي تضم مصطلحات اليونسكو (UNESCO TERM) حيث ترتقي إلى المستوى الذي وصلت إليه نسخ اللغات الأخرى، وتوطيد العلاقات مع وسائل الإعلام في البلدان الناطقة باللغة العربية، وتدعيم ترجمة المطبوعات ومراجعتها وإخراجها وطباعتها وتوزيعها باللغة العربية، وتنمية الخبرات في مجال الترجمة، ولا سيما في المنطقة العربية، وتمويل خدمات الترجمة الفورية باللغة العربية في الاجتماعات والمؤتمرات التي تنظمها اليونسكو، وتمكين الناطقين باللغة العربية من التعبير عن آرائهم بلغتهم الرئيسية والاستماع باللغة العربية إلى المداخلات التي تُلقى بلغات أخرى.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز