الأفلام العربية في طريق الأوسكار.. طموح متواصل وإخفاقات متكررة
تظل الأفلام العربية تسعى عاما بعد آخر لاختراق حاجز جائزة الأوسكار، إذ تترشح الأفلام من مختلف الدول العربية للفوز بفئة "أفضل فيلم أجنبي".
يأتي ذلك على أمل الوصول إلى القائمة القصيرة، التي تعتبر مؤهلًا أوليًا قبل الوصول إلى النهائيات. ولكن مع كل تلك المحاولات، نجد أن الإنجاز يبقى محدودًا، ولا يتحقق الهدف المنشود إلا في حالات نادرة.
في عام 2021، تمكن فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية من الوصول إلى القائمة المختصرة، ليكون بصيص أمل لصناع السينما العربية. كوثر عبرت حينها بفخر: "نعم، فعلناها"، مؤكدة أن هناك أفلامًا عربية تستحق الوصول والمنافسة في هذا المحفل السينمائي العالمي. ومع ذلك، لا تزال التساؤلات مطروحة: لماذا لا تحقق الأفلام العربية النجاح المطلوب؟ ما الذي ينقصها لاجتياز هذا الحاجز، ولماذا يتوقف حلم الأوسكار عند حدود الترشيحات دون الوصول للجائزة؟
الأفلام المرشحة في 2023
مع فتح باب الترشح لجائزة الأوسكار لعام 2023، أعلنت العديد من الدول العربية عن أفلامها المرشحة، في محاولة جديدة للتواجد ضمن فئة "أفضل فيلم دولي". مصر أعلنت ترشيح فيلم "رحلة 404" للفنانة منى زكي، ليصل بذلك عدد الأفلام التي رشحتها مصر منذ عام 1947 إلى 37 فيلمًا. ورغم هذا العدد الكبير من الترشيحات، يبقى الأمل محدودًا بتحقيق إنجاز حقيقي.
على الجانب العراقي، اختار المخرج سهيم عمر خليفة فيلمه "ميسي بغداد" ليمثل العراق في السباق، حيث أعرب عبر منصاته عن سعادته بترشيح فيلمه للمرة الثالثة للأوسكار، وأثنى على جهود لجنة الاختيار ودائرة السينما والمسرح العراقية.
أما فلسطين، فقد رشحت فيلم "المسافة صفر" عن فئة الفيلم الدولي الطويل. وفي تصريح لعماد حمدان، وزير الثقافة الفلسطينية، أكد على أن السينما الفلسطينية قادرة على توثيق القصص الإنسانية حتى في أصعب الظروف. وأضاف أن "المسافة صفر" يعكس تجارب الفلسطينيين بعمق ويستحق التقدير على المستوى الدولي.
إنجازات محدودة وتحديات متواصلة
رغم هذه الترشيحات، يبقى عدد الأفلام العربية التي وصلت إلى القائمة القصيرة قليلًا للغاية. الجزائر تعتبر من أبرز الدول العربية التي حققت إنجازًا نسبيًا في هذا السياق، حيث وصل 5 من أفلامها إلى القائمة القصيرة من أصل 22 فيلمًا رشحوا. فلسطين ولبنان سجل كل منهما فيلمين في القائمة المختصرة، بينما تونس، الأردن، وموريتانيا سجلوا فيلمًا واحدًا لكل منهم.
لكن السؤال الأكبر يبقى: ما الذي يعوق الأفلام العربية عن الوصول للأوسكار والفوز به؟ الناقد المصري عصام زكريا أرجع ذلك إلى شدة المنافسة، موضحًا أن فئة "أفضل فيلم أجنبي" تضم أعمالًا ذات جودة سينمائية عالية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا اللاتينية والمكسيك. وأشار إلى أن الأفلام التجارية، رغم نجاحها في شباك التذاكر، قد لا تحمل البعد الفني المطلوب لهذه الجائزة، مستشهدًا بأفلام شهيرة مثل "أفاتار" و"سبايدر مان"، التي رغم شعبيتها لم تحقق نجاحًا كبيرًا في جوائز الأوسكار.
الناقد المصري طارق الشناوي شدد على ضرورة الاستمرار في تقديم أفلام مميزة وقادرة على المنافسة. وأكد أن الأفلام العربية تحتاج إلى دعم أكبر للوصول إلى المستوى المطلوب لتخطي حاجز الترشيحات. ورغم صعوبة التحدي، يظل الشناوي متفائلًا بإمكانية تحقيق تقدم في المستقبل، قائلاً: "المهم أن نواصل المحاولة ولا نفقد الأمل".
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز