5 أفلام سينمائية تجعلك تشاهد العالم بعين «سفاح التجمع»
في عالم السينما، تجرأت بعض الأفلام على تناول موضوعات جريئة وصادمة، ومن أبرزها "النيكروفيليا" أو الميل الجنسي نحو الجثث. هذا الموضوع، الذي يصنف عادة ضمن الرعب النفسي، يعكس جوانب مظلمة من النفس البشرية ويثير تساؤلات حول الحدود الأخلاقية والفنية.
هذه الأفلام ليست مجرد محاولات لإثارة الجدل، بل تطرح قصصًا تسلط الضوء على انحرافات سلوكية يمكن أن تكون ناتجة عن اضطرابات نفسية واجتماعية عميقة. في قصصها، نجد شخصيات غارقة في عوالم مظلمة، حيث يتشابك الموت مع الرغبة، والحب مع التدمير، وكل ذلك يتجاوز حدود الفهم الطبيعي.
Nekromantik (1987)
في أواخر الثمانينيات، ظهر بألمانيا فيلم Nekromantik، الذي أثار الكثير من الجدل والاشمئزاز بسبب تناوله لموضوع غريب وغير معتاد. من إخراج يورغ بوثغريت، يروي الفيلم قصة "روبرت"، عامل في شركة تنظيف مسارح الجريمة، الذي يعيش حياة مليئة بالوحدة واليأس.تتغير حياته بشكل جذري عندما يعثر على جثة متحللة في موقع حادثة. بدلاً من تسليم الجثة، يأخذها معه إلى المنزل، وهناك تتطور علاقة جنسية بينه وبين الجثة، مما يجعله يغوص في عالم من الانحرافات التي تدفعه لتجاوز كل الحدود الأخلاقية والإنسانية. الفيلم يعكس كيف يمكن للوحدة واليأس أن يدفعا الإنسان إلى البحث عن الحميمية في أكثر الأماكن غير المتوقعة، وتصبح قصته انعكاسًا للحدود المشوهة بين الحب والموت.
The Corpse of Anna Fritz (2015)
من إسبانيا، يأتي فيلم The Corpse of Anna Fritz الذي يطرح قصة مفزعة تجسد كيف يمكن للرغبة في السلطة المطلقة أن تقود إلى أفعال بشعة. للمخرج هكتور هيرنانديز فيسنس، يسرد الفيلم قصة "آنا فريتز"، الممثلة الشهيرة التي تلقى حتفها بشكل مفاجئ. ثلاثة أصدقاء يعملون في المستشفى حيث توجد جثتها، يقررون رؤية جسدها في المشرحة. لكن الفضول يتحول إلى جريمة عندما يقررون اغتصاب الجثة. في هذا الفيلم، تُعرض الإنسانية في أبشع صورها، حيث تصبح الجثة مجرد أداة لإشباع رغبات مشوهة، ما يعكس انفصالًا تامًا عن القيم والأخلاق.
Kissed (1996)
في كندا، قدم فيلم Kissed نظرة مختلفة على الموضوع، من خلال شخصية "ساندرا"، الشابة التي تشعر منذ صغرها بانجذاب غريب نحو الموت والجثث. هذا الانجذاب ينمو معها حتى يتحول إلى هوس عندما تبدأ العمل في مشرحة، حيث تجد نفسها منجذبة جنسيًا للجثث. "ساندرا" ترى في الموت امتدادًا طبيعيًا للحياة، وتعتبره مصدرًا للراحة والسلام. تصبح علاقتها بالجثث طريقتها الخاصة للتواصل مع الموتى، حيث تعبر عن حبها بطرق غير تقليدية وغير مفهومة للآخرين. الفيلم يعرض رحلة "ساندرا" الغريبة، مقدماً نظرة مؤلمة لكيفية بحث الإنسان عن الحب والاتصال العاطفي بطرق غير متوقعة.
Deadgirl (2008)
من الولايات المتحدة، نجد فيلم Deadgirl، الذي يتناول قصة مراهقين، "ريكي" و"جي تي"، أثناء استكشافهما مستشفى مهجورًا، حيث يعثران على جثة فتاة مربوطة في قبو مظلم. لكن الجثة ليست ميتة بالكامل؛ إنها في حالة بين الحياة والموت. بدلاً من محاولة مساعدتها، يقرر "جي تي" استغلال الفتاة كدمية جنسية، بينما يتردد "ريكي" في البداية، لكنه ينخرط تدريجيًا في هذا العالم المظلم. ما يبدأ كاكتشاف غريب يتحول إلى سلسلة من الجرائم البشعة، حيث تُعرض قسوة البشر بأقسى صورها عندما تُمنح السلطة الكاملة بدون قيود. الفيلم يعكس تطورًا مروعًا في سلوك المراهقين، الذين يجدون أنفسهم متورطين في أفعال تتجاوز كل الحدود الأخلاقية.
Aftermath (1994)
أما الفيلم القصير Aftermath من إسبانيا، فيعد من أكثر الأفلام المباشرة في تناوله لموضوع النيكروفيليا. يتابع الفيلم قصة مصور جنائي يقوم بتحضير جثة في مشرحة. بتفاصيل دقيقة ومقلقة، يعرض الفيلم عملية التقطيع والمعالجة التي يقوم بها المصور، ولكن سرعان ما يتحول المشهد إلى شيء أكثر رعبًا عندما يبدأ المصور بالاعتداء الجنسي على الجثة. هنا، يتحول الموت إلى ساحة للانتهاك، حيث يُظهر الفيلم كيف يمكن للإنسان أن يفقد كل أشكال الرحمة والإنسانية في لحظة واحدة. ينتهي الفيلم دون أي نوع من العقاب أو الانتقام، مما يترك المشاهد في حالة من الدهشة والصدمة.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA=
جزيرة ام اند امز