أولى خطوات "أرامكو" نحو اكتتاب عام تاريخي
أرامكو، التي تضخ نحو 10% من نفط العالم، هي أكثر شركة تحقيقا للأرباح، وينظر إليها على أنها الدعامة الرئيسية لاقتصاد السعودي
خطت شركة أرامكو السعودية، اليوم الأحد، خطوتها الأولى نحو الاكتتاب العام التاريخي المرتقب، مع تأكيدها نيتها إدراج أسهم في السوق المحلية، وإعلان هيئة السوق المالية الموافقة على تداول الأسهم.
- أرامكو السعودية تؤكد رسميا نيتها الإدراج في بورصة الرياض
- "السوق المالية السعودية" توافق على طرح حصة من "أرامكو"
وتفتح هذه الخطوة الباب أمام بيع أسهم مجموعة النفط السعودية العملاقة في السوق المحلية وإن بنسبة ضئيلة كما هو متوقع، على الأرجح في منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل، على أن تلي ذلك عملية طرح ثانية في بورصة عالمية في موعد لم يتّضح بعد.
والاكتتاب العام لأكثر شركة تحقيقا للأرباح على مستوى العالم، هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "رؤية 2030"، والذي يسعى إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة.
وقال بيان نشر على موقع "تداول" (السوق المالية المحلية)، الأحد، إن هيئة السوق المالية قررت "الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام".
وفي وقت لاحق اليوم، أكدت أرامكو في بيان أنها تنوي "طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإدراجها في السوق الرئيسية لدى السوق المالية السعودية".
وأضافت أنه "سيتم تحديد سعر الطرح النهائي (سعر اكتتاب أسهم الطرح لجميع المكتتبين) في نهاية فترة بناء سجل الأوامر".
وأكد مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس أن عملية الاكتتاب ستشمل بيع 5% فقط من أسهم أرامكو في السوقين، بينها 2% في السوق المحلية الشهر المقبل.
وفي 2020، سيتم طرح 3% من أسهم الشركة في البورصة العالمية التي لم تتحدّد بعد، ولم تشر الشركة إلى أي طرح محتمل في أي سوق أجنبية لدى إعلانها الأحد نيتها طرح الأسهم للتداول محليا.
وقال ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو في بيان "يمثّل هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ الشركة، وخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق النمو والتنوع الاقتصادي المستدام".
من جهته، اعتبر أمين الناصر رئيس شركة أرامكو أن شركته "تسهم بثبات في أمن الطاقة العالمي"، موضحا أن "احتياطياتها المؤكدة من السوائل بلغت في نهاية عام 2018 أكثر من خمسة أضعاف احتياطيات شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة".
وتقرّر تأجيل الاكتتاب أكثر من مرة لأن تقييم الشركة وفقا لحسابات المصرفيين بعد اجتماعات مع مستثمرين محتملين كانت دون مستوى تريليوني دولار، وهو ما يتطلع إليه ولي العهد السعودي منذ 2016 حين تحدث للمرة الأولى عن الاكتتاب العام.
وكان من المقرّر أن يبدأ تداول الأسهم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يتم تأجيله.
- دعامة رئيسية
يتوقّع مراقبون أن يتم طرح النسبة الضئيلة من شركة النفط العملاقة على أساس تقييم للشركة بين 1.5 و1.7 تريليون دولار.
وأرامكو، التي تضخ نحو 10% من نفط العالم، هي أكثر شركة تحقيقا للأرباح، وينظر إليها على أنها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة واستقرارها الاجتماعي.
وحاولت السلطات تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، وذلك عبر وسائل إعلام محلية.
وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت العائدات 356 مليار دولار.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت أرامكو إيراداتها النصفية للمرة الأولى في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وتقدّر أرامكو احتياطيات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل، واحتياطياتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز