اكتشاف مقبرة أثرية ضخمة في أبوصير بالجيزة
البعثة التشيكية كشفت هوية صاحب المقبرة "كا اير اس"، والذي كان يحمل عدة ألقاب في عصر الأسرة الخامسة، منها المشرف على أعمال الملك.
نجحت البعثة التشيكية، العاملة في منطقة أبوصير شمال منطقة سقارة برئاسة ميروسلاف بارتا، في الكشف عن مقبرة ضخمة من الحجر الجيري والطوب اللبن لشخص يدعى" كا اير اس"، يعود تاريخها لمنتصف الأسرة الخامسة لعهد الملك "ني وسر رع" والملك" نفر اير كا رع".
صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرا إلى أن صاحب المقبرة "كا اير اس" كان يحمل عدة ألقاب في عصر الأسرة الخامسة، منها المشرف على أعمال الملك، كما وجد منقوش في جدران المقبرة.
ومن جانبه، قال عادل عكاشة، رئيس الإدارة المركزية للقاهرة والجيزة، إنه أثناء أعمال الحفائر عثرت البعثة داخل البئر الرئيسي للمقبرة على تمثال من الجرانيت الوردي مكسور إلى جزئين، ويمثل التمثال صاحب المقبرة جالسا على مقعد صغير بدون مسند، ويرتدي النقبة القصيرة وباروكة الشعر المحبب، كما نقش على المقعد اسم صاحب المقبرة وألقابه، ومنها "السمير الأوحد" و"كاتم أسرار بيت الصباح" و"محبوب سيده".
وأشار دكتور بارتا، رئيس البعثة التشيكية العاملة في منطقة أبوصير، إلى أن "البعثة الأثرية ستستكمل أعمالها للكشف عن باقي أجزاء المقبرة، وإنهاء أعمال التوثيق الأثري".
لمحة تاريخية عن منطقة أبوصير الأثرية
تعد منطقة أبوصير، التابعة لمركز البدرشين في محافظة الجيزة، من المناطق الأثرية الهامة في مصر، حيث تضم مقابر ملوك الأسرة الخامسة "2494 ق.م- 2345 ق.م"، وهي عبارة عن عدد من الأهرامات الصغيرة لا يزيد ارتفاعها على 19 متراً، أقامها ملوك الأسرة الخامسة، وهم ملوك أقل أهمية نسبيا بالمقارنة بملوك الدولة القديمة، لذا جاءت مقابرهم صغيرة ومبنية من الطوب اللبن، ومغطاة الجوانب بكساء من الحجر الجيري الأبيض، منها: هرم الملك "ساحورع"، وهرم الملك" نفر-إير-كا-رع"، وهرم الملك" نفر-اف-رع"، وهرم الملك "نى-أوسر-رع".
كما تضم منطقة أبوصير العديد من معابد الشمس، أي أنها مخصصة لعبادة الإله رع، حيث أقام ملوك الأسرة الخامسة عددا من المعابد للإله رع، مثل الملك" أوسركاف" ومعبد الملك" نى-وسر-رع"، ومعبد الملك" ساحورع"، ومجموعة من أبيار الدفن العميقة التي ترجع للعصر المتأخر "الأسرتين 26-27"، وكذلك من العصر الصاوي والعصر الفارسي خلال القرن السادس والسابع قبل الميلاد.
بدأ اكتشاف منطقة أبوصير في عام 1883م على يد دي مورجان، ثم الأثري الألماني "بورخارت" 1908-1902م، كما أقامت بعثة كلية الآثار جامعة القاهرة حفائر في منطقة أبوصير، وأسفرت نتائج الحفائر عن اكتشاف سلسة من المقابر، وكذلك الكشف عن تابوت حجري فارغ في المنطقة شمال هرم "ساحورع"، إضافة إلى العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة في تلك المنطقة، ومنها الجبانة المحاطة بسور أو مشكاوات الموجودة في الموقع الجنوبي لمعبد الشمس الخاص بالملك أوسركاف.
وما زالت منطقة أبوصير تبوح بأسرارها، ففي خلال السنوات الماضية تم الإعلان عن العديد من الاكتشافات الأثرية، منها: اكتشاف مقبرة أثرية للملكة "خنتكاوس الثالثة"، والتي تعود إلى عصر الأسرة الخامسة في مطلع يناير/كانون الثاني 2015، واكتشاف بقايا معبد للملك رمسيس الثاني في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أثناء أعمال الحفر الأثري في المنطقة.