أرمينيا وأذربيجان نحو المفاوضات.. هل يهدأ "الإقليم الملتهب"؟
تحضيرات أعلنت أرمينيا وأذربيجان، الخميس، بدأها لمفاوضات سلام قد تضع أوزار نزاع مستمر في ناغورني قره باغ؛ الإقليم الملتهب منذ عقود.
إعلان يرفع منسوب التفاؤل بالتوصل لحل يعيد الهدوء إلى جنوب القوقاز، ويقطع فتيل توتر حول الإقليم المتنازع عليه، والذي تجدد في مارس/ آذار الماضي، ضمن أحدث محطة في مسار معقد تخللته حربان.
قره باغ؛ منطقة انفصالية في أذربيجان وتسكنها غالبية أرمنية وتتنازع يريفان وباكو على هذه الأراضي منذ تسعينيات القرن الماضي، ما يجعل الطرفين والعالم يبنيان آمالا واسعا على المحادثات المرتقبة.
وجاء القرار خلال لقاء جمع، الأربعاء، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، بالرئيس الأذري إلهام علييف بوساطة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وعقب محادثاتهما في بروكسل، أمر باشينيان وعلييف وزيري خارجية بلديهما "ببدء التحضيرات لمفاوضات السلام بين البلدين" كما أعلنت الخارجية الأرمينية في بيان.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، ذكر البيان أنه "جرى التوصل إلى اتفاق خلال هذا اللقاء (...) لتشكيل لجنة ثنائية حول مسائل ترسيم الحدود"، وستكلف هذه اللجنة خصوصا ضمان الأمن والاستقرار على طول الحدود.
بدورها، لم تتأخر الخارجية الأذرية في التعقيب وأعلنت أن الاعمال جارية لبدء مفاوضات السلام، مشيرة إلى أن الاتفاق المستقبلي سيرتكز على "المبادئ الأساسية التي اقترحتها أذربيجان في وقت سابق".
في غضون ذلك، يرى محللون أن النبأ الذي يشكل حدثا مفصليا بتاريخ الجارتين قد يستغرق الكثير من الوقت لتحقيقه.
تقدم نحو السلام
في قراءة لإعلان بدء التحضيرات لمفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان، اعتبرت أوليسيا فارتانيان، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، أن الإعلان يشكل "تقدما كبيرا حققه البلدان".
طرح يؤيده المحلل السياسي الأذري، في حديث لوكالة "فرانس برس"، قائلا إنه "تقدم ملموس كبير نحو اتفاق سلام يتحقق للمرة الأولى بوساطة من الاتحاد الأوروبي".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وقعت أرمينيا وأذربيجان اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة روسية، وضع حدًا لحرب استمرت ستة أسابيع بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي.
وأسفر النزاع عن أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهزيمة قاسية تكبّدتها أرمينيا التي أجبرت على التنازل لأذربيجان عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ تسعينيات القرن الماضي.
وبالأيام الماضية، أعربت يريفان وباكو عن رغبتهما في استئناف جهودهما الدبلوماسية.
وأعلنت منطقة ناغورني قره باغ الجبلية انفصالها عن أذربيجان، إثر تفكك الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى اندلاع حرب أولى في التسعينيات تسببت في مقتل 30 ألف شخص وشردت مئات الآلاف.
وعلاوة عى التوترات بشأن هذه المنطقة، تندلع باستمرار اشتباكات بين البلدين على حدودهما، بسبب غياب الترسيم الدقيق للحدود.