الجيش السوداني والدعم السريع.. معركة سلاح المدرعات تنتقل للفضاء الإلكتروني

من السيطرة على مجمل معسكر المدرعات إلى "لا تصدقوهم"، تصريحان متضاربان شقا طريقهما إلى الساحة السودانية، بعد احتدام المعركة على أسوار سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.

فلليوم الثالث على التوالي، كان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على موعد مع تصعيد ميداني، اتخذ من معسكر المدرعات، بمنطقة الشجرة، جنوبي الخرطوم ساحة له.

ذلك التصعيد الميداني سُمع صداه في البيانات التي بثها الفريقان المتناحران، على صفحاتهما الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، فحاول كل طرف الاستعانة بمقاطع فيديو، قيل إنها من داخل سلاح المدرعات؛ لإثبات سيطرته عليه، ودحض بيان الآخر.

فقوات الدعم السريع نشرت عدة مقاطع عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، ظهر فيها بعض عناصرها داخل موقع، قالت إنه مقر سلاح المدرعات بجنوب الخرطوم، مشيرة إلى أنها تمكنت من السيطرة على أغلبه، باستثناء جيب صغير فيه.

ويظهر أحد المقاطع المنشورة، عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، وهي تتجول في إحدى الساحات وإلى جانبها دبابات، بدا بعضها مدمرًا، فيما الآخر، لا تعرف مدى حالته.

وبينما صاح جنود الدعم السريع في مقاطع الفيديو، مجددين عزمهم على المضي قدمًا، وتحقيق ما قالوا إنه "انتصار كامل"، كانت الأدخنة الكثيفة تتصاعد من خلفهم، بشكل أرجعه بعض العناصر، إلى أنهم "حرقوا بعض الدبابات"، التابعة للجيش السوداني.

مقاطع فيديو، جاءت متناغمة مع بيان قوات الدعم السريع، الذي قالت فيه، إن عناصرها "حققت انتصاراً جديداً على قوات الجيش، بقيادة المدرعات الشجرة بالخرطوم، وتمكنت من السيطرة على مجمل المعسكر عدا جيوب صغيرة جار التعامل معها".

وبحسب بيان قوات الدعم السريع، فإن عناصرها استولوا على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر، مشيرًا إلى أن عمليات الحصر والتمشيط جارية، "بعد احتماء قوات الجيش بالمنازل والبنايات المجاورة لمقر قيادة المدرعات"، على حد قولها.

ماذا قال الجيش؟

بنفس الرسائل التي وجهتها قوات الدعم السريع، كان الجيش حاضرًا بمقاطع فيديو بثها من موقع قال إنه من داخل غرفة السيطرة، بسلاح المدرعات، جنوبي العاصمة الخرطوم.

وظهر في المقطع الذي نشره الجيش عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اللواءان أيوب ومحمد زكي الدين، قالا فيه، إنهما يجلسان داخل غرفة السيطرة بسلاح المدرعات.

وفي مقطع ثان، نشره الجيش، ظهر فيه أحد عناصر الجيش، لم يُكشف هويته، أكد أنه لا صحة لما أثارته قوات الدعم السريع من سقوط سلاح المدرعات بأيديها.

وبحسب المقطع الذي نشره الجيش، فإن الضابط الذي لم يكشف هويته، تجول داخل ما قيل إنه معسكر سلاح المدرعات، سواء في مقر الحرس الرئيسي، أو في غرفة العمليات، قائلا إن الأوضاع هادئة داخل سلاح المدرعات، ولا يوجد أي وجود لقوات الدعم السريع.